جندي سوري يسير من ثكنته لمدينته راجلاً
أراد جندي سوري تقديم رسالة معايدة خاصة منه لرفاقه في القوات المسلحة بمناسبة عيد الجيش العربي السوري المصادف أمس الأول من آب.
وكانت رسالة معايدة الجندي في الجيش العربي السوري المثنى كوسا، قطعه مسافة 220 كيلومتراً سيراً على الأقدام بين ثكنته العسكرية في الضمير في ريف دمشق ومدينته حمص.
المثنى البالغ من العمر 35 عاماً، قال: «إن فكرة المسير التطوّعي موجودة لديّ منذ سنوات. فقد عملت مسعفاً وممرضاً في الهلال الأحمر العربي السوري خلال سني الأزمة والآن تزامناً مع عيد الجيش والانتصارات التي يحققها قرّرت تنفيذ مبادرتي الشخصية الطوعية بالمسير مشياً على الأقدام من مركز خدمتي الاحتياطية إلى مدينتي حمص وقضاء إجازتي على الطريق».
وحول مبادرته وأهدافها الإنسانية يضيف المثنى: أردت أن تكون هذه المبادرة الأولى من نوعها على مستوى سورية. فأنا الآن أقوم بتأدية خدمة الاحتياط منذ أكثر من سنة. وهذه المبادرة تعتبر أول عمل لجندي سوري لتسليط الضوء على أن الجندي كغيره من أبناء المجتمع ليس فقط على جبهات القتال بل شخص يحبّ ويعشق ويستطيع إضافة الى موقعه على الجبهة أن يقدم أفكاراً ومبادرات تطوعية لخدمة المجتمع.
المسير بالنسبة لمثنى رسالة بأن سورية بشعبها وجيشها وقيادتها صامدة وستتغلب على الأزمة بتضافر جهود جميع أبنائها من عسكريين ومدنيين. وهذه المبادرة الشخصية هي لتذكير الناس بتضحيات الجيش العربي السوري وبطولاته.
وحول مشاركة زملائه وتأييدهم للفكرة لفت المثنى إلى أن الجميع أحبّ الفكرة حتى أن بعض رفاق السلاح قرّروا مرافقته إلى مشارف عدرا تعبيراً منهم عن تضامنهم وتأييدهم. وبعد ذلك تبنى أحد أقاربه المبادرة ودعمها وتمّ تأمين سيارة فان لمرافقته طيلة المسير، فكان يقضي أوقات النوم في السيارة.
وعن الصعوبات التي واجهها خلال رحلته التي استغرقت نحو أربعة أيام يقول المثنى: «لديّ خبرة مسيرية سابقة عندما كنت قائد مراسم كشافة ولديّ إلمام بموضوع المسير. وقد وضعت مخطط الرحلة وخريطتها وبرنامجي الغذائي بدقة وتمّ تقسيم المسافة إلى أربعة أيام على أن أسير كل يوم مسافة 50 كم نصفها في الصباح، والنصف الآخر في ساعات الليل وأن أمضي معظم وقتي في السير.
وأشار المثنى إلى أن أكثر ما أثاره خلال الرحلة أنه كان يعبر المناطق التي حرّرها أبطال الجيش العربي السوري ويقول لنفسه: «من هنا مروا وهنا استشهد فلان. وهذه المنطقة عاد إليها الأمن والأمان»، مبيناً أنه قطع المسافة بلا سلاح وهو دليل قطعي على استتباب الأمان في ربوع سورية.
ولفت المثنى إلى أنه في كل قرية أو بلدة مرّ بها وجد الجميع متحمّسين لهذه المبادرة وتمنّوا بأن تتكرر مستقبلاً. والكل كانوا بمثابة أهل له بكرمهم وشهامتهم حتى أن عشرات العائلات على الطريق دعته إلى المبيت في بيوتها واستضافته كجندي في الجيش العربي السوري.
ولدى وصوله إلى مدينة حمص بعد ظهر أمس، حظي الجندي المبادر باستقبال شعبي ويقول عن هذه اللحظة: «شيء لا يصدَّق. وهذه الظاهرة مهما تكلمت عنها لا أعطيها حقها رأيت نسيجاً اجتماعياً قلّ نظيره ودون سابق إنذار وجدت الآلاف في استقبالي. وكان هذا الحال في جميع القرى التي مرّرت بها». سانا