وفدان عن «حماس» و«فتح» في القاهرة لإحياء المصالحة الفلسطينية
قالت حركة حماس الفلسطينية إن وفداً برئاسة صالح العاروري، نائب رئيس المكتب السياسي للحركة، وصل القاهرة مساء أمس، تلبية لدعوة مصرية.
وقال المتحدث باسم الحركة، فوزي برهوم، في تصريح صحافي، إن الزيارة تأتي «للتشاور حول التطورات الجارية في الشأن الفلسطيني».
وأضاف أن الوفد يضم كلاً من موسى أبو مرزوق وخليل الحية وروحي مشتهى وعزت الرشق وحسام بدران.
يشار إلى أن هذه الدعوة الثانية التي توجه لحركة حماس من الجانب المصري، خلال الشهر الحالي، حيث وجهت الدعوة الأولى في 11 يوليو الحالي، تخللتها لقاءات «أمنية» مع اللواء عباس كامل وزير المخابرات المصرية، وعدد من قيادات الجهاز، على مدى ثلاثة أيام.
وكانت حركة فتح قد أعلنت، أمس الأحد، مغادرة وفد قيادي منها، يضم أعضاء اللجنة المركزية عزام الأحمد وحسين الشيخ وروحي فتوح ورئيس المخابرات العامة الفلسطينية اللواء ماجد فرج، إلى القاهرة.
وأضافت أن الوفد يحمل رؤية الحركة لتحقيق المصالحة.
وكانت حماس قد أعلنت مؤخراً أن رئيس مكتبها السياسي، إسماعيل هنية، أبلغ رئيس المخابرات العامة المصرية، اللواء عباس كامل، موافقة حركته على رؤية مصرية لتحقيق المصالحة.
ولاحقاً توجّه كامل إلى واشنطن، حيث التقى كبير مستشاري الرئيس الأميركي، جاريد كوشنير، ومبعوث الرئيس الأميركي للاتفاقيات الدولية جيسون غرينبلات.
وحتى الآن، لم تفلح جهود المصالحة والوساطات العربية في رأب الصدع بين الحركتين، الذي يسود الساحة السياسية الفلسطينية منذ العام 2007، عندما سيطرت حماس على قطاع غزة، بينما بقيت حركة فتح تسير أمور السلطة الفلسطينية المعترف بها دولياً في الضفة الغربية.
وتعذّر تطبيق العديد من اتفاقات المصالحة الموقعة بين فتح وحماس والتي كان آخرها في القاهرة في 12 أكتوبر 2017، بسبب نشوب خلافات حول قضايا تمكين الحكومة، وملف موظفي غزة الذين عينتهم حماس أثناء فترة حكمها للقطاع.
على صعيد آخر، دعت الهيئة الوطنية لمسيرة العودة وكسر الحصار أمس، لأوسع مشاركة في الفعاليات الرافضة لإجراءات «الأونروا» بحق الموظفين غدًا الثلاثاء، ومسيرات العودة الجمعة المقبل.
وأكد عضو الهيئة عبد العزيز قديح خلال مؤتمر صحافي عقد أمام مقر الجبهة الشعبية في مدينة غزة على استمرار مسيرات العودة بطابعها الشعبي والسلمي، داعيًا جماهير شعبنا للمشاركة الواسعة في جمعة الوفاء لشهيد القدس محمد طارق يوسف وفاءً لدمائه.
وبيّن قديح أن مواجهة الإجراءات التعسفية التي تتخذها إدارة الأونروا بحق الموظفين وخدمات اللاجئين تتطلب حشد كل الطاقات الوطنية والشعبية والمجتمعية للتصدي لها والتراجع عنها بشكل عاجل، مؤكدًا ضرورة مواصلة الفعاليات الضاغطة في أماكن العمليات الخمس لوكالة الغوث.
ودعا الجماهير للمشاركة الحاشدة في فعالية اليوم الثلاثاء الساعة العاشرة والنصف صباحًا أمام مقر «الأونروا» في مدينة غزة لإيصال رسالة الجماهير الفلسطينية الرافضة هذه السياسات الظالمة والتي تندرج في إطار المؤامرة وتصفية حقوق شعبنا.
وأوضح قديح أن هناك مخططاً يستهدف الحقوق والثوابت الفلسطينية وفي مقدمتها حق العودة للاجئين يتمثل في القرارات المجحفة والمتلاحقة الهادفة لتصفية دور الأونروا من خلال التقليصات والإجراءات الظالمة التي طالت شريحة واسعة من موظفي وكالة الغوث.
وأضاف «نواجه هذه المؤامرات في ظل بيئة استراتيجية مجافية يقف فيها العالم ومؤسساته صامتاً أمام الجريمة المستمرة على الأرض الفلسطينية، والتي يتصدى لها شعبنا الأبي بكل عزيمةٍ وإصرارٍ».
كما استهجن جريمة الاحتلال المستمرة في القدس المحتلّة واستباحة المستوطنين المتواصلة للمسجد الأقصى، مبيّنًا أن ذلك يأتي في سياق التنفيذ العملي لقانون «القومية» العنصري.
وأضاف «يهدف هذا القانون بشكل رئيسي إلى تهويد مدينة القدس، وقضم الأرض الفلسطينية وصولاً لضمها لكيانه المزعوم كأمر واقع، وفي ظل ذلك فإن خيار شعبنا هو الاستمرار بالنضال والمقاومة حتى إفشال هذه المخططات الإجرامية الخطيرة».
ووجّه قديح التحية للمتضامنين على متن سفينة الحرية الذين جاءوا نصرةً لغزة ومن أجل كسر الحصار عنها، معبرًا عن إدانته الشديدة لاعتداء بحرية الاحتلال على القافلة.
واعتبر ذلك «قرصنة وإرهاباً منظماً» يستدعي تدخلاً دولياً لحماية المتضامنين وسفن كسر الحصار، محملاً الاحتلال المسؤولية عن حياة المتضامنين الأحرار.
وفصلت «الأونروا» الأربعاء الماضي نحو 1000 موظف من موظفيها في قطاع غزة، بدعوى وجود عجز في ميزانيتها المالية.