بوتين يدعو المجتمع الدولي لدعم عودة المهجرين إلى مناطقهم.. وزاخاروفا ترى الوضع العام في سورية يتعزّز بصورة إيجابية
أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال اتصال هاتفي مع نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون ضرورة إسهام المجتمع الدولي في عودة المهجرين السوريين إلى مناطقهم.
وأوضح الكرملين في بيان له أن بوتين شدد خلال الاتصال على أهمية مواصلة المجتمع الدولي الإسهام في عودة المهجرين السوريين الى مناطقهم وإعادة إعمار البنية الاجتماعية والاقتصادية في سورية.
كما أشاد الرئيسان، بالعملية التي نفذتها موسكو وباريس لإيصال مساعدات إنسانية للغوطة الشرقية، التي نفذت في تموز/ يوليو الماضي.
وأشار البيان إلى أن الرئيسين بحثا أيضاً خلال الاتصال عدداً من القضايا الملحة الأخرى الخاصة بالعلاقات الثنائية والأجندة الدولية.
وكان مجلس الوزراء وافق في جلسته الأحد الماضي على إحداث هيئة تنسيق لعودة المهجرين في الخارج إلى مدنهم وقراهم التي هجروا منها بفعل الإرهاب وذلك من خلال تكثيف التواصل مع الدول الصديقة لتقديم كل التسهيلات واتخاذ الإجراءات الكفيلة بعودتهم وتمكينهم من ممارسة حياتهم الطبيعية ومزاولة أعمالهم كما كانت قبل الحرب.
وكانت المتحدثة الرسمية باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا أكدت أن الوضع العام في سورية وتطوره الديناميكي يتعزز بصورة إيجابية .
وقالت زاخاروفا في مؤتمرها الأسبوعي أمس في موسكو: «إن الوضع العام في سورية وتطوره الديناميكي يتعزز بصورة إيجابية حيث تم في جنوب غرب سورية تدمير بؤر الإرهاب كلياً واستعيدت السيطرة على الحدود مع الأردن ويجري استكمال عملية المصالحة في المناطق المحرّرة من الإرهابيين».
وأضافت زاخاروفا أنه وفقا للأمم المتحدة سوف يتمكن «مليونا مهجر تقريباً من العودة إلى سورية في الأشهر المقبلة»، مشيرة إلى أن الحكومة السورية قررت إنشاء لجنة خاصة بالمهجرين تنسق مع كل الجهات بهدف تأمين الظروف الملائمة لتسهيل عودتهم إلى وطنهم.
وكانت روسيا جددت أمس، دعوتها الدول الأوروبية إلى إلغاء الإجراءات الاقتصادية القسرية أحادية الجانب المفروضة على سورية والتعاون في تسهيل عودة المهجرين السوريين إلى وطنهم.
ميدانياً، حقق الجيش السوري تقدماً جديداً في عملياته ضد مسلحي «داعش» في بادية السويداء، حيث حرر مساحات واسعة نتيجة اشتباكات تمكن خلالها من تصفية عشرات العناصر من التنظيم.
وذكرت وكالة «سانا» السورية الرسمية، أن وحدات من الجيش بالتعاون مع القوات الرديفة تابعت انتشارها باتجاه سد الزلف وتلول الضبع والضبيعة وعلم والصفا وأرض الكراع ذات الطبيعة الوعرة وفرضت سيطرتها على مساحات جديدة إلى عمق نحو 40 كم من ريف السويداء الشرقي على بعض المحاور.
ولفتت «سانا» إلى أن وحدات الجيش قضت على «مجموعة إرهابية» في أرض الكراع ولاحقت فلول المسلحين الفارين إلى عمق البادية، بينما دارت اشتباكات عنيفة على اتجاه تلول الصفا، التي تمثل أبرز معاقل وأماكن وجود عناصر «داعش» في البادية، وذلك مع استهداف تحرّكاتهم ومقارهم وتحصيناتهم فيها بسلاح الجو والمدفعية «ما أسفر عن مقتل العديد منهم وتدمير آلياتهم وأسلحة وذخائر بحوزتهم».
وأشار مصدر إلى أن وحدات الهندسة تابعت تمشيط الطرق والمغاور والأودية التي تم تحريرها خلال اليومين الماضيين من المسلحين.
كما تمكنت وحدة من الجيش مدعومة بالقوات الرديفة من تدمير وكر لـ»داعش» في عملية نوعية أسفرت عن تصفية 13 مسلحاً وإصابة عشرات الآخرين في منطقة بئر حسن شرق قرية خربة الأمباشي بنحو 20 كم.
وتحتضن منطقة البادية الوعرة شمال شرق السويداء آخر تجمعات لتنظيم «داعش»، المصنف إرهابياً على المستوى الدولي، في جنوب سورية، ويستخدم المسلحون هذه الأراضي منطلقاً لهجماتهم على القرى والتجمعات السكنية بريف السويداء من الجهتين الشرقية والشمالية الشرقية.
وفي السياق، وسعت وحدات الجيش السوري العاملة في ريف حماة نطاق عملياتها على أوكار المجموعات الإرهابية على طول الحدود الإدارية مع محافظة إدلب موقعة في صفوفها خسائر بالأفراد والعتاد.
وأفاد مصدر في حماة بأن وحدات من الجيش نفذت عمليات مركزة على مقار إرهابيي «الحزب التركستاني» التابع لتنظيم جبهة النصرة على طول الشريط الشرقي لسهل الغاب في قرى تل واسط والمنصورة والزيارة.
وبيّن المصدر أن العمليات أسفرت عن تدمير مقار عدة للإرهابيين وإيقاع العديد من القتلى والمصابين بين صفوفهم.
ولفت المراسل إلى أن وحدات الجيش نفذت ضربات مركزة بسلاح المدفعية على الخطوط الأمامية لتنظيم جبهة النصرة الإرهابي شمال غرب حماة بنحو 48 كم دمرت خلالها مقار عدة له في محيط بلدة كفر نبودة وتل الصخر.
وبالتوازي قصفت مدفعية الجيش في الريف الشمالي مقار وخطوط انتشار تنظيم ما يسمى «كتائب العزة» الإرهابية في معركبة واللطامنة موقعة في صفوفه خسائر بالافراد والعتاد.
وتنتشر تنظيمات إرهابية من أبرزها ما يسمى «جيش العزة» و»الحزب التركستاني» التي تضم مرتزقة أجانب تسللوا عبر الحدود التركية في عدد من قرى وبلدات ريف حماة الشمالي وتعتدي بالقذائف والأسلحة المتنوعة على المناطق المجاورة وتتسلل نحو نقاط الجيش التي تحمي المدنيين في المنطقة بقصد الاعتداء عليها.
إلى ذلك، كشف نائب قائد قوة الشرطة العسكرية الروسية بسورية، العقيد فيكتور زايتسيف، أن وحدات من هذه القوة ستقيم 8 مواقع قرب المنطقة المنزوعة السلاح في الجولان السوري المحتل.
وقال العقيد الروسي الليلة الماضية: «نحن الآن في معبر الفيسيا، في محافظة القنيطرة، حيث تم نشر أول مركز مراقبة للشرطة العسكرية الروسية. في القريب العاجل، سننشر 7 مراكز أخرى، وكلها لضمان أمن المدنيين في محافظة القنيطرة».
بدوره، أوضح نائب قائد القوات الروسية في سورية، الجنرال سيرغي كورالينكو، أن مراكز الشرطة العسكرية الروسية ستنشر أمام المنطقة منزوعة السلاح، التي تسيطر عليها قوات الأمم المتحدة وليس في داخلها، مؤكّداً أنه لن تكون هناك شرطة عسكرية روسية في المنطقة منزوعة السلاح، وستوفر مراكز المراقبة التي ستنشر بالقرب منها السلام في المناطق السورية، ولا سيما في محافظة القنيطرة».
بدوره أوضح نائب قائد القوات الروسية في سورية، الجنرال سيرغي كورالينكو، أن مراكز الشرطة العسكرية الروسية ستنشر أمام المنطقة منزوعة السلاح، التي تسيطر عليها قوات الأمم المتحدة وليس في داخلها.
وقال الجنرال إن «العلم الروسي في هذه المنطقة سيضمن للسكان المسالمين أن السلام قد حلّ في هذه الأرض إلى الأبد».