المطارنة الموارنة: لصيغة حكومية قادرة على مواجهة الاستحقاقات الداهمة
أسف المطارنة الموارنة لمرور أكثر من شهرين على التكليف الحكومي، من دون أن تسفر الاستشارات والاتصالات السياسية عن تشكيل حكومة جديدة، فيما الأوضاع الاقتصادية متدهورة، والتطورات الإقليمية مصيرية. وأهاب المطارنة بالمراجع الرسمية والسياسية تجاوز الخلافات الناشئة من المحاصصة وتوزيع الحقائب الوزارية وسواها، والإسراع في التوصل إلى الاتفاق على صيغة لحكومة قادرة على مواجهة الاستحقاقات الداهمة، ولا سيما على صعيد إدارة المرافق الحياتية، ومكافحة الفساد والإفساد في الإداراة العامة.
وأشار المطارنة بعد اجتماعهم الدوري برئاسة البطريرك الماروني بشارة الراعي إلى أن «مجتمعنا اللبناني يعاني من آفة الإدمان التي تفتك بشبيبتنا»، وشدّدوا على أن الانتشار العشوائي لزراعة الحشيشة وتصنيع المخدرات على أنواعها وترويجها، تثير أوساط سياسية موضوع زراعة حشيشة الكيف في لبنان، من ثلاثة وجوه: الإنماء المناطقي، ورفد خزينة الدولة بعائد مهم، والاستعمال الطبي»، لافتين الى ان هذا الموضوع في غاية الخطورة لأسباب اجتماعية وأخلاقية شتى. لذلك تتطلب مقاربته دراسة أكثر موضوعية، علمية وعملية وافية لمعرفة سلبيات هذه الزراعة وإيجابياتها، وإذا ما كانت السلطات اللبنانية قادرة حقاً على إدارتها والإفادة من إنتاجها من دون إلحاق الضرر الصحي بالمواطنين، ولا سيما الأجيال الشابة.
وهنأ المطارنة قيادة الجيش ضباطاً ورتباء وجنوداً بعيد الجيش اللبناني، بتخريج دفعة جديدة من الضباط، مثمنين ما يقوم به هذا الجيش والقوى الأمنية كافة من جهود ويتحمّلونه من مخاطر ويبذلونه من تضحيات في سبيل الدفاع عن الوطن، ومحاربة الإرهاب، وحفظ الأمن لجميع المواطنين. وطالبوا المسؤولين في الدولة بتأمين كل ما يحتاج اليه من دعم مادي ومعنوي وسياسي، ليستطيع القيام برسالته الوطنية على أكمل وجه.
وسجل المطارنة بارتياح إيلاء قمة هلسنكي مسألة النزوح السوري إلى لبنان جانباً من اهتمامها، وتولي روسيا الاتحادية تحريك هذه المسألة والإشراف على تأمين عودة النازحين السوريين إلى ديارهم في أسرع ما يمكن، بالتعاون مع الحكومتين اللبنانية والسورية. ولفت المطارنة انتباه المعنيين بهذا الملف، إلى وجوب الاعتناء بمعالجته من دون التوقف عند استثناءات لأسباب سياسية. فكما توافر حل لمشكلة السوريين غير المؤيدين لحكومتهم في أكثر من منطقة سورية من خلال اتفاقات أو قوانين عفو، من الممكن أن يطبق ذلك على أمثال أولئك في صفوف النازحين إلى لبنان، بحيث لا يعود قسم منهم وتعلَّق عودة قسم آخر في انتظار حل سياسي ما.
ومع بدء العطلة القضائية السنوية في المحكمة الروحية المارونية، توجَّه الآباء بالشكر إلى الجسم القضائي، وإلى المحامين والموظفين، كما العاملين في ميدان الوساطة والمصالحة، معربين عن تمنيهم أن تكون هذه العطلة مناسبة لإعادة تقييم العمل على الأصعدة الذاتية والقانونية والأخلاقية والروحية، حرصاً على حقوق المتقاضين، وحسن ممارسة العدالة النزيهة، وصوناً لقيم العائلة الإنسانية والمسيحية.
وسأل المطارنة الله مع احتفال الكنيسة خلال هذا الشهر بعيدي تجلي الرب في 6 آب، وانتقال السيدة العذراء مريم الى السماء بالنفس والجسد في 15 منه، أن ينير عقول المسؤولين كي يعملوا بجد وإخلاص على إيقاف الحروب في منطقتنا، وإحلال السلام العادل والشامل للشعوب كافة.