قالت له
قالت له: تدّعي صناعة الابتسامات وأنت مَن يجلب الدموع.
فقال لها: الدموع أحياناً فعل ندامة على عدم القدرة على رد صناعة الابتسامات بمثلها
قالت: الردّ حسب الاستطاعة
قال: لكن ليس الردّ بطلب الطاعة.
قالت: نختلف على تعريف معنى القول للآخر كم أنت مهم في حياتي.
قال لها: البعض يراها في الهدية والبعض يراها في الكلام الجميل والبعض يراها في الدعوة إلى سهرة لطيفة أو استجمام ممتع. وكل منها يقدر عليه عابر سبيل متطفّل بينما أراها بالمثابرة على البحث عن لحظة الضعف وتحويلها لحظة قوة ولو تسبّبت بالضعف لصانعها، وهذه قمة العطاء ولو كانت صامتة ورافقتها أعذار التواضع لمنع تحويلها منّة وتلازمت مع قناعة بعدم المطالبة بالمثل.
قالت: رفع التحدّي في التبادل بحدّ ذاته مرهق وانتقاص من قيمة مشاعر الآخر وهي صادقة.
قال: لو كان رفعاً للتحدّي أمام الآخر، فهو مبتذل أما ان كان رفعاً للتحدي أمام الذات فهو الأجمل.
قالت: وهل تراني أهلاً؟
قال: لا نعطي إلا من نراه أهلاً، وكلما زاد الاحساس بالحاجة للعطاء يكون الإحساس بالأهلية يزداد.
قالت: حتى دون مقابل ألا صدق المشاعر؟
قال: يكفي.
قالت: راضٍ أنت.
قال: لو يشبه لسانك بعضاً من قلبك لرضيت كثيراً.
قالت: خلق الله المرأة لتشكو وتتذمّر.
قال لها: الله أكبر.
تبسّمت وقالت آمنت بالله.
ضمّها ومشيا.