السيدة الأولى… أنتِ قدوتنا…

قرّرت الأم تريزا ذات يوم بناء بيت للأيتام، فجمعت أهل البلدة وهي تمسك بقرميدة في كل يدٍ وقالت لهم: معنا حجران وقرشان- نقود معدنية – وسنبني أكبر منزل يجمع كلّ الأيتام. ضحك أهل القرية وظنوا أنها تمزح. وقالوا لها: نحن نحبك يا أمنا، ولكن من أين لنا المال. حجران وقرشان لا تبني بيتاً للدجاج، والحرب والفقر خلفّوا لنا آلاف الأيتام والعجزة والفقراء. جاء دور الأم تريزا لتضحك وتجيب عن تساؤل مَن حولها قائلة: معكم كل الحق… الذي معنا لا يكفي لبناء بيت دجاجة واحدة، ولكنني أرى ما لا ترونه، أنّ الله في عون كل يد مؤمن تعمل، وفي قلب كلّ محب. وبرغم القليل الذي معنا سيرزقنا وسنحصد الكثير، أعدكم بذلك..

كذلك السيدة الأولى أسماء الأسد تؤمن بقدرات أبناء البلد وتؤمن بهؤلاء الشباب رغم أنَ عودهم ما زال طرياً، تؤمن أنهم سياج يحصّن الوطن وقوى عاملة قادرة على استنهاض الوطن وبنائه من جديد، لأنها ومن أعماقها تؤمن أنّ الله معنا نحن السوريين المؤمنين بالأرض وحبّ الوطن…

السيدة الأولى تملك من الرؤى والأفق ما يندر أن يسبقها إلى ذلك أحد، هاجسها الأول النهوض بالإنسان للنهوض بالمجتمع ككل. والعمل على إيقاظ تلك القدرات الموجودة داخلنا بكلمات تحفيزية ومشاريع تنموية للإنسان لبناء الإنسان، ولبناء نواة مجتمع سليم خالٍ من كل غشٍّ وضعفٍ ووهنٍ وفساد. بناء الإنسان وإخراجه من قوقعة الجهل والخوف حيث إننا لن ننتظر حتى تنتهي الحرب وتضع أوزارها لنقوم بإعادة بناء وترميم ما تهدم وصدع في مجتمعنا، بل سنعمل وبأسرع وقتٍ لإنجاز ما يجب إنجازه لأننا بإرادتنا ننتصر على الخوف ونقضي على الفشل الذي يضمره عدو الوطن لنا.

سورية أمانة وتنميتها مسؤولية:

ما أكدت عليه السيدة الاولى وما تؤكد عليه باستمرار أنّه مع كل مشروع تنموي ينبغي أن تكون هناك فكرة إبداعية. مع كل مبادرة ينبغي أن تكون هناك قيمة إنسانية وأخلاقية تعُم. بالمشاركة والإبداع والانفتاح يمكن أن نصل لتنمية سورية ككل بشراً وحجراً..

معك سيدة الياسمين سنتشارك ونتعاضد لنلملم حبات العقد الذي طاحت به الحرب، لنكون يداً واحدة للقضاء على الجهل وبتر أعضائه من الجذور. يجب الإيمان بقيم الوطن الكبيرة وأهمها حب الانتماء الصادق، والولاء المطلق لكل مَن يتنفس على ثرى هذا الوطن.

ونقول للمتوارين خلف أصابعهم المعطوبة وخلف عقولهم العفنة وبين قمامة أفكارهم الوسخة:

فشلتم في استدراجنا للوقوع في فخ أحلامكم الهدّامة، لقد حطمنا سور زيفكم ودككنا حصونكم الواهية وانطلقنا. وسنواصل الدرب يداً واحدة.

سورية جمعتنا على قلب واحد، قلب يرفض الأفعال الملطخة بالعار والحقد ويتمسك بحب الوطن.

دورنا الحالي أن نرفع شعار: بالمحبة والتشاركية سنعيد بناء سورية بلد الشمس

صباح برجس العلي

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى