غصوب: فكر سعاده هو سبيلنا الوحيد للانتصار بالأرض والارتقاء بالإنسان إلى معنى الحياة

نظمت مديرية بسكنتا التابعة لمنفذية المتن الشمالي في الحزب السوري القومي الاجتماعي احتفالاً في ذكرى يوم الفداء، شارك فيه منفذ عام المتن الشمالي سمعان خراط ومنسق التيار الوطني الحر في بسكنتا وأعضاء من هيئة المنسقية وجمع من القوميين والمواطنين.

تولّت تعريف الاحتفال غنوى الخوري حنا، وألقى الشبل جان أبو حيدر كلمة أشار فيها إلى معاني الثامن من تموز مؤكداً استمرار الجيل الجديد باعتناق عقيدة الزعيم أنطون سعاده التي فيها الخلاص لأمتنا والمستقبل الزاهر للأجيال الجديدة.

كلمة المديرية

ثم ألقى مفوض التنمية في مديرية بسكنتا جان ارويان كلمة المديرية جاء فيها: فجر الثامن من تموز بين صنوبرات بيروت انطلقت رصاصات غدر وجهل لتستقرّ في درّ رجل وقف وقفات عزّ بطولية وسطر بدمائه أروع ملاحم الكرامة والحرية والعزة.

لو علمت تلك الرصاصات ماذا تفعل لغيّرت مسارها وحطت في صدور أولئك الخونة والمتآمرين على شعب قال الزعيم عنه: «انّ فيكم قوة لو فعلت لغيّرت وجه التاريخ»… انّ سيل النهر الهادر من الأبطال يولد كلّ يوم في آذار ولا ينتهي في تموز.

تموز الشهادة تموز الكرامة فكلّ يوم من أيامنا هو تموز الفداء وكلّ نضال نسطّره على كلّ الجبهات هو انتصار لنا كما قال سعاده، أما ابناء عقيدتي سينتصرون وسيجيء انتصارهم انتقاماً لموتي… وقد بقي الحزب في ساحات الصراع صلباً رائداً مستلهماً من شهادة زعيمه كلّ معاني الفداء مستمراً في قلب المعركة مصارعاً ضدّ أعداء الأمة في شتى الميادين..

وتحدث ارويان عن المفاسد التي تنهك مجتمعنا وخطورتها، ورأى أنّ الحلّ الجذري يكمن في تحرير النفوس «فالواجب يدفعنا كسوريين أحرار أن نحرّر السوريين العبيد»…

كلمة المنفذية

وألقى كلمة المنفذية مكرم غصوب كلمة جاء فيها: كتب هشام شرابي في «الجمر والرماد»: «ركب سيّارة صبحي فرحات برفقة سمير خوري وأمر صبحي أن يسير بالسيّارة جنوباً. أخبرني سمير في ما بعد بتفاصيل الرحلة. قال إنّ سعاده لم ينبس بكلمة إلى أن وصلت السيّارة الى مشارف درعا فقال لصبحي: عدّ الى دمشق».

كنت صغيراً حين سألت والدي لماذا عاد؟

رفضت أن يُهان… لم أدرك يومها أنّه عاد ليعيد الكرامة إلى الكرامة.

كرهت أن يخان… لم أدرك يومها أنّه عاد ليعلّم الخيانة معنى الوفاء.

خفت أن يقتل… لم أدرك يومها أنّه عاد ليقهر الموت بوقفة وابتسامة.

خشيت أن يهزم… لم أدرك يومها أنّه عاد لينتصر لسعاده «الزعيم» بقسمه وبصدقه، لأنّ أصعب التحديات الصدق مع الذات، ولأنّه ربما الوحيد في تاريخ البشرية الذي كان مثالياً في مواجهة الموت كما كان مثالياً في بعث الحياة.

ولكن، في الأمس واليوم، شتّان بين مثالية سعاده وخبث ديوك الطائفية الذين كدّسوا النفايات مزابل، منابر لصياحهم المسموم. لوّثوا الهواء، الماء، التراب، العقول بوهم بيض دجاجاتهم المذهّب.

ديوك الظلام الذين سرقوا ضوء الكهرباء ليلوّنوا ريشهم المنفوش، قتلوا أبناء النور في صراعاتهم العبثية، وهم المفلسون وطنياً منذ تربّعهم على مزابلهم الطائفية.

الفجر لا يوقظه ديك مزبلة بصياح عقيم، إنما نسور فكر وانتماء، نسور عزّ أرضهم سماء، نسور زوبعة، أبطال وشهداء دماؤهم الطاهرة كفيلة بتنقية التراب والماء والهواء والعقول الملوّثة.

شتّان بين مثالية سعاده ودولة الفساد، دولة السماسرة في الإدارات الرسمّية برتب عليا ورتب دنيا، الخبراء بالالتفاف على القانون والعقل وتشريع الرشوة وبيع الضمائر، وتشويه المعاني الكبيرة والقيم الرفيعة، تلك التي بدل أن يرتقوا إليها أنزلوها، حوّروها، مسخوها لتصبح بمتناول نفوسهم الصّغيرة.

الإصلاح في الدولة والمجتمع لا تصنعه قحباء تحاضر بالعفّة على حدّ قول سعيد تقي الدين إنما من تربّى على الانتماء الحقيقي وآمن بأنّ الدماء التي تجري في عروقه هي وديعة الأمّة متى طلبتها وجدتها، وأدرك أنّ قيمة الحقّ والحقيقة والخير والجمال ليست مادّية، بأنّها نفسية إنسانية، بأنّها قيمة اجتماعية.

شتّان بين مثالية سعاده وتبعية سياسيين معلّبين بتواريخ انتهاء للصلاحية تحدّدها سفارات الدول الغريبة، وشتّان بين مثالية سعاده وجشع الرأسماليين الجدد المتحدّرين من سلالة الجراد، وشتّان بين مثالية سعاده ورضوخ الجماهير المستهلكة.

الثورة الحقيقية بحاجة إلى شعب يثور من أجل واجباته كما يثور من أجل حقوقه، يقضي على الخيانة الحرباء أينما وجدت، يقطع رأس المال متى كان رأساً للحيّة.

شعب العقل شرعه الأعلى، المعرفة قوّته وشريعته فلسفة «الإنسان – المجتمع».

عاد سعاده ليرحل… كي يبقى… كي يبقى حاضراً في مساحات الغياب الشاسعة نوراً ملهماً لأمّة الحضارة والإنسان.

كي يبقى خالداً كما كلكامش وديموزي وبعل ويسوع السّوري، في فكره إكسير الحياة.

سعاده، هو الفكر المتجدّد والقسم الثابت والصدق الصادق والمثالية في الأخلاق والإنسانية، هو سبيلنا الوحيد الى الانتصار بالأرض والارتقاء بالإنسان الى معنى الحياة يا أبناء الحياة.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى