قالت له
قالت له
قالت له: إذا رأيتني حزينة فلست أنت السبب.
فقال لها: يكفي أنني بوجود الحزن لست سبباً للفرح.
قالت: أحياناً علينا أن نختار بين الحزن والفرح ويستحيل جمعهما فيطغى الحزن علينا رغم فرح الحضور.
قال لها: الحزن لموت رفيق أو قريب أو حبيب وحده يصادر فرح الحضور، أما الحزن لوقائع الحياة اليومية فلا يصادر إلا فرحاً أقل منه أهمية.
قالت: أحياناً يسكن الحزن المرأة على فشلها في اختيار ثياب مناسبة لأنها تريد الكمال في الجمال كسبب لفرح الحضور وليس لأنها تافهة
فقال لها: بعض حزن لا يصادر كل الفرح.
قالت: وكل الفرح لا يمنع مسحة حزن في العيون.
قال: بعض الضوء يكفي لتبديد كل العتمة وكل العتمة لا تحجب بعض الضوء.
قالت: ربما يكون الحزن ضوئي والفرح عتمتي، فأنا من سكان الليل وأنت من سكان النهار.
قال لها: نلتقي في الفجر أو الغروب إذن.
قالت: أفضل الفجر.
قال: أفضل الغروب.
قالت له: ها أنت تختار الافتراق.
فقال لها: هذا حال العشاق.
فقالت: تعال إلى منتصف الليل.
قال: وجدتك أشد حزناً.
فقالت: هي لحظة وتمضي وأعود لفرح الحضور.
قال: سأنتظر وإن تأخر الفرح سأرحل.
فقالت: ملتقانا عند طلوع القمر.
فقال: وما أجمل الخبر.
قالت: ونحتفل بمن حضر.
فقال لها: سأكون مهما كان الخطر.
ومضى وهي تمسك يده وتبتسم وتقول لا تغادر سيعتذر القمر.