إبراهيم: أمامنا استحقاقات أشد ضراوة من سابقاتها
دعا المدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم إلى الوعي الاستثنائي لخطورة المرحلة على المستويات كلها، مشيراً إلى ان «سقوط فلسطين والقدس وحق الفلسطينيين بالعودة وحق تقرير المصير، هو إعلان فاضح عن التوجه نحو صدام الحضارات وتأجيج الحروب الدينية والمذهبية، فضلاً عن أنه يبعث هواجس لبنانية عن توطين من هنا أو هناك، سببهما لجوء فلسطيني أو نزوح سوري».
اختتم اتحاد بلديات الضاحية الجنوبية، الليلة الثالثة لمهرجان الضاحية الثقافي الثاني، الذي ينظمه في باحة عاشوراء في الجاموس – الحدث، بحضور اللواء إبراهيم، سفير السلطة الفلسطينية أشرف دبور، النائب أمين شري، رئيس اتحاد بلديات الضاحية الجنوبية محمد درغام ومسؤول لجنة الارتباط والتنسيق في حزب الله وفيق صفا ورؤساء وأعضاء بلديات الضاحية الجنوبية وفاعليات سياسية وعسكرية وعلمائية وثقافية وإعلامية واجتماعية.
وفي كلمته، توجّه اللواء ابراهيم إلى الحضور قائلاً «مجدداً معكم ومع اتحاد بلديات الضاحية الجنوبية في سيرة تنموية ثقافية مستمرة، أجمل ثمارها احتفالنا اليوم بطلاب هم فخر الآتي من أيام. مجدداً في الضاحية، وهي مثل لبنان وعلى مثاله، في العيش الواحد بين المسلمين جميع المسلمين، والمسيحيين جميع المسيحيين. مجدداً في الضاحية علامة الجمع والوحدة بين الجنوب والبقاع والجبل والشمال وبيروت، لتكون حاضنة الوحدة الوطنية».
أضاف «مجدداً من الضاحية ونحن في ذكرى النصر على العدوان الإسرائيلي، حيث الضاحية ما عادت قلقة، بل صارت مقلقة، لأنها كانت تنهض من تحت ركام غارات الحقد الصهيوني صارخة «هنا الضاحية طمنونا عنكم». وصارت مقلقة أيضاً وأيضاً لأنها أدارت ظهرها لفتن التكفيريين المتأسلمين، وتصدّت باللحم الحي للتفجيرات الإرهابية فسقط عشرات الشهداء بينهم شهيد الأمن العام عبد الكريم حدرج الذي سجل أسطورة في الإيثار والتضحية».
واعتبر «أن التفوق تحدٍّ يجيده اللبنانيون وخبروه على الدوام ضد الإقطاع، وضد الاحتلال وضد الحروب. ولطالما نجحنا بالإصرار والثبات. واذا كان التفوق تحدياً، فالتكريم تشجيع للطلاب للسير قدماً نحو تحديات أعلى، وهو أيضاً فخر لنا جميعاً في ظل القدرة المدهشة على الاحتفال بمتفوقين في ظل همجيتين صهيونية ومتأسلمة. فنحن بلد يحترف التفوق والإبداع، لكن للأسف فإنه في المقابل يحترف بالمعنى السيئ تبديد هذه القدرات والنجاحات المتراكمة عبر افتعال أزمات وطنية ما من مبرر لها على الإطلاق، وما يزيد من سخف هذه الحال أننا نواجه على الحدود مع فلسطين المحتلة عدواً يعتقد أنه يشنّ آخر حروبه على عروبتنا في فلسطين، وعلى مقدساتنا وأعني مصادرة القدس عبر إقرار قومية الدولة اليهودية لتتجلى قباحة الصهيونية على غرار الروح النازية».
ولفت إلى أن «ما حصل ويحصل في فلسطين المحتلة، يعني اننا أمام استحقاقات أشد ضراوة من كل ما سبقها، ويوازي لحظة إعلان قيام الكيان الصهيوني. وإني على المستوى الوطني أنبه وأدعو إلى وعي استثنائي وعلى كل المستويات لخطورة المرحلة، فسقوط فلسطين والقدس وحق الشعب الفلسطيني بالعودة وحق تقرير المصير، إعلان فاضح عن التوجه نحو صدام الحضارات وتأجيج الحروب الدينية والمذهبية، فضلاً عن أنه يبعث هواجس لبنانية عن توطين من هنا أو هناك، سببهما لجوء فلسطيني أو نزوح سوري».
ودعا إلى التمسك بلبنان و«وعي حجم ونوع ما يحصل على مستوى الإقليم والعالم من حروب ومشاريع حروب، ناهيكم عن تسويات ومعادلات سياسية جديدة ما كان يمكن تخيلها حتى في أسوأ السيناريوهات. هذا الواقع لا يواجه إلا بالوحدة الوطنية الحقة والصادقة، وبالدفاع عبر سلاح المعرفة والعقلانية بمواجهة التخلف ونزعات التقوقع. ثقوا بأن الأمن العام سيبقى وفياً لقسمه في حماية الدستور، كما عهده وخبره اللبنانيون جميعاً في مختلف المحطات».
ثم قدم رئيس الاتحاد، درعاً تذكارية للواء ابراهيم، الذي كرم بدوره مع رئيس الاتحاد المخترع علي عماد عودة بشهادة تقدير والعشرة الأوائل في الشهادات الرسمية من أبناء الضاحية الجنوبية وسكانها ومدارسها.
من جهة أخرى، التقى اللواء إبراهيم في مكتبه وفداً من الصليب الاحمر اللبناني، ضمّ الى رئيسه الدكتور أنطوان الزغبي: مدير الاتحاد الدولي للصليب الأحمر والهلال الأحمر في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا سيد هاشم، والأمين العام للصليب الأحمر جورج كتانة.
وشكر الوفد اللواء إبراهيم على دعمه الدائم والتسهيلات التي تقدمها المديرية العامة للأمن العام للحركة الدولية للصليب الأحمر والهلال الأحمر.
من جهته رحّب اللواء إبراهيم بأعضاء الوفد، وأعرب لهم عن تقديره الكبير للتضحيات التي يبذلها عناصر الصليب الأحمر والهلال الأحمر في لبنان وباقي دول العالم، مؤكداً استمرارية الدعم الذي تقدمه المديرية العامة للأمن العام للمنظمتين.