«عشق الصباح «

حدّق في عينيها وقال: خبّأت في ليالي المطر كل الكلمات التي كتبتها لكِ.. أنتِ امرأة كل شيء فيكِ مشتهى.

قالت: أعترف أن ردي كان متسرّعاً وقاسياً، ومع أني لا أحب الاعتذار والتأسف.. تعال نسترجع ذكرياتنا، نلتقي حيث يشاء الشوق. دع الماضي للذاكرة. ومن دون أن نتبادل العتب والاتهامات مَن منا كان سبب القطيعة وهذا الجفاء المرّ؟ أعترف، بأني توهمت نسيانك.. أنت شخص لا يُنسى.

بعد أن عرفتك صارت حياتي من غيرك لا معنى لها.

حين سمعت بحة صوتك على الهاتف ذكرتني بكل فناجين القهوة التي شربناها معاً على نغمات تراتيل فيروز ونحن نتبادل العناق الحميم.. ولم أعد أتمالك نفسي.. رحت أرقص فرحة منتشية كفراشة تطوف راقصة في حاكورة من ياسمين وليمون ورمان. وأتيتك قبل أن يرتدّ إليك طرفك ؟

أعرف جيداً أنك رجل.. جلد.. صبور.. تتفهّم الحياة… ولا… يمكن أن تنهزم.

سأكون ساقك التي قطعها الإرهاب ، لن أتركك ولن أخذلك أبداً، أسندته إلى كتفها، غمرته بقبلاتها المتشوقة، ضمها إلى صدره كأنه يريدها أن تقرأ حكايات عشقه المسكونة بالدم والنبض.. تعلمي يا حبيبتي بأن العاشقين مهما أوجعتهم الحياة ومهما ضاقت عليهم جهات الزمن ومهم تنكّر لهم الخلان والاصدقاء والأحبة والأخوة؟؟؟؟… هم لا يملكون إلا الحب.. لهذا يسامحون.

قالت: تعال نمضي للبحر كما كنا.

قال: لا شيء في هذا العالم سيفرقنا، مهما طال ليل العتم.. الحب ينتصر في النهاية، وقبل أن نذهب للبحر.. خذيني إلى سفوح الريحان والأقحوان.. نشعل معاً مجمرة البخور لنتبارك بتراب أضرحة الشهداء الذين منحوا سورية أرواحهم لتبقى لنا وطناً.. ويبقى الحب ونبقى؟!

حسن إبراهيم الناصر

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى