العدّ التنازلي للسعودية
ـ ليس الأمر بكمية المديح الذي يلقاه ولي العهد السعودي في واشنطن طالما لا تزال خزانته بقرة حلوباً لإدارة الرئيس دونالد ترامب وعائلته، بل بلا قيمة التي تمثلها السعودية بالنسبة لأميركا وبأهمية الأوراق التي تمسكها في المنطقة.
ـ كانت الأهمية الرئيسية للسعودية قبل كونها مصدّراً أولاً للنفط هو أنها تمسك بسياسة البلد الإسلامي القلق والوازن سكانياً وجغرافياً والمزوّد بسلاح نووي، وهو باكستان، فالنفط السعودي عموماً عبء إسترتيجي في تأمين ضخه إلى العالم في ظلّ عقدة مضيق هرمز الذي تمسكه إيران وبعد فشل البدائل التي ارتبطت بالفوز بالحرب على سورية.
ـ كانت السعودية تضمن باكستان كحليف سياسي لواشنطن بقوة المال والمدارس الوهابية وحجم العمالة الباكستانية في السعودية المقدّرة بعشرة ملايين وتترجمها شريحة باكستانية تتبع السعودية يمثلها حزب الرابطة الإسلامية.
ـ تجمّعت الأسباب مع الفشل السعودي في سورية والمنطقة وإندلاع حرب اليمن والفشل السعودي بحسمها وتصاعد مكانة محور جيران باكستان الصين وروسيا وإيران وتشابك مصالح باكستان الإقتصادية بهم من أهمية الإستثمار الصيني في مرفأ غوادر الذي بلغ خمسة وسبعين مليار دولار إلى حاجات باكستان في سوق الطاقة ودورها بالربط بين إيران والصين وصولاً لأعباء الحرب في أفغانستان والحاجة لتفاهمات إقليمية تحدّ من نتائجها السلبية على باكستان.
ـ انقلبت السياسة الباكستانية على السعودية وواشنطن ووصلت المعارضة للحكم وهي معارضة تخطط للإنفتاح على الجيران ولعب دور في إقليمها المباشر، وباتت السعودية بلا ركائز زعامتها التاريخية في العالم، في ظلّ محور تركي إيراني باكستاني ماليزي قيد التشكل ووضع خليجي هش ووضع عربي تصاب فيه «صفقة القرن» بالتعثر والفضيحة.
التعليق السياسي