عقل نعتزّ به… والتزام نقتدي به
معن بشور
بعد أن أصرّ الدكتور زياد حافظ على الاعتذار عن تمديد ولايته كأمين عام ثامن لـ «المؤتمر القومي العربي»، رغم أنّ النظام الداخلي يجيز له التجديد لولاية ثانية، مؤكداً حرصه على احترام تقليد حرص عليه أسلافه تأكيداً على ديمقراطية التداول… مسلّماً الأمانة لمناضل آخر هو مجدي المعصراوي من أبرز القيادات الناصرية في مصر… لا بدّ من شهادة حقّ بصديق جمعتني به الأيام منذ كنا طلاباً على مقاعد الدراسة الثانوية والجامعية في ستينيات القرن الفائت كان فيها أبو عمر طالباً متفوّقاً في أكثر من جامعة وأكثر من اختصاص.
كانت ولاية زياد في أمانة «المؤتمر القومي العربي» إضافة نوعية، حيث كانت مقالاته المنتظمة وتقاريره السياسية المتابعة بدقة المشهد العربي والإقليمي والدولي منارات استشرافية رائدة وتحليلات عزّ نظيرها في زحمة تحليلات مرتجلة وسطحية امتلأت بها وسائل إعلامنا…
لم تكن إضافات زياد إضافات علمية فقط، بل كانت أخلاقية أيضاً، حيث بقي التزامه الوطني والقومي فوق كلّ حساب، متحمّلاً مختلف أنواع الحصار من دون أن يفرّط بمبادئه أو كرامته.
سيغادر زياد الأمانة العامة للمؤتمر، لكنه لن يغادر دوره المنتظر أبداً في إغناء الفكر العربي والعمل القومي، بكلّ ما ينير الدرب ويفتح الآفاق ويعزز الرؤى…
زياد حافظ كنت مشعلاً هادياً في قلوب رفاقك وعقولهم وأنت أمين عام وستبقى…
الأمين العام السابق للمؤتمر القومي العربي