مديرية المنية في «القومي» تحيي ذكرى استشهاد سعاده وتزور منازل الطلبة الناجحين في الشهادات الرسمية وتسّلمهم دروعاً تقديرية
أحيت مديرية المنية التابعة لمنفذية طرابلس في الحزب السوري القومي الاجتماعي ذكرى استشهاد مؤسّس الحزب أنطون سعاده، فأقامت احتفالاً في دارة عمر علم الدين، بحضور منفذ عام طرابلس فادي الشامي، ناموس المنفذية لطيف عطية، ناظر التنمية سليم كنعان، ممثل الحزب الديمقراطي الشعبي أحمد الشهال وجمع من القوميين والمواطنين والطلبة.
افتتح الاحتفال بالنشيدين اللبناني والحزبي والوقوف دقيقة صمت تحية لشهيد الثامن من تموز وشهداء الحزب، وتمّ عرض فيلم «حدّثني الكاهن».
عرّف الاحتفال محصّل المديرية فراس صبحية بكلمة من وحي المناسبة قال فيها: قبل تسعة وستين عاماً، وتحديداً في الثامن من تموز عام 1949، وعلى رمال بيروت، اخترقت الرصاصات صدر أنطون سعاده، مؤسّس الحزب السوري القومي الاجتماعي. في تلك الليلة من تموز، ارتكب النظام اللبناني في المدينة التي تسمّى «أمّ الشرائع»، إحدى أكبر الجرائم الوطنية والسياسية والأخلاقية والقضائية والاجتماعية في تاريخ الأمة السورية والعالم العربي، بحق رجل نذر حياته لقوة أمته وعظمتها وحريتها.
وقال: هذه المناسبة تختزنُ في وجدان القوميين الاجتماعيين وأحرار العالم، بركاناً من الفداء لا ينضب، وفي وصفها تعجزُ قواميس اللغة العربية عن صوغ عباراتٍ تُعبّر بما يليق بهذه الملحمة التموزية بكلّ ما تحمله من قيمٍ وأبعادٍ ونهجٍ سارت عليه أجيال وفاضت على دربه الدماء.
وختم: الثامن من تموز عنوان حياة، رمزية انتصار الدم على السيف… انتصار الحق على الباطل… انتصار المظلومية على الظالم في تلك المعركة الإنسانية المستمرة مع أعداء هذه الأمة في كلّ المراحل ومنذ فجر التاريخ.
كلمة الطلبة
ثم ألقت لارا عبدالله كلمة باسم الطلبة قالت فيها: 69 عاماً وذكرى الثامن من تموز يصدح صداها في ضمير السوريين القوميين الاجتماعيين أينما وجدوا…
فجرٌ أشرق على وطنٍ تعمّد ترابه بدماء طاهرة أبيّة، طرقت فيه الشهاده باب روحه وعلت بها الى السماء إيماناً جديداً بحقيقة الحرية والواجب والنظام والقوة.
أمة ظنّ أعداؤها أنها دفنت في مقبرة التاريخ وإذ بها تنهض، أمة متفوّقة بقدراتها لا ترضى القبر مكاناً لها تحت الشمس. فغدا الثامن من تموز، يوم التضحية، رمز الفداء والوفاء، في سبيل عقيده آمنّا بها لنهضة أمة الخلود والمجد.
اليوم تعود ذكرى استشهادك يا زعيمي بكلّ ما فيها من معانٍ سامية، خطت على جبين الأحرار، انه رغم طريقنا الشاق إلا «أننا نحبّ الحياة لأننا نحبّ الحريّة، ونحبّ الموت متى كان الموت طريقاً إلى الحياة».
أضافت: في هذا الزمن العصيب التي تحياه أمتنا السورية، نرى رفقاءنا الأبطال يحلّقون نسوراً في العلى يسطّرون نصراً تاريخياً بحبر من دم الشهادة النقي لتزهر الأرض بشقائق نعمان حمراء ترسم ملامح البطولة المؤيدة بصحة العقيدة، وتأتي ليلة الثامن من تموز لتخلد فينا إيمانك السرمدي بأنّ الأجساد قد تسقط أما النفوس فقد فرضت حقيقتها على الوجود لتضعنا اليوم أمام محطة صراع على دروب الفداء القومي، متعلّمين من زعيمنا أنّ الحياة لا تكون الا بوقفات العزّ.
كلمة المديرية
وألقى كلمة مديرية المنية مفوّض العمل والشؤون الاجتماعية حسان صبحية ومما جاء فيها: الثامن من تموز فعل دينامية حية ويشكل محطة أساسية في تاريخ أمتنا الحديث… عنيت فعل الفداء ورمزيته وأبعاده في حياة هذه الأمة، إنه فعل الاستشهاد المعمّد بدماء الشهداء من أجل حياة الأمة وعزّها وانتصارها.
بين تموز الماضي وتموز الحاضر قصة عشق للفداء وتوحد حتى الانصهار وولادة متجدّدة مع صرخة كلّ وليد من ولادات الفينيق السوري الأبدية الحية بحياة الأمة السورية وبقدرتها على الاستمرار باجتراح الاستشهاد طريقاً للحياة.
أنطون سعاده المؤمن بالحقيقة الثابة والدائمة – الأمة الواضع أسس نهضتها في مبادئ واضحة تشمل كلّ شؤون حياتها وهو العامل والمضحّي حتى الاستشهاد في سبيل تحقيق قضيتها. وهو من جسّد القول بالفعل وهو من قال: «أنا لا يهمّني كيف أموت بل من أجل ماذا أموت لا أعدّ السنين التي عشتها بل الأفعال التي نفذتها، هذه الليلة سيعدمونني أما أبناء عقيدتي فسينتصرون وسيجيء انتصارهم انتقاماً لموتي»، عندها كان مؤمناً بأنّ الرصاصات التي أردوه بها لا بدّ أن يضيع صداها ليبقى الدم الذي ستولده نسغاً في جذر حياة العاملين لحياة سورية وعزها ومجدها.
«قد تسقط أجسادنا أما نفوسنا فقد فرضت حقيقتها على هذا الوجود». ومن المؤكد اليوم أنّ رفقائي يعرفون معنى هذا الفداء ويمارسونه في نضال مستمرّ لانتصار القضية.
وختم: سورية أمة واحدة وهي للسوريين والسوريون ليسوا بمتنازلين عن مسؤوليتهم تجاهها لأنهم قادرون وملتزمون بهداية العالم إلى ما يعلي كرامة الإنسان.. لقد بدأنا وإننا لمثابرون مردّدين هتافنا الدائم لتحي سورية.
كلمة المنفذية
كلمة منفذيه طرابلس ألقاها ناموس المنفذية لطيف عطية فقال:
يا زعيمي..
أيّها الكلّ، الجامع، العادل، المنعتق.
أيها الجديد المتجدد دائماً والمجدّد القدوة.
أيها الدافع الى الخلود، يا معلم، يا مثقف، يا جريء، يا بريء.
أيها الماطر الراعد البارق.
يا أسطورة الفداء.
يا حرارة رمال بيروت، ويا حديد سجن الرمل فينا.
قم إلينا، مبتسماً، هازئاً، وانفض غبار تاريخنا المجيد وامتشق سيوف عزيمتنا التي ما صدئت ولم تصدأ، فالميدان ميداننا.. ونحن بحاجة اليك.
ها نحن في زمن الصعود.
القمم في أهدابنا تمضي لتعود عيوننا تلوي المخارز.
في أعناقنا أنّة ثكلى ودمعة كبيرٍ وصرخة رضيعٍ.
هاماتنا عمائم وزوابع لا تضيع
نرسم بوعينا ودمنا خرائط الطريق
نصنع من أجسادنا سلالم العبور الى النصر
يا زعيمي
سيأتي زمنك يوماً، نراه على صهوة تاريخ جديد.
وأيضاً، ها نحن نستمدّ من تمّوز زخم العقيدة وصلابة المواقف وثبات العزائم، لأننا نرى في أشبالنا والزهرات أنوار النجاحات ومشاريع الفداء، وفي طلبتنا وعياً وعطاءً غير محدود.
نرى في فروعنا ووحداتنا الحزبية، وعلى امتداد الأمّة، عيون الآتي نجاحاتٍ تلو النجاحات وانتصارات على الذات ووحدة في الحياة، غير آبهين بالصعاب، فالأشواك نعال الوعور نمضي إليها حين تحتاج كالصقور، نهين الصعاب كي لا نهان.
نريد الحياة الحرة الجميلة لأنّ أمتنا تريد الحياة الحرة الجميلة، وتحبّ الحياة لأنها تحبّ الحرية، وتحبّ الموت متى كان طريقاً إلى الحياة.
قد تكون الحرية حملاً ثقيلاً، لكنه حمل لا يضطلع به إلا ذوو النفوس الكبيرة، ومن غيرنا غير ذلك؟
نحن نبني أنفسنا حياةً وحقاً… نبني أنفسنا زحفاً وقتالاً في سبيل أمّة لا قضية أشخاص.
هكذا علّمتنا يا زعيمي، وهذا ما نراه ونعمل له لأنك الزعيم القدوة ونور القلوب والسبيل.
وختم: يا زعيمي في ذكرى استشهادك، نلمح النصر يأتي على خفق جوانح النسور في شامنا ولبنان وفلسطين وكلّ كيانات أمّتنا، فنهجنا الواضح المضوي هَدْينا وهدْي قادتنا ومسؤولينا في الأمّة.
دورع تقديرية للطلبة
إلى ذلك، زار وفد من مديرية المنية منازل طلاب نجحوا في الشهادات الرسمية وسلّمهم دروعاً تقديرية، ومن بينهم المواطن طارق محمد صبحية الذي تخرّج مهندساً مدنياً على لائحة الشرف في الجامعة العربية.