الحروفية تنساب عبر أعمال الفنان بشير بشير بثقافي أبو رمانة
شكّلت الأعمال التي قدّمها الفنان التشكيليّ بشير بشير في معرضه الفردي الثامن عشر المقام في المركز الثقافي بأبو رمانة احتفاء بالفرح والجمال المبني على العلاقة المنسجمة بين الحرف والتكوينات الهندسية والألوان.
وجاءت الأعمال الـ180 متنوّعة من حيث الحجوم، حيث تضمّنت نحو 100 لوحة صغيرة صيغت ضمن مجموعات متناغمة، إضافةً إلى لوحات متوسطة وكبيرة وجدارية مع مجسّمات على شكل مكعبات ما أعطى المعرض غنىً بصرياً كسر الرتابة والتقليدية في طريقة العرض، فضلاً عن اعتماد الفنان بشير على تقنيات عدة في صياغة أعماله تنوّعت بين الأكريليك والزيتي والغرافيك والطباعة بتقنية الشاشة الحريرية.
وعن الجديد الذي تضمّنه المعرض قال التشكيليّ بشير في تصريح صحافي له اشتغلت هذا المعرض بطريقة مختلفة من خلال طريقة العرض التي جمعت بين اللوحة الصغيرة والجدارية بطريقة انسجمت فيها الأعمال مع بعضها في الكتلة والتوزيع والأسلوب الفنّي، حيث حاولت أن أقسم العمل الفني الجداري بمجموعات بصرية مختزلة كوّنت منها أعمالاً منفردة بحد ذاتها».
وتابع بشير كل لوحة صغيرة اشتغلتها بشكل منفصل وأثناء العمل كانت تنتج لدي أفكار جديدة لأعمال أخرى فأنتجت مجموعات عدة منسجمة مع بعضها ربطتها ضمن ثنائيات وثلاثيات وصولاً للثمانيات لكسر النمطية في طريقة العرض في الصالات.
وأوضح بشير أن أعماله مرتبطة بحالتين هما التعبيرية والخطّ من خلال العمل على بناء علاقة منسجمة بين الحرف وتكوين اللوحة ومناخاتها التي جاءت متأثرة بذاكرة البيئة والمكان مع التركيز على تقديم ألوان الفرح والتفاؤل.
ولفت بشير إلى أنه اشتغل على نمط خاص يربط بالحرف بحالته التجريدية بعيداً عن مدلوله في القراءة واستمد تكوينات لوحاته من مشاهداته في العمارة الدمشقية القديمة التي يستدعيها من ذاكرته ليبدأ بتوليفها بطريقته الفنّية الخاصة مع الحرف، مبيناً أن اللوحة هي حالة وعرضها المستمر تعكس الحياة للفنان وللمتلقي معاً.