تصريح الرئيس المكلف أبعد من مراهقة
عمر عبد القادر غندور
في الوقت الذي تعلن فيه وزارة النقل الأردنية التحضير لاجتماع بين الأردن وسورية لبحث الأمور المتعلقة باستئناف حركة النقل الدولية بكافة أشكالها عبر معبر نصيب مع لبنان وتركيا والعراق والخليج العربي وأوروبا، وخاصة العلاقة العضوية بين مرفأ بيروت ومعبر نصيب باعتباره بوابة العبور إلى الشرق بدلاً من المعابر الجوية المحدودة الجدوى والباهظة التكاليف، وهو ما جعل رئيس الاتحاد العمالي العام في لبنان الدكتور بشارة الأسمر يطالب بإجراء حوار مباشر مع الأردن وسورية لتنظيم حركة الترانزيت التجارية لما لها من تأثير على الاقتصاد اللبناني خاصة، طلع علينا الرئيس الملف تشكيل الحكومة سعد الحريري بموقف لن نعتبره موقفاً مراهقاً كما عوّدنا الرئيس المكلف، بل «أمر عمليات» يقتضيه الولاء والطاعة ويقول بالفم الملآن: لن أشكل حكومة تطبّع مع النظام السوري!
مثل هذا التصريح المجافي للمصلحة اللبنانية على المستوى الرسمي والشعبي والجوار ليس تربصاً بسورية بل بلبنان المطوّق بالجوار السوري وحكومة الاحتلال في فلسطين، لا ينمّ عن واقعية ولا عن خبرة ولا عن بعد نظر، ما جعل الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله ينصح هواة السياسة بعدم إلزام أنفسهم بمواقف سرعان ما يتراجعون عنها…
تصريح الرئيس المكلف طوّق نفسه وليس ايّ طرف آخر، وإذا تمسك بالشرط الذي قطعه بعدم التطبيع مع الدولة السورية، فهذا يعني أنّ مفاعيل إجباره على استقالة حكومته من الرياض في تشرين الثاني الماضي لا تزال سارية المفعول.
رئيس اللقاء الإسلامي الوحدوي