زاخاروفا: مشاركة المفوض الأممي في عودة المهجّرين السوريين أمر سابق لأوانه..وبومبيو ودي ميستورا يرفضان إعادة الإعمار في سورية قبل التسوية!

أعلنت الناطقة باسم وزارة الخارجية الروسية، ماريا زاخاروف، أن موسكو تعتبر إشراك دائرة المفوض السامي لشؤون اللاجئين في عملية عودة المهجّرين السوريين إلى وطنهم أمراً سابقاً لأوانه.

وقالت في موجز صحافي: «إن قيادة دائرة المفوض الأممي السامي لشؤون اللاجئين تعتقد أن من الضروري ضمان مجموعة كاملة من الشروط السياسية لعودة المهجّرين . ويثير هذا الموقف تساؤلات كثيرة لدينا. لذلك من السابق لأوانه الحديث عن احتمال الإشراك الواسع لدائرة المفوّض الأممي السامي لشؤون اللاجئين فى عملية عودة اللاجئين السوريين».

كما وصفت تصريح المفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، فيليبو غراندي، حول الخطر المزعوم الذي يواجهه اللاجئون السوريون الراغبون في العودة إلى وطنهم بـ «السخيف».

وأضافت: «إن عملية إجلاء الخوذ البيضاء من سورية شاركت فيها المنظمات الدولية والمجتمع الدولي، أما عودة اللاجئين السوريين الذين يرغبون بالعودة إلى وطنهم، فيرفض الكثيرون منهم المشاركة في ذلك ويقولون إن الأوضاع هناك غير آمنة».

وتابعت: «وهناك حالة غريبة: عندما كان المدنيون يعيشون في سورية وعندما قام الكثير من الدول الغربية والإقليمية بتمويل الإرهابيين، لم تكن الأوضاع الأمنية هناك بالنسبة لهم للسكان المدنيين خطرة، أما الآن فتعد عودتهم إلى وطنهم وفق رغبتهم عملية خطرة. إنه أمرٌ سخيف تماماً».

وكان مفوض الأمم المتحدة السامي لشؤون اللاجئين، فيليبو غراندي، قد قال سابقاً إن عودة اللاجئين السوريين إلى الوطن في الظروف القائمة أمر خطر.

من جهة أخرى، دعت وزارة الخارجية الروسية الاتحاد الأوروبي إلى المساعدة على إعادة المهجّرين السوريين إلى وطنهم.

ونقلت وكالة سبوتنيك عن ممثل الوزارة نيقولاي بورتسيف قوله أمس، خلال اجتماع مشترك لوزارتي الدفاع والخارجية الروسيتين: «إن مندوب روسيا الدائم لدى الاتحاد الأوروبي فلاديمير تشيجوف أبلغ المفوض الأوروبي للشؤون الداخلية والهجرة والمواطنة في الاتحاد الأوروبي ديميتريس أفراموبوليس بأن دعم مبادرة روسيا لإعادة المهجّرين إلى وطنهم يصبّ في مصلحة الاتحاد الأوروبي».

وأضاف بورتسيف: «إن عودة المهجّرين السوريين تصبّ في مصلحة الاتحاد الأوروبي، حيث ستقلل العبء السياسي والمالي المرتبط بإقامتهم ليس فقط في دول الاتحاد الأوروبي، ولكن أيضاً في الدول المجاورة لسورية» مشيراً إلى أن استخدام الأموال التي تخصّصها المفوضية الأوروبية لاستقبال المهجّرين يمكن إعادة توجيهه للمساعدة في إعادة مَن لديه الرغبة بالعودة إلى سورية.

ولفت بورتسيف إلى أن اغلبية المهجّرين السوريين في الأردن مستعدّون للعودة إلى وطنهم بمجرد تهيئة الظروف المناسبة للمعيشة وأن الحكومة السورية تعمل بنشاط على تهيئة هذه الظروف.

وفي السياق، ربط وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو والمبعوث الأممي الخاص إلى سورية ستيفان دي ميستورا، أي حديث عن إعادة الإعمار في سورية بالحل السياسي هناك أولاً.

وكتبت الخارجية الأميركية: «اتفق الوزير بومبيو والمبعوث الخاص دي ميستورا على أنه يتوجّب على جميع الأطراف المعنية اتباع الطريق السياسي، وأن من السابق لأوانه أي حديث عن إعادة الإعمار في سورية في ظل غياب الحل السياسي هناك».

وأضافت أن الحل السياسي وفق قرار مجلس الأمن الدولي 2254 يقضي بإصلاح الدستور وإجراء انتخابات حرة ونزيهة في البلاد.

وذكرت أن بومبيو تطرّق أيضاً إلى قضية اللاجئين السوريين، مشيراً إلى أن عودتهم يجب أن تجرى بمشاركة المؤسسات الأممية المعنية وبعد أن تستقر الأوضاع الأمنية في سورية.

على صعيد آخر، وصل ثمانية تلاميذ سوريين إلى مدينة سان بطرسبورغ في روسيا وباشروا الاستعداد عملياً للالتحاق بمختلف المدارس العسكرية الروسية.

وأشار مدير المركز الثقافي السوري في سان بطرسبورغ، وضاح الجندي، إلى أن التلاميذ الثمانية هم أول مواطنين من الجمهورية العربية السورية يتلقون التعليم العسكري في المدارس الروسية.

كما أكد مصدر حكومي سوري الخبر، وأشار إلى أن هناك اتفاقية دائمة، تلتحق بموجبها دفعة جديدة من التلاميذ السوريين مع بداية كل عام دراسي جديد.

وحول الاتفاقية، تحدّثت النائب في مجلس الاتحاد ورئيسة اللجنة الفرعية للتعاون العسكري – التقني الدولي، أولغا كوفيتيدي، قائلة، إن «إعداد ضباط عسكريين على مستوى عالٍ من الاحترافية في روسيا، يعتبر استثماراً جيداً لصالح مستقبل وأمن سورية.. وسيغدو هؤلاء نخبة في الجيش العربي السوري».

وتتوقع السيناتور أيضاً، أن تصبح الحدود السورية، في غضون 10 إلى 15 عاماً، محميّة من قبل ضباط سوريين على مستوى عالٍ من الحرفية والتدريب والاستعداد، ممن خضعوا للتعليم العسكري نفسه الذي خضع له أقرانهم الروس.

ومن المتوقع أن يبدأ الطلاب السوريون أول دروسهم في روسيا مع بداية شهر سبتمبر المقبل، وذلك في إطار اتفاقية وقعت مؤخراً بين سورية وروسيا، يسمح بموجبها للأطفال السوريين بالدراسة مجاناً في المدارس العسكرية، في حال امتلاكهم مستوى جيداً من اللغة الروسية.

ميدانياً، تابعت وحدات من الجيش السوري والقوات الرديفة أمس، عملياتها ضد ما تبقى من فلول إرهابيي «داعش» في تلول الصفا ببادية السويداء وكبّدتهم خسائر بالأفراد والعتاد.

وأفاد مصدر بأن وحدات من الجيش خاضت اشتباكات قوية مع مجموعات إرهابية من تنظيم «داعش» في منطقة تلول الصفا حاولت فك الطوق عنها على اتجاه المحور الشمالي الغربي للفرار باتجاه منطقتي قبر الشيخ حسين وأم مرزخ.

وبيّن المصدر أن الاشتباكات التي استخدمت فيها وحدات الجيش الوسائط النارية المناسبة لطبيعة المنطقة الوعرة أدّت إلى مقتل أكثر من 10 إرهابيين وإصابة آخرين وتدمير سيارة مزوّدة برشاش ثقيل وعتاد وأسلحة وذخيرة كانت بحوزتهم.

ولفت إلى أن سلاحي الجو والمدفعية واصلا دك مقار إرهابيي التنظيم في تلول الصفا وأوقعا في صفوفهم خسائر فادحة ودمّرا نقاطا محصنة لهم وسط ارتباك شديد ومحاولات فاشلة من الإرهابيين لإيجاد ملاذ آمن من رمايات وعمليات بواسل الجيش.

وأوضح المصدر أن إحكام الطوق على ما تبقى من فلول التنظيم التكفيري في المنطقة ذات الطبيعة الجغرافية الوعرة وقطع طرق إمدادهم ودك مقارهم وتحصيناتهم بالأسلحة المناسبة زادت من حجم خسائرهم وضيّقت الخناق عليهم وسط انهيارات في صفوفهم في الوقت الذي تواصل فيه وحدات الهندسة تمشيط وتطهير المناطق المحررة والمغاور وتفكيك العبوات الناسفة والألغام والمفخّخات التي خلفها الإرهابيون لتأمينها حفاظاً على حياة المدنيين.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى