الكونغرس الأميركي يعود بعد الانتخابات إلى مناقشة الحرب ضد «داعش»
يعود المشرعون الأميركيون إلى واشنطن بعد انتخابات التجديد النصفي للكونغرس الثلاثاء المقبل لاستئناف مناقشة بدأوها الشهر الماضي بعد بعض التمنع بشأن الضربات الجوية التي تقودها الولايات المتحدة في العراق وسورية ضد تنظيم «داعش» الإرهابي.
ومع تصعيد التحالف الذي تقوده واشنطن غاراته الجوية على الإرهابيين من دون أن تلوح بارقة في الأفق لانكسارهم، يبدو الكونغرس متقبلاً أكثر إجراء مناقشة موسعة للعمليات الآن منه قبل إجراء الانتخابات.
والتفويض الموقت الممنوح لخطة الرئيس الأميركي باراك أوباما بتسليح وتدريب من أسموه بـ»المعارضة السورية المعتدلة»، ينتهي في 11 كانون الأول وسيكون على المشرعين استئناف مناقشة الأمر لدى عودتهم من العطلة يوم 12 تشرين الثاني.
ويضغط عدد من المشرعين أيضاً على الكونغرس لبحث تفويض أوسع لاستخدام القوة المسلحة والذي سيضع قواعد استرشادية لكل الجهود المتعلقة بوقف المتشددين.
وقال السيناتور الديمقراطي تيم كين وهو من أبرز المطالبين بإجراء اقتراع على التفويض باستخدام القوة العسكرية: «يجب ألا نطالب الجنود بالذهاب إلى مناطق الخطر من دون أن نضمن وجود توافق سياسي في الرأي على دعم المهمة».
وخلال فترة ما من الدورة المزدحمة بين وقت الانتخابات وانعقاد كونغرس جديد في شهر كانون الثاني سيكون على الرئيس الأميركي أن يطلب من المشرعين الموافقة على تخصيص مزيد من الأموال لحملة تمتد لفترة أطول.
وكان الكونجرس قد وافق في شهر أيلول على خطة ضيقة تركز على تسليح وتدريب «المعارضة السورية» لكن من غير المرجح أن يتكرر هذا التوحد في كونغرس يشهد استقطاباً حزبياً حاداً. وحين يتعلق الأمر بتفويض أوسع لن يتفق الحزبان الجمهوري والديمقراطي على موعد طرح ذلك للتصويت ناهيك عن مضمون التفويض، إذ يرى الجمهوريون أن الاقتراع يجب أن يتأجل إلى أن يبدأ الكونغرس الجديد عمله في كانون الثاني وفي ذلك الوقت قد تصبح للجهوريين غالبية في مجلس الشيوخ.
ويقول محللون إن أي مناقشة للمسألة تجبر الأعضاء على اتخاذ موقف معلن سينطوي على أخطار سياسية، فعلى رغم قلق الأميركيين من خطر تنظيم «داعش» الذي سيطر على مساحات كبيرة من العراق وسورية وذبح اثنين من الصحافيين الأميركيين منذ شهر آب، إلا أنهم يخشون أيضاً من أي تورط جديد في الشرق الأوسط.
ويحجم الديمقراطيون وهم يضعون نصب أعينهم الانتخابات الرئاسية لعام 2016 عن إغضاب قاعدتهم من الناخبين المناهضين للحرب. فقد فاز أوباما في انتخابات عام 2008 بفضل معارضته لحرب العراق ضمن أسباب أخرى.
وفي الجانب الآخر، لا يرغب الجمهوريون في أن يحسب عليهم تأييدهم لاستراتيجية أوباما الديمقراطي وهو ما ينطوي على أخطار إذا جاءت الحملة بنتائج سيئة وقد لا يرغبون أيضاً في إغضاب جناح متزايد داخل الحزب الجمهوري يطالب بالتركيز على الداخل.
ويقول بعض الجمهوريين إنهم يريدون منح الرئيس الأميركي أدوات أكثر من مجرد الضربات الجوية للقضاء على التنظيم الإرهابي منها استخدام قوات قتالية. لكن الديمقراطيين المعادين للحرب يفضلون منعاً صريحاً لاستخدام القوات البرية الأميركية.