صفي الدين: لولا القوّة لكان الأوباش الذين يتحكّمون بمنطقتنا فتكوا بلبنان قنديل: الحزب استطاع إسقاط «إسرائيل الكبرى» وكسر قدميها
أكد رئيس المجلس التنفيذي في حزب الله السيد هاشم صفي الدين أن صفقة القرن ستسقط بميزان القوة وليس بشيء آخر، مشيراً إلى أنه لولا هذه القوة «لما كنا في وطننا ونجري انتخابات، ونبحث عن النفط والغاز، ولكان لبنان ضعيفاً مشتتاً، ولكان هؤلاء الأوباش الذين يتحكمون بمنطقتنا فتكوا به». وشدّد على أن «أهم ما يجب العمل عليه اليوم هو اعادة الثقة بالدولة».
كلام صفي الدين جاء خلال رعايته أمس، حفل توقيع رئيس تحرير جريدة «البناء» النائب السابق ناصر قنديل كتابه الصادر حديثاً بعنوان «حزب الله – فلسفة القوة».
حضر الحفل مدير مكتب الإعلام في رئاسة الجمهورية رفيق شلالا ممثلاً رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، باتريك كيفوراكيان ممثلاً الرئيس إميل لحود، جورج جريج ممثلاً رئيس المجلس الأعلى في الحزب السوري القومي الاجتماعي النائب أسعد حردان، النواب: أيوب حميّد، أنور جمعة، أمين شري، إيهاب حمادة وعدنان طرابلسي، حسان شنينية ممثلاً سفير دولة فلسطين أشرف دبور، المستشار الثقافي في سفارة الجمهورية الإسلامية الإيرانية في بيروت الدكتور محمد شريعتمدار، عضو هيئة الرئاسة في حركة أمل رئيس مجلس الجنوب قبلان قبلان، مسؤول الإعلام المركزي في حزب الله الحاج محمد عفيف، عميد الإعلام في الحزب السوري القومي الاجتماعي معن حمية، رئيس اللقاء الإسلامي الوحدوي عمر غندور، رئيس مركز بيروت الوطن د. زهير الخطيب، نقيب المحرّرين الياس عون وأمين سر النقابة جوزف قصيفي وأمين الصندوق علي يوسف، رئيس المجلس الوطني للإعلام عبد الهادي محفوظ ونائبه ابراهيم عوض وعضو المجلس غالب قنديل، كما حضر وزراء ونواب سابقون وشخصيات سياسية ومسؤولو أحزاب وإعلاميون ومهتمّون.
النشيد الوطني، فكلمة تقديم من الزميلة سكارليت حداد أشارت فيها الى ما «يطرحه الكتاب حول إشكالية السؤال عن سبب قوة حزب الله»، متوقفةً عند المراحل التي مرّ بها حزب الله منذ نشوئه العام 1982»، مشددةً على أن حزب الله «ما يزال قوياً رغم كل تلك الظروف، ما جعله يتخطّى كل الفخاخ».
قنديل
ثم ألقى قنديل كلمة فقال «إن هذا الكتاب كان وعداً للشهيد الصديق عماد مغنية»، مشيراً إلى «قدرة حزب الله على تحرير الأرض دونما تفاوض أو شرط أو قيد».
ولفت إلى «نقاش واسع أجراه مع السيد هاشم صفي الدين إلى أن تبلورت الصورة التي أوردتها في هذا الكتاب. انه كتاب دليل عمل لكل حركة تحرّر».
وركّز على السؤال حول «قدرة الحزب في إنجاز ما عجزت عنه جيوش عربية واستطاع إسقاط إسرائيل الكبرى، وتحرير الأرض من احتلال إسرائيل لها، وكسر لها قدمها في عام التحرير العام 2000 ثم كسر قدمها الثانية العام 2006».
أضاف «إنّ الكتاب يميط اللثام عن معادلة حزب الله القائمة على مبدأ الدم والسيف»، مشيراً إلى أنّ «لحزب الله مقاربة أخرى في مفهومه للسلطة المغايرة لسواه، وتتجلّى بالزهد، لكنه كان الحكم في العمل السياسي. لقد أدار حزب الله استراتيجياً العلاقة مع حلفائه، وتكتيكياً مع خصومه».
ولفت الى «أهمية تحالف حزب الله مع قوى عابرة للطوائف، مع إصرار الحزب على عدم فتح فروع له، وإنما عمد الى إقامة تحالفات مع أحزاب مؤيدة». وقال «لقد خرج حزب الله من العلبة، وترك المقاومة تتنفس في الهواء الطلق، واكتفى بيقين الهدف النهائي ووضوح الخطوة الأولى».
ورأى أنّ «إحدى وصفات النصر الحاسمة هي في تشابه ممارسات القيادة وقاعدة الحزب. وهذا ما حققه حزب الله»، مشيراً إلى «مبدأ أساسي تجلى في قوة حزب الله وتتعلق بأخلاقية ممارساته، وصدقية قيادته ما جعل العدو الإسرائيلي يعترف بصدقية ما يقول أمين عام حزب الله السيد حسن نصر الله».
صفي الدين
ثم تحدّث صفي الدين فأشار إلى أن «الكتاب عالج أحد أهم عناصر القوة لدى حزب الله، في النشوء وفي التجربة وفي المقاومة».
وقال «القوة ليست مفهوماً مقتصراً على الغلبة أو على قهر الآخر، فالقوة في حزب الله مرتكزاً وأسلوباً تمتد إلى كل تجليات الفعل والممارسة. لقد نشأ حزب الله في ظل تراجعات وانكسارات شخصيات عربية واسلامية، وفي ظل يأس عاشته المجتمعات العربية، وكلها يهدف إلى نسيان فلسطين». وأشار إلى أن «بعض الحكّام العرب كانوا يُخفون ما يجاهرون به اليوم في استسلام وثقافة الهوان والذل. وقد حدّد حزب الله هدفه منذ البداية وهو هدف استراتيجي ولن يتبدّل، وهو مقاومة الاحتلال ودحره، وللوصول الى الهدف لا بدّ من ترميم الذات، وهذا هو سر قوة المقاومة».
وتابع «أن القدرة او القوة تعطي مفاهيمها الإيجابية فيما تقترن مع الحق. وقد حافظنا في حزب الله عليه، فأنجزنا التحرير عام 2000، وكان تحريراً لكل اللبنانيين والأمة الإسلامية وعلى رأسها فلسطين والقدس. وتلا ذلك إنجاز التحرير الثاني عام 2006، ولولا قوتنا لما واجهنا كل محاولات السحق للمقاومة ولانتصاراتها. ولما أمكننا حماية لبنان من الوحوش الكاسرة التي تطلعت الى منطقتنا بتمويل أميركي وعربي للأسف».
وقال «ما كنا لنحمي سورية دولة موحدة لولا القوة التي نختزنها، ولما عاد العراق الى شعبه. ولو لم نكن أقوياء، لطمست القضية الفلسطينية، فالقوة هي التي ابقت القضية حاضرة».
وأكد أن «صفقة القرن ستسقط بميزان القوة وليس بشيء آخر»، وأعلن انه «لولا هذه القوة لما كنا نحن في وطننا ونجري انتخابات، ونبحث عن النفط والغاز، ولكان لبنان ضعيفاً مشتتاً، ولكان هؤلاء الأوباش الذين يتحكمون بمنطقتنا فتكوا بلبنان».
وشدّد على «أن استراتيجية القوة التي يصر عليها حزب الله ليست ملكاً حصرياً للحزب، وإنما هي قوة للوطن، وهذا الأمر ليس ثقافة تحسب بالميزان، انما هو دين نؤمن به ونعقل فيه لدنيانا وآخرتنا».
وأضاف: «ذهبنا الى سورية للدفاع عن لبنان وكيلا تأتي الحروب إلينا»، كاشفاً أن «أحد عناصر قوة حزب الله انه منذ اليوم الأول لم يحصل مقابل قوته وانتصاراته اي ثمن او بدل او سلطة». وشدّد على «أن هذه قناعة قمنا بها فلم نتقاتل على السلطة».
وأوضح أن «استراتيجية القوة بمعناها الواضح هي التي ستبني دولة حقيقية في لبنان لا فساد فيه ويتحكم فيه القانون. فالقوة الحقيقية هي في وطن مشترك نتعايش في دينين فيه على اهداف واحدة وقوامها قوة الادارة والعزم ولا شيء آخر».
وطالب «بأن نكون جميعاً أقوياء في هذا البلد بقناعتنا وإرادتنا»، غامزاً من قناة «الذين يعيشون على حساب ضعف لبنان وعدم وجود حلول لمشاكله الاجتماعية». واستنكر «خطاب العنف والتسييس الذي يعتمده البعض من أجل زعامته».
وأكد أن «الفساد يضعف ويتلاشى عندما تتوافر ارادة قوية، وعندنا يكون القانون والقضاء والقرارات أقوياء».
ورأى «ان لبنان اليوم بات في أمسّ الحاجة الى ادارة سياسية واقتصادية خاصة، والى قرارات حاسمة وشجاعة، والى ادارة ذكية تحسن التقاط المؤشرات الخارجية والاقليمية»، محذراً من أن «عدم التقاط ذلك وعدم إيجاد ادارة سياسية واقتصادية فاعلة»، يؤديان إلى السقوط الحتمي.
وشدد السيد صفي الدين على ان «اهم ما يجب العمل عليه اليوم هو اعادة الثقة»، مشيراً إلى «التباعد بين اللبنانيين وقياداتهم»، ومنبهاً من «تدمير ما بقي من ثقة بالدولة».
وختم «هذا الكتاب دعوة صريحة إلى بناء الشخصية الوطنية وبناء الذات، عندها تكون الذات قوية».