أبقار العدو تخرق السيادة المائية للبنان في كفرشوبا
سعيد معلاوي
أُهملت الدولة اللبنانية بركة كفرشوبا في أعالي العرقوب، لفترة طويلة من الزمن وهي التي تروي ظمأ قطعان الماشية ورعاتها على مدى هذه السنوات، لكن الإهمال كان يلفها كباقي البرك في الريف اللبناني حتى وصول قوات الأمم المتحدة الى المنطقة الحدودية وتلال العرقوب في آذار من العام 1978، فأصبحت معلماً ليس تموينياً فقط بل عسكرياً ايضاً تحوطها مواقع العدو «الإسرائيلي» من كل جانب.
إذ يلتف حولها موقع رويسة السماقة جنوباً وموقع رويسات العلم شمالاً ومزارع شبعا المحتلة شرقاً ولم يبق لها سوى متنفس واحد من الجهة الغربية، حيث تتمركز قوات من «يونيفل» والى جانبها قوة من الجيش اللبناني لتمكين الأهالي من الوصول الى بساتينهم وحقولهم وممتلكاتهم وإلى هذه البركة بقطعانهم ومواشيهم. كما أن الأبقار «الاسرائيلية» القادمة من مزارع شبعا تشارك يومياً بالشرب منها دون رادع وخاصة من جانب قوات الامم المتحدة. وهذه البركة التي يطلق عليها اسم «بعثايل» اهتمت بها الكتيبة الإسبانية العاملة في قوات الامم المتحدة في الجنوب منذ عشر سنوات تقريباً وقامت فرقة الهندسة فيها بتثبيت سور حولها من الاسلاك وأعمدة الحديد لمنع الاعتداءات الحيوانية «الإسرائيلية» عليها، الا أن كل هذه الاجراءات لم تحل دون ذلك في ظل التهديدات العسكرية «الإسرائيلية» من المواقع التي تطل على البركة والتي لا تبعد أكثر من 1500 متر من الجانبين الجنوبي والشمالي و200 متر من جهة مزارع شبعا المحتلة، وفي محاولة ثانية تمّت في الربيع الماضي أخذ المشروع الاخضر على عاتقه صيانتها من جديد بالتنسيق مع بلدية كفرشوبا. هذا ما قاله لـ«أبناء» رئيس البلدية الدكتور قاسم القادري، إلا أن ذلك لم يعق الأبقار «الاسرائيلية» من الوصول الى المشرب الذي أقيم لمواشي البلدة خارج السور. هذا الخرق «الاسرائيلي» للسيادة اللبنانية بشكل يومي على هذا المحور دفع ببلدية كفرشوبا الى رفع مذكرة الى قيادة قوات «يونيفيل» تحمّلها فيها مسؤولية استمرار هذا الخرق والذي يعتبر ردعه من صلب مهمتها، كما وجّهت نسخة عنها لقيادة الجيش اللبناني وتضمّنت المذكرة أن الأهالي سيحتجزون الأبقار التي تخترق المنطقة العازلة في تلال كفرشوبا باتجاه أرضهم المحررة وبركتهم ويبقى على الدولة اللبنانية وقيادة «يونيفيل» أن تتحمّل هذه المسؤولية وتقوم قواتها المتمركزة هناك بمنع هذه الأبقار من الوصول الى البركة استباقاً لأية خطوات تصعيدية قد يتخذها الأهالي .