«الأسد يصنع المستحيل»…
هكذا يصفه كبار الخبراء الصهاينة، والرئيس المكلف تشكيل الحكومة في لبنان يرفض زيارة سورية ولو على حساب المصلحة اللبنانية؟
لو أننا نحن من قال هذا الكلام لكان تجار الفضائيات، وبائعو الهواء، والمزاودون، والمفبركون أطلقوا علينا التوصيفات والتهكّمات، وحاولوا استصغار عقولنا…
أن يكون القول لأحد أكبر المعلّقين «الإسرائيليّين» في التلفزيون والصحف وكبير معلّمي وملقّني المفبركين العرب وفضائياتهم وإعلامهم وزعمائهم وملوكهم وأمرائهم… فيصير شهادةً تخرسهم، وتضع في فمهم أحذية أطفال سورية وفلسطين العتيقة…
في الرواية التي نشرتها الصحف والتلفزة الصهيونية ونقلت عنها بعض الفضائيات العربية أنّ وزير الأمن الصهيونيّ السابق موشيه يعالون قال: «إنّ الأسد سيسقط خلال ثلاثة أسابيع، وللتأكيد على صدقيّة قوله، شبّه سورية بالبيض الذي تحوّل إلى عجّة»…!
قبل أيام علّق تسافي يحزقلي، وهو المعلّق السياسيّ المعروف في التلفزة والإذاعات والصحف الصهيونية بالقول: «ذهبنا إلى الجولان برفقة ضبّاط كبار، وجلنا فيه، وإذ بنا نكتشف أنّ الأسد صنع المستحيل، فقد عادت «العجة» السورية بيضاً طازجاً…»!
لم يكُن موشيه يعالون وحده المراهن والموهوم والقائل: «إنّ الأسد سيسقط خلال ثلاثة أسابيع»… فالكثيرون قالوا إنه رحل، وإنه منفصل عن الواقع، وإنّ سورية تفكّكت وجيشها تدمّر، وإنها كانت بيضاً ثم تحوّلت إلى عجّة، أو شراذم ومناطق نفوذ للمسلحين وإمارات وخلافات ومناطق هيمنة وسيطرة للقوى الإقليمية والدولية، وبعض السياسيين اللبنانيين راهن علناً وعلى الهواء بإزالة شاربه إنْ بقي الأسد… وآخر وعَد بألا يعود إلى لبنان إلّا من مطار دمشق… وعلى هذا المنوال عاش بعض القوم أياماً وأسابيع ثم أشهراً، وها هي السنة الثامنة، لتأتي النتائج صادمة، بل قاتلة، ومغيّرة في أحوال العالم وتوازناته…
نعم، هذه الشهادة من العدوّ الصهيونيّ وكبار معلّقيه وخبرائه، ولأنها من الكيان الصهيوني فتغدو بمثابة صفعاتٍ أو لنقل «بصقات» كبيرة في الوجوه الكالحة التي راهنت وتوهّمت وتآمرت وورّطت لبنان وبلداناً عربيّةً وإسلاميّةً في المؤامرة الموهومة والواهمة… فسورية وأسدها يصنعون النصر، وينسجون الأسطورة العبقريّة، وينتجون المستحيل… هكذا هي سورية منذ الأزل وإلى الأبد…
ويستمرّ البعض في عناده، وعدائه، ويخوض معاركه مع طواحين الهواء… لكن السؤال: ما ذنب لبنان وحكومته وأزماته إنْ كان المتورّطون المهزومون ما زالوا عند ماضيهم ويرتهبون من النصر السوري…
غرّد أحدهم: لن أزور سورية ولو كانت مصلحة!
يسأله الطفل السوري ابن الشهيد: وهل من أحد وجّه لك دعوة، ومن قال لك إنّ سورية وشعبها ودماء الشهداء تقبل أن تدنّسها أنفاسك وحقدك…؟
التجمع العربي والإسلامي لدعم خيار المقاومة