قالت له
قالت له
قالت له: هل ندرك الحب متأخرين ونبدأ باللهاث وراءه بعدما كنا نتثاقل الخطى نحوه وهو يطاردنا؟
قال لها: الحب كالموت يقع علينا قبل أن نقع نحن عليه ونحتاج وقتاً للتسليم بوقوعه، لكنه الحياة فيعود يحتاج هو للوقت ليعترف بوجودنا. وهكذا نمضي العمر بيننا وبينه في مطاردة الوقت اللازم للمصالحة، لكننا نصل وقد تعبنا.
قالت: وكيف ندرك سكينة الحب؟
قال لها: الحب عدو السكينة وسيد القلق.
قالت له: هل كل العشاق يعيشون هذا القلق ويبحثون عن تلك السكينة؟
قال: الحب والعشق ثقافة وروح تشبّعت بالإنسانية. فالحب لا يمكن أن يتجاور مع التوحش والظلم والكراهية. فالحب مثقف ومرهف ويحب الموسيقى والطيور والشمس والحرية، أما الذين يتجاور الحب عندهم بكل العصبيات المريضة فهم يتحدثون عن الغرائز والرغبات لا عن الحب الذي نتحدث عنه وفي الحب المثقف لا وجود للسكينة بل سعي دائم إليها تختصره ابتسامة الحبيب وليس رضاه.
قالت: وما الفارق بين ابتسامته ورضاه؟
قال: رضاه قد يكون أحياناً بالخضوع والحب لا يقبل الخضوع والرضى قد يكون بالمجاملة والمسايرة وعدم الاختلاف والحب لا يساكن الرياء والضعف بينما صناعة ابتسامة الحبيب حتى وهو غير راضٍ ويضحك في سره أن شيئاً جميلاً يحدث في حياته. فهو ما يلتزمه الحب ويسعى إليه.
قالت: أنا أختلف معك كثيراً، وأجادلك كثيراً، ولا أشعر بالرضى كثيراً لكنني كثيراً ما أشعر بالابتسامة الصامتة تغزو شفاهي مع صورتك تظهر أمامي. وأقرر أن أعترف لك بكم كنت جميلاً ولما أحدثك أدخل في العكس.
فقال: في مدرسة الحب أنت تلميذة مثالية.
قالت: ألا تغضب؟
قال: بلى لأنني مثلك تلميذ مثالي أسعى للحصول على الرضى والحب يعرض علي الابتسامة.
قالت: وهل تنالها؟
قال: لو لم يحصل ذلك لصار الغضب طريق الفراق.
قالت: والغزل؟
قال: كما الغيرة واحد يقصر بالغزل وآخر يكثر من الغيرة فيتعادلان.
قالت: أتحبني؟
قال: لا زلت أفتش عن الجواب.
قالت: وفي الطريق إليه؟
قال: نعيش الحب حتى الثمالة.
قالت: إذن أنت في حال الحب وذروة الإنكار.
قال: ويصعب لك الاعتراف لأنك في ذروة البحث عن انتصار.
ضحكت وقالت كم أحب فيك المشاغب. فضحك وقال لكن وما أنا بغاضب.