عشق الصباح

عشق الصباح

«عشق الصباح « لقد خلعتُ عليك محبتي وفي مقام العشق نذرت إليك بوحي… ذات شغف غافلنا الزمن والأمكنة والعيون والتقينا، أقرأ من صباحات القهوة، وللقهوة عندي حكايا لا تنتهي، توهّمت بأنها غافلتني.. تركتُها تطوف بشفتيها على وجهي ما تشاء من القبل؟ قالت: اسمعني جيداً، كي تكتب، تحتاج لامرأة تمنحك أنوثتها لتنتشي وتعرف كيف تهطل كلمات الإبداع عطراً. قال: الليالي البادرة تحتاج للدفء.. كوني دفئي. بارد هذا الشتاء، وضعت قطعة حطب كبيرة من السنديان في الموقد، لو أن في العمر متسعاً لأكتب ألف.. ألف حكاية عن الذين يسابقون الضوء ليأتي النهار جلياً؟! لا تلوّحي برأسك سيأتي الفجر ندياً كل الإحداثيات والتحاليل تدل إلى أنه مهما طال الليل.. النهار آتٍ.. آتٍ.. والشمس بعد كل ليل، تشرق متجدّدة، كوني بقية أيامي، كوني عشقي. قالت: أنا كالعصافير لا أحبّ القفص حتى ولو كان من ذهب، لا تغلق باب الشرفة حتى ولو كان الهواء بارداً. نهض من سريره يتمايل كالسكارى؟ غسل وجهه بالماء البارد، دعك عينيه، مع أول جهجهة الضوء وقف وحيداً في الشرفة.. كناسك نسي كيف يبدأ تراتيل الصلوات! وقد تنشّف ماء الوضوء. تيمم مرتلاً: «حيّ على الماء»؟ وجودك في حياتي كحاجة الأرض للماء، مطر وريح وخراب وأصوات «انفجارات» تهزّ أساس البيت، كما تهزّ قلبه. قالت: كل الجيران تركوا منازلهم وتوزّعوا على الأماكن الأقل «سخونة».. والأقل تعرّض لقذائف الهاون القاتلة؟ ما رأيك أن نترك هذا الموت كله ونمضي إلى مكان نختبئ فيه بقية حياتنا، حيث لا يعرفنا أحد؟ قال: انتبهي، إذا كنتِ تُلمّحين لشيء ما.. لن أترك بيتي ومكتبتي وذاكرتي وحاكورة الحبق والليمون والتبغ والرمان ـ هنا جذوري حتى عشق الطين ـ أخذته لصدرها وقالت: دعك من نزيف الوجع واغسل وجهك بالضوء، أعرف أنك مسكون بـ«سورية».

حسن إبراهيم الناصر

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى