طلعات جوية روسية في أجواء «الناتو» لاختبار قدرات الحلف
قال إيغور سوتياجين الخبير بالمعهد الملكي للخدمات المتحدة، إن مقاتلات جوية روسية تنفذ مزيداً من الطلعات في المجال الجوي الأوروبي لاختبار استجابة حلف شمال الأطلسي «الناتو» ويبدو عليها بوضوح أنها تتخذ أوضاعاً قتالية وفقاً لأحد الخبراء.
قال سوتياجين إن عدم تواصل الطيارين الروس مع أبراج المراقبة الجوية يُعد عملاً عدائياً وصدامياً، مضيفاً: «إنهم يتدربون في أوضاع تشبه إلى حدٍ كبير الأوضاع القتالية»، و قال إن «الكرملين يتصرف من منطلق الضعف. ويبدو الأمر كلعبة البوكر، إذ يحاول الجانب الروسي خداع الغرب وترهيبه وإثارة مخاوفه».
ومن جهة أخرى، قال حلف شمال الأطلسي إن الطلعات الجوية الروسية شهدت زيادة غير عادية هذا الأسبوع، وذكر بيان للحلف أنه على مدار الثمان والأربعين ساعة الماضية، اعترض الحلف ثمانية مقاتلات روسية تحلق فوق بحر الشمال «المحيط الأطلسي» إضافة إلى أربع طائرات حربية روسية كانت تحلق في أجواء منطقة البحر الأسود وعشر مقاتلات أخرى في منطقة البلطيق.
وفي جميع الطلعات، كانت المقاتلات الروسية تحلق في المجال الجوي الدولي وفقاً للحلف الذي قال إنه رصدها من أجل «التعرف على الطائرات وحماية المجال الجوي للحلفاء».
ولكن في حالات كثيرة، لم تكن تلك المقاتلات تسجل خطط الطلعات، كما لم تستخدم الترددات أو تحافظ على الاتصال اللاسلكي مع أبراج مراقبة الطيران المدنية وفقاً لبيان حلف شمال الأطلسي، الذي حذر من أن هذه الفعاليات تشكل خطورة على الطيران المدني.
وأشار «الناتو» إلى أنه اعترض مقاتلات روسية أكثر من مئة مرة حتى الآن هذا العام، وهو ما يصل إلى ثلاثة أضعاف عدد الطلعات التي اعترضها العام الماضي، وجمعت روسيا في طلعاتها الجوية الأخيرة، بين طرازين أحدهما قديم هو Tu-95 Bear ، الذي استخدمتها في حقبة الحرب الباردة، والآخر حديث هو MiG-31 .
قال سوتياجين إن تلك الطلعات الجوية القريبة من حدود البلطيق ليست جديدة على المنطقة، ولكن تنفيذها بكثافة في الوقت الراهن مع غياب الاتصال ينبغي وأن «يوضع في سياق السياسة الروسية التي تستهدف الصدام مع الغرب لا التعاون معه». وأشار إلى أنه في ضوء العدد الكبير من الرحلات الجوية الدولية التي تمر على منطقة البلطيق، يُعد فشل الطيارين الروس في الاتصال بأبراج المراقبة المدنية تصرفاً «غير مسؤول».