«عملية اسطنبول» تتبنى «إعلان بكين» حول إعادة إعمار أفغانستان
تبنى اللقاء الوزاري الرابع لـ»عملية اسطنبول» حول أفغانستان الذي عقد في العاصمة الصينية بكين أمس وثيقة أعرب فيها عن دعمه لإعادة الإعمار السلمي للبلاد.
وفي مؤتمر صحافي، أشار وزير الخارجية الصيني وانغ يي إلى أن نص إعلان بكين يثبت تمسك الدول والمنظمات الدولية المشاركة في «عملية اسطنبول» بأربعة مبادئ رئيسة هي: دعم الحكومة الأفغانية الجديدة في تنمية البلاد في ظروف سلمية، والتعاون بين القوى السياسية المختلفة في أفغانستان، وتعميق التعاون بين دول المنطقة في الشأن الأفغاني، إضافة إلى العمل على مواصلة النشاط في إطار «عملية اسطنبول».
وأفاد الوزير الصيني أن المؤتمر الوزاري أثمر عن تبني قرارات بشأن 64 مشروعاً محدداً ترمي إلى إعادة إنعاش اقتصاد أفغانستان وحياتها الاجتماعية، مشيراً إلى أنه قد جرى الحصول على ضمانات تمويل معظم هذه المشروعات.
من جهة أخرى، قال وزير الخارجية الأفغاني زارار أحمد عثماني إن جميع المشاركين في «عملية اسطنبول» يؤيدون التنمية السلمية لأفغانسان وأمنها وقضية مكافحة الإرهاب في البلاد. وأعرب عن أمله في أن يسفر اللقاء عن تعميق التعاون بين أفغانستان والدول المجاورة، بما فيها الصين.
من ناحية ثانية، اعتبر وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، أن وجود الإرهاب والتطرف والمخدرات في المنطقة ناجم عن التدخلات السياسية الخارجية. وقال في كلمته أمام المجتمعين في بكين: «للأسف، هذه التهديدات المتزايدة قد خلقت ظروفاً غير مناسبة لبعض دول المنطقة وأن لغالبيتها جذوراً خارجية»، مضيفاً: «أن شعوب المنطقة التي تعاني من هذه المشاكل، ينبغي ألا تصبح وحيدة، إذ أن حل هذه المشاكل بحاجة إلى حل عالمي ومشاركة جميع الدول».
وأكد الوزير الإيراني ضرورة النظر بواقعية لحل هذه المشاكل، وقال: «إن قضايا ومشاكل المنطقة يمكنها أن تكون ممهدة للوصول إلى الحلول المناسبة». وتابع موجهاً خطابه للحاضرين: «اسمحوا أن نأمل بإزالة إحدى الأرضيات الحقيقية لنمو التطرف في المنطقة بخروج القوات الأجنبية من أفغانستان، إذ إن غالبية القضايا والمشكلات القائمة في المنطقة ناجمة عن التدخلات الصارخة لبعض الدول».
وأوضح ظريف: «أن أفغانستان هي الآن بحاجة إلى السلام والاستقرار أكثر من أي شيء آخر وآن هذا الأمر يمكن تحقيقه فقط في ظل تضافر الجهود من قبل جميع دول المنطقة»، كما هنأ الشعب الأفغاني بتشكيل حكومة الوحدة الوطنية، متمنياً لها النجاح في أداء مهماتها.
وعقد المؤتمر الدولي الرابع لـ»عملية اسطنبول» حول أفغانستان بمشاركة مندوبين عن 46 دولة آسيوية ومنظمات دولية للبحث بشأن تعزيز الأمن والاستقرار والسلام فيها.
وأطلقت «عملية اسطنبول» بناء على نتائج المؤتمر الدولي حول أفغانستان الذي عقد في اسطنبول عام 2011 على مستوى وزراء خارجية دول «قلب آسيا». ويتلخص جوهر هذه العملية في بلورة الأفكار الهادفة إلى جر أفغانستان في حياة المنطقة كشريك متساو مسؤول.