إطلاق مهرجان حماه الثقافي
برعاية محمد الأحمد وزير الثقافة السوري، افتتح توفيق الإمام معاون الوزير، مهرجان حماه الثقافي، ظهر أمس الخميس، في دار الأسد للثقافة في حماه، بحضور محافظ حماه د. محمد عبد الله حزوري وحشد شعبي وجماهيري كبير.
وخلال كلمته في حفل الافتتاح تحدث الإمام عن المهرجانات وسحرها المستمر، وحضورها الجميل، وهي ضرورة لم يستغن عنها زمن من الأزمان، رافقت الإنسان منذ القدم وستبقى رفيقه إلى النهاية.
فالمهرجانات فعل جمالي وإنساني وثقافي يأخذنا إلى الدهشة والمتعة وإلى الآفاق الرحيبة، وتهز أعماق النفوس، وتفعل فعلها النبيل.
وتابع الإمام: في خضمّ هذه الحرب المشتعلة تظل سورية أرض الحب والسلام وحاضنة الجمال، قائلة للجميع ان الحياة مستمرة.. ولن يطفئ شعلتها ظلام مهما اشتد، وإنها لوقفة كريمة أن يقام هذا المهرجان في مدينة حماه الطيبة بأهلها مدينة الثقافة والعلم والمعرفة.
وأردف الإمام إن عاصي حماه مدينة المؤرخ العالم أبي الفداء لم يعط حماه أجمل بساتينه ونواعيره فحسب، بل أعطى الشعراء الذين رفدوا الشعر العربي بأرقى الإبداعات من بدر الدين الحامد إلى وجيه البارودي وغيرهم كثر.
وإذ يأتي هذا المهرجان لمناسبة عزيزة على قلوبنا، وهي انتصارات جيشنا السوري على الإرهاب، نراها فرصة لنؤكد ثقتنا واعتزازنا بشعبنا الأبي الذي لم تنل من كرامته وعزته قوى البغي والظلام، وهو سائر إلى النصر لا محالة.
وختم معاون الوزير كلمته قائلاً: نؤكد اعتزازنا بالرئيس بشار الأسد صانع الانتصارات وبقيادتنا الفذة التي عرفت كيف تقود السفينة إلى بر الأمان، ونؤكد اعتزازنا بالأصدقاء الذين وقفوا إلى جانبنا في محاربة الإرهاب، واعتزازنا أيضاً بدماء الشهداء والجرحى الذين ضحوا لكي تنتصر سورية.
ولا بد من توجيه الشكر إلى القيادة السياسية والإدارية ومديرية الثقافة في حماه والمجتمع الأهلي لما قدموه من تعاون لإنجاح هذا المهرجان.
ثم كرّم الإمام ومحافظ حماه كوكبة من مثقّفي المحافظة في مجالات الأدب والفن والموسيقا وهم: عبد الرزاق الأصفر، محمد قنا، سهام منصور، محمد منذر لطفي، مصطفى صمودي، زعيم تليتي، يوسف شموط، كاميليا بطرس، محمود شيخوني، كمال الديري، حنا توما، حسين حموي، وحنان درويش.
وقدمت فرقة «آرام للمسرح الراقص» عرضاً فنياً يحكي عن تاريخ هذه المحافظة وأعلامها وشخصياتها التاريخية بلوحات فولكلورية من إخراج نبال البشير.
وافتتح الإمام مجموعة معارض أوّلها للفنّ التشكيلي لمركز سهيل الأحدب التابع لمديرية الفنون الجميلة بمشاركة الفنانين: محمود شيخوني، عماد جردا، سهام منصور، يحيى تويت، موفق جمال، فايز عبد المولى، زهير حضرموت، مصطفى الراشد النجيبة، غسان صباغ، بسام صباغ، ماجد صابوني، أسامة الصغير، وفادي عطورة.
كما افتتح معرض خط ّعربي بمشاركة الخطاطين: محمد قنا، كمال نشار، مازن سمان، قصي شمالي، وكهلان حمراء. ومعرض تصوير ضوئي بمشاركة مجموعة مصوّرين، ومعرض نتاج عمل تنمية مهارات الحياة الأطفال واليافعين بإشراف مديرية ثقافة الطفل ومشاركة جمعية الصم والبكم وجمعية الملجأ، ومعرض لإصدارات الهيئة العامة السورية للكتاب الذي ضم حوالى 500 عنوان من أحدث إصدارات الهيئة وبحسومات وصلت إلى 50 في المئة.
واختتمت المعارض بمعرض لصوّر عن الأضرار التي طالت التراث لمديرية العامة للآثار والمتاحف.
وفي تصريح للإعلاميين لفت سامي طه مدير ثقافة حماه إلى أن المديرية حرصت على تنويع النشاطات الثقافية التي ستقدم خلال المهرجان، وقد جاء انتقاء حماه كمحطة رابعة لهذه المهرجانات المميزة التي أقيمت في كل من محافظات حلب وطرطوس وريف دمشق تأكيدا على أهمية تنشيط الحراك الثقافي في حماه التي تعيش حالة راقية من الإبداع والفكر والنشاط الثقافي بمختلف الجوانب.
ولفت إلى أن الحياة الثقافية في المحافظة لم تتوقف طوال سنوات الحرب الإرهابية التي تشن على سورية انطلاقاً من دور الثقافة والتزامها بقضايا الوطن والدفاع عنه ضد قوى الظلام والتكفير مع التركيز على الاحتفال بكل ما هو إنساني ونبيل يعزز حب الوطن ويصون إرثه الثقافي والحضاري.
المكرّم الإعلامي صلاح أورفلي تحدث عن خصوصية التكريم كونه في المكان الذي ترعرع فيه. وتكريم الإعلامي من قبل وزارة الثقافة هو تقدير من القائمين على العمل الثقافي لدور الاعلام والاعلاميين.
المكرّم زعيم تليتي الفنان التراثي عبّر عن سعادته بهذا التكريم والذي يعتبر تكريماً لمحافظة حماه كافة، بإقامة هذا المهرجان الثقافي الهام بعد الظروف التي مرت على بلدنا الغالي.
وتابع تليتي هذا التكريم هو حصاد لمسيرتي الفنية ولما قدمناه للوطن الغالي الذي أعطانا الكثير.
الأديبة المكرّمة حنان درويش أكدت على اهمية هذا التكريم وخصوصيته بعد مجموعة تكريمات حصلت عليها من خارج سورية، كونه في الوطن والمحافظة الغالية التي نشأت وعاشت بها وضمن مهرجان ثقافي كبير ومميز بغنى فعالياته، بعد جهود كبيرة لوزارة الثقافة ومديرية الثقاقة في حماه.
بدوره، شيخ الخطاطين العرب الفنان محمد قنا اعتبر هذا التكريم هو الاهم في مسيرته الفنية، وبمثابة وسام توج هذه المسيرة.
يذكر أن المهرجان يستمر لغاية 1 آب في عدة مناطق تشمل حماه ومصياف وسلمية ومحردة والسقيلبية وكفربهم ويتضمن حفلات موسيقية ومحاضرات وندوات ثقافية وتوعوية ومعارض وعروضاً مسرحية وسينمائية وأمسيات أدبية وشعرية وأنشطة تفاعلية وفقرات فنون شعبية وكورال.