عسيري: التمديد أصبح ضرورة
أكد السفير السعودي علي عواض عسيري أنّ بلاده لا تضع فيتو على أي مرشح للرئاسة في لبنان، معتبراً أنّ قرار التمديد للمجلس النيابي أصبح ضرورة، ومعرباً عن ارتياحه «لأنّ هذا القرار سيتخذه اللبنانيون بأنفسهم».
كما أكد عسيري أنّ الرئيس ميشال سليمان ليس آخر الرؤساء اللبنانيين، وقال: «اللبنانيون فيهم خير والدستور يحفظ كرامة الجميع وتوزيع المناصب، وبين الموارنة من هو كفؤ لتولي هذا المنصب، ولو طبق اتفاق الطائف بحذافيره لكنتم في غنى عن أي جدل سياسي».
وعن وضع السعودية فيتو على مرشح معين للرئاسة، قال: «هذا ليس من طبع المملكة، ومن ثوابتنا عدم التدخل في الشأن الداخلي لأي دولة، وبالتالي نرى أنّ هذا الشأن لبناني ومن الضرورة أن يكون لدى القوى السياسية توجه إيجابي لإيجاد حلول من قبل اللبنانيين أنفسهم». ورداً على سؤال عن تمديد ولاية المجلس النيابي، لفت السفير السعودي إلى «أنّ لبنان يمر في أوضاع صعبة وبالتالي أنتم بين خيارين كلاهما مرّ: التمديد أو الفراغ، ومعظم القوى السياسية التي قابلتها تعتبر أنّ هذا الأمر أصبح ضرورة، وأنا جدّ مرتاح لأنّ هذا القرار سيتخذه اللبنانيون بأنفسهم، وما تبناه دولة الرئيس بري يصب في حرصه على عدم انفكاك الوضع وتفادي الفراغ وحفظ لبنان».
وعن موقفه من اتفاق الطائف بعد ربع قرن على إقراره ورأيه في الدعوة إلى مؤتمر تأسيسي يؤدي إلى المثالثة، قال عسيري: «موقفنا هو تنفيذ اتفاق الطائف لأنه سيحدّ من أي تجاوزات في حق أي لبناني سواء أكان مسيحياً أم مسلماً، وإنّ ترسيم السلطة في لبنان وتوزيع الأدوار يضمن مصلحة البلد ويريح كل اللبنانيين. وأعتقد أنّ هموم غبطة البطريرك الراعي واضحة وصريحة، وتنفيذ الطائف هو صمّام الأمان لكل المراحل السياسية في لبنان».
وسئل عسيري عن مصير الهبة السعودية، فأجاب: «أولاً في ما يتعلق بالمليار دولار فقد وقع الرئيس الحريري العقود لمكافحة الإرهاب وستستفيد منها كل القوى الأمنية، وأنا على علم بأنّ الكثير من العقود تمّت بالفعل، ولا نقاش على موضوع المليار دولار، وقد أنجز شيء كبير منه. وفي ما يتعلق بالهبة الفرنسية، فهذا المبلغ كبير والمتطلبات التي حدّدت ممتازة، والمفروض الحصول على أفضل تقنية اليوم، وهذا استلزم وقتاً وليس معقولاً أن تشتري تقنيات مضى عليها 10 سنوات. لقد وصل الأطراف إلى نتيجة، ولم يبق إلا شيء بسيط، وأكاد أقول إنّ الأمور منتهية، وهناك أمور فنية أخرت الموضوع، وهذا التسليح هو إلى الأبد».
وتطرق العسيري إلى المشاورات التي جرت في السعودية وشملت رئيس حزب القوات سمير جعجع والنائب سامي الجميل، فقال: «المملكة قلبها مفتوح لجميع اللبنانيين وزيارة الحكيم والنائب الجميل هي زيارة إلى بلدهما الثاني، واجتماعهما مع سمو وزير الخارجية يدل على حرص المملكة على التشاور مع اللبنانيين في ما يهم مصلحة لبنان وقد أعطيت هذه الزيارة أبعاداً أخرى».