ميدفيديف: لسنا ضد إعادة العلاقات الدبلوماسية مع جورجيا وفكرة التوقيع على معاهدة الأمن الأوروبي يمكن إحياؤها دائماَ

أكد رئيس الوزراء الروسي دميتري ميدفيديف، «أن فكرة التوقيع على معاهدة الأمن الأوروبي، يمكن إحياؤها دائماً في حال وجود رغبة بذلك».

وقال ميدفيديف في مقابلة مع صحيفة «كوميرسانت» رداً على سؤال حول مبادرة التوقيع على معاهدة الأمن الأوروبي: «نعم، لا شيء ينسى في الحياة الدولية، كل شيء يمكن إحياؤه، في حال وجود رغبة بذلك».

وأضاف: «قطعنا شوطاً كبيراً على الرغم من صراع آب 2008، وتمكنا من الارتقاء فوق هذه المشاكل».

يذكر أنّ العلاقات بين روسيا والدول الغربية، بما في ذلك مع بلدان الاتحاد الأوروبي، من بينها ألمانيا وفرنسا، تدهورت على خلفية الأزمة الأوكرانية، وانضمام شبه جزيرة القرم إلى روسيا في آذار عام 2014، وفرض عقوبات على روسيا، وتسعى موسكو من جانبها، لمواجهة هذا النهج الغربي العدائي وإعادة العلاقات مع الغرب إلى مجراها الطبيعي.

على صعيد الناتو، أعلن ميدفيديف، «أن دول حلف شمال الأطلسي الناتو تنظر إلى روسيا على أنها عدو محتمل، وقدراتها العسكرية، بما فيها الثلاثي النووي، يستهدف روسيا».

وقال ميدفيديف: «شهدنا انهيار الاتحاد السوفياتي وحلف وارسو، بالوقت نفسه بقي حلف شمال الأطلسي، الذي يحاول محاصرة الاتحاد الروسي من جميع الجهات. الأمر لا يتعلق بأن شخصاً ما يحب أو لا يحب القيادة السياسية لروسيا، والأمر لا يتعلق ببعض المبادئ الإيديولوجية أو الاختلاف في القيم، بل الأمر يتعلق بأشياء بسيطة واضحة تماماً لأي شخص عادي».

وأضاف: «الآن لا يوجد وضع بحيث هناك كتلتان في حالة مواجهة، مباشرة، أو بالواقع، صراع، كما كان الأمر أثناء وجود حلف وارسو وحلف الناتو»، مشيراً إلى أن الناتو لا يزال يواصل عمله، وحلف الناتو ليس موجوداً فحسب، بل يتوسع، ويحاول إشراك المزيد والمزيد من الدول في حلف شمال الأطلسي».

وفي شأن جورجيا، قال ميدفيديف، «إن روسيا ليست ضد إعادة العلاقات الدبلوماسية مع جورجيا، ومستعدة لبناء اتصالات مع الحكومة الجديدة في البلاد».

وأضاف المسؤول الروسي «نحن مستعدّون لبناء علاقات مع القيادة الجديدة إياً كانت أسمائهم، وانتماءاتهم الحزبية . العلاقات الدبلوماسية يمكن استعادتها، ولسنا نحن الذي دمرها، وإذا الزملاء الجورجيون مستعدون لاستعادتها، فإننا بطبيعة الحال لن نعارض».

يُذكَر أن العلاقات الدبلوماسية بين روسيا وجورجيا، قطعت خلال شهر آب عام 2008، بعد اعتراف موسكو باستقلال جمهوريتي أبخازيا وأوسيتيا الجنوبية، فيما يعتبر ممثلو الحكومة الجديدة في جورجيا، أن عملية تطبيع العلاقات مع روسيا، واحدة من أولوياتهم، بعد أن قدموا إلى السلطة خلال الانتخابات البرلمانية التي شهدتها جورجيا، في تشرين الأول 2012.

وتجدر الإشارة إلى أن الحوار مستمرّ في الوقت الحالي بين روسيا وجورجيا، في إطار مناقشات جنيف واللقاءات الدورية بين أباشيدزه وكاراسين، والتي تُعقد في براغ، وتبحث أيضاً في استئناف العلاقات ضمن مجالات، التجارة، والنقل، والتعاون الثقافي والإنساني، وغيرها من المجالات التي تهم البلدين.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى