صحافة عبرية
ترجمة: غسان محمد
قبل اغتياله… غليك شارك في حفل لدعم إزالة الأقصى
قالت صحيفة «هاآرتس» العبرية، إن الحاخام اليمينيّ يهودا غليك، الذي اغتيل ليل الأربعاء ـ الخميس، شارك في حفل يدعم إزالة المسجد الأقصى وإقامة الهيكل مكانه قبل وقت قصير من اغتياله.
وكتبت «هاآرتس» أنّ غليك شارك قبل مقتله بساعات معدودة، في حفل أقيم في ما يسمى «مركز تراث بيغين»، قال فيه إنه يبقي هاتفه الخلوي مفتوحاً بانتظار تلقي نبأ المصادقة على إقامة الهيكل في الحرم المقدسي، لكي يتوجّه إلى هناك فوراً.
وكان الحفل المشار إليه يتركز حول تكريس صلوات اليهود في الحرم المقدسي وجعلها أمراً طبيعياً. وأعرب غالبية المشاركين في الحفل عن تأييدهم إزالة المسجد الأقصى وإقامة الهيكل مكانه.
يذكر أن الراف يسرائيل أرئيل، رئيس ما يسمى «معهد الهيكل»، هو الذي افتتح الحفل، وقال في كلمته إنه لا يحترم تراث بيغين لأن الأخير طرده من مستوطنة «ياميت»، بعد إخلائها من سيناء، كما اتهم بيغن بأنه «باع سيناء»، ولكنه أتى إلى الحفل نظراً إلى أهمية الحدث.
وشاركت في الحفل أيضاً رئيسة لجنة الداخلية التابعة للكنيست ميري ريغيف، وأكدت أنها اقتنعت بفكرة «صعود اليهود إلى الحرم المقدسي»، كما أنها هاجمت النساء المسلمات، وادّعت أن الحركة الإسلامية تدفع لهن أموالاً من أجل التصعيد في الحرم المقدسي.
… و«إسرائيل» تغتال منفذ عملية الهجوم
ذكرت «الإذاعة العامة الإسرائيلية»، في نبأ عاجل لها قبل ظهر أمس الخميس، أن قوة من الوحدة الخاصة «الإسرائيلية» اغتالت صباح أمس في حي «الثوري» في شرق القدس، الفلسطيني معتز حجازي، المشتبه فيه باغتيال الحاخام اليميني المتطرّف المعروف يهودا غليك.
وأضافت الإذاعة العبرية أن القوة «الإسرائيلية» كانت قد وصلت إلى المكان وحاصرت المبنى الذي تحصن فيه حجازي، بناءً على معلومات استخبارية وفّرها جهاز الأمن العام «شاباك»، زاعمةً أن قوات الأمن طالبته بالخروج من المبنى، لكنه أطلق عليهم النار فردّوا عليه بالمثل، ما أدّى إلى مقتله.
وأشارت الإذاعة العبرية إلى عدم وقوع أيّ إصابات في صفوف أفراد القوّة، لافتةً إلى أن حجازي البالغ من العمر 32 سنة، كان أسيراً سابقاً في أحد السجون «الإسرائيلية».
وأكد وزير الأمن الداخلي يتسحاق إهارونوفيتش في صفحته على موقع «فايسبوك» أن «إسرائيل» لن تسمح لما سماه بـ«الإرهاب» بأن يرفع رأسه في القدس. فيما قال وزير الطاقة «الإسرائيلي» يوفال شتانيتس، إنّ رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس هو المحرض الرئيس على ارتكاب اعتداءات بالقدس.
نتنياهو يتحمّل مسؤولية استمرار العنف في القدس
ذكر موقع صحيفة «يديعوت أحرونوت» العبرية أن مسؤولين «إسرائليين» حمّلوا رئيس الحكومة الصهيونية بنيامين نتنياهو، مسؤولية استمرار العنف في مدينة القدس، والتي تطوّرت إلى إطلاق النار على الحاخام اليميني المتطرّف يهودا غليك، الذي يقود عادة عمليات اقتحام المسجد الاقصى.
وقال المسؤولون، إن نتنياهو يكاد يخسر القدس، ولم ينجح في السيطرة على الوضع الأمني في المدينة، وإن عليه بدل الادلاء ببيانات مكرّرة عن البناء الاستيطاني في القدس، وبدلاً من افتعال الأزمات مع الولايات المتحدة، أن يفرض النظام والأمن في المدينة.
وفي هذا السياق، وصف وزير الاقتصاد ورئيس حزب «البيت اليهودي» اليميني المتطرّف، نفتالي بينيت، إطلاق النار على غليك في قلب القدس، بالحادث «الجلل»، معتبراً أن اغتيال حاخام يهودي يعدّ تجاوزاً للخط الأحمر. وأضاف أنّ الأمن لا يتحقق بالأقوال إنما بالأفعال. ودعا نتنياهو إلى إعادة السيادة «الإسرائيلية» على القدس فوراً.
وقال رئيس بلدية القدس، نير بركات، إن الحديث يدور عن أمر خطير جداً، سببه التحريض ضدّ اليهود، داعياً إلى الضرب بيدٍ من حديد ضدّ أيّ تحريض في المدينة.
كذلك، دعا عضو الكنيست، موشي فايغلين، إلى إغلاق الحرم القدسي أمام العرب، وفتحه فقط أمام اليهود، منتقداً قرار الشرطة إغلاق الحرم بشكل مُطلق.
أمّا عضو الكنيست ميري ريغيف، فقالت إن من لا يقاتل من أجل حق اليهود في العيش بهدوء وأمن في القدس، سيواجه مقاوماً فلسطينياً فتاكاً في كل «إسرائيل»، ولذلك يجب على «إسرائيل» أن تقطع أيدي الإرهابيين ومن يرسلهم.
الحكومة «الإسرائيلية» ترد على عباس
ذكرت «الإذاعة العامة الإسرائيلية» أنّ ديوان رئاسة الحكومة «الإسرائيلية»، أصدر بياناً جاء فيه أن رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، يواصل قول كلام معسول لدى مخاطبته الجمهور الإسرائيلي، فيما يواصل اتهام إسرائيل من على جميع المنابر الدولية، بارتكاب جرائم حرب».
وأضاف البيان، ان على عباس الاختيار بين سلوك طريق المفاوضات والسلام مع إسرائيل، وبين استمرار التحالف مع حماس.
وجاء البيان الإسرائيلي ردا على ما قاله عباس في المقابلة التي اجرتها معه القناة العاشرة الإسرائيلية مؤخرا، وتأكيده أنه لا توجد أية انتفاضة فلسطينية، وان القيادة الفلسطينية لا تدعو إليها.
وأضاف البيان أنّ السلطة الفلسطينية ضبطت الشارع في الأراضي التي تسيطر عليها، خلال العملية العسكرية «الإسرائيلية» ضدّ قطاع غزّة.
وخاطب عباس «الإسرائيليين» قائلاً إنه لا يريد أيّ تطوّر دموي، لا في القدس ولا في غيرها من المدن، بل يريد مفاوضات سلمية. واتّهم الحكومة «الإسرائيلية» بممارسة التحريض، مضيفاً أن هذا الأمر دفعه للتوجه إلى مجلس الأمن الدولي.
فرار جماعي من المستوطنات المحاذية لقطاع غزّة
ذكرت صحيفة «معاريف» العبرية أنّ المستوطنات «الإسرائيلية» المحاذية لقطاع غزّة، تشهد حالة فرار جماعي، مشيرة إلى أنّ المستوطنين قرّروا ترك منازلهم بعد الضربة الموجعه التي تعرضوا لها بفعل صواريخ المقاومة الفلسطينية. الأمر الذي دفعهم للبحث عن أماكن سكن جديدة في منطقة الجليل.
ونقلت الصحيفة عن عدد من المستوطنين قولهم: «لسنا مستعدّين لجولة أخرى من المواجهة العسكرية مع قطاع غزّة، ونحن لن نستطيع أن نواجه مجدّداً ما حدث في الحرب الأخيرة، من خوف ورعب استمر لمدة 51 يوماً، ولذلك بدأنا رحلة البحث عن مسكن آمن وسكن جيد في منطقة الجليل».