بوتين: تعاوننا ودول يؤتي ثماره في التسوية السورية.. وزاخاروفا تدعو الولايات المتحدة إلى سحب قواتها
أشاد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بإحراز تقدّم ملحوظ في تسوية الأزمة السورية بفضل التعاون بين روسيا ونظيراتها بما فيها تركيا وإيران والولايات المتحدة.
وجاءت هذه التصريحات على لسان الزعيم الروسي أثناء استقباله في موسكو وزيري الخارجية والدفاع التركيين، مولود جاويش أوغلو وخلوصي أكار، بحضور نظيريهما الروسيين سيرغي لافروف وسيرغي شويغو.
وقال بوتين: «بفضل جهود دولتينا مع إشراك دول معنية أخرى، بما فيها إيران ودول أوروبية والولايات المتحدة بالإضافة إلى تعاوننا مع الأمم المتحدة، نجحنا في المضي قدماً بشكل ملموس في تسوية الأزمة السورية».
وأشار بوتين إلى أن العلاقات بين موسكو وأنقرة تتخذ طابعاً أكثر جوهرية، مشيداً بالتعاون الاقتصادي المكثف بين الدولتين في حل أهم المسائل الإقليمية، وعلى رأسها التسوية السورية.
من جانبه، أكد جاويش أوغلو أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ينتظر زيارة بوتين إلى إسطنبول في المستقبل القريب، مذكراً بالاتفاق بين الزعيمين على ارتياد مطعم سمك في هذه المدينة.
وكان جاويش أوغلو قد أجرى اليوم مفاوضات في العاصمة الروسية مع لافروف، بينما استقبل شويغو نظيره التركي أكار ورئيس الاستخبارات التركية هاقان فيدان.
إلى ذلك، أكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف مواصلة بذل الجهود لإنجاح التسوية السياسية للأزمة في سورية والقضاء على الإرهاب بشكل كامل وإحلال السلام والاستقرار فيها.
وقال لافروف خلال مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره التركي مولود جاويش اوغلو في موسكو اليوم: «بحثنا القضايا الدولية وأولينا الاهتمام الرئيسي لسورية كما بحثنا سير الاتفاقيات التي تم التوصل إليها في إطار صيغة أستانة على أعلى المستويات وعلى مستوى الخبراء»، مشيراً إلى أن الجانبين نظرا في سير تنفيذ قرارات مؤتمر الحوار الوطني السوري السوري الذي جرى في مدينة سوتشي.
وأضاف أنه «بالنسبة لتوسيع صيغة أستانة لا أعتقد أن هذا في محله الآن.. هناك العديد من الفرص للتعاون دون أي تغييرات رسمية في عملية أستانة المرنة وفي عملية سوتشي».
وأشار لافروف إلى أن موعد اجتماع رؤساء روسيا وإيران وتركيا المزمع عقده في طهران حول الوضع في سورية قد تمّ تحديده وسيتم الإعلان عنه قريباً جداً.
ورداً على سؤال حول القضايا التي ستكون على جدول أعمال الاجتماع قال لافروف: «غالباً ستناقش القضايا بكاملها»، مضيفاً: «مشاكل خفض التصعيد يجري حلها الآن. ونحن علقنا على الوضع فى إدلب وهو بالفعل متعدد المستويات وصعب للغاية».
وأشار الى أن الإرهابيين يستمرون في الهجوم على مواقع تابعة للجيش السوري، إضافة إلى هجمات الطائرات المسيرة التي تم إطلاقها من المنطقة على قاعدة حميميم.
ولفت لافروف إلى أن الوضع معقد في ادلب، حيث يحاول تنظيم جبهة النصرة الارهابي السيطرة عليها مجدداً تأكيده ضرورة تجنيب المدنيين الخطر لدى تخليص إدلب من الإرهابيين.
وفي سياق متصل، دعت المتحدثة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا الولايات المتحدة الأميركية إلى الوفاء بالالتزامات القانونية الدولية وسحب قواتها من سورية مجدّدة التأكيد على أن وجودها غير شرعي.
وتساءلت زاخاروفا أول أمس، في مؤتمر صحافي: «على أي أساس توجد القوات الأميركية في سورية.. ومع مَن اتفقوا على دخولهم.. وماذا تفعل.. وما الدور الذي تلعبه»، مؤكدة أنه لا مبرّر قانونياً لبقائها.
وأوضحت زاخاروفا أن الجانب الروسي يملك معلومات موثوقة بأن القوات الأميركية التي تنتشر في منطقة التنف التي تضمّ مخيم الركبان على دراية تامة بوجود المئات من إرهابيي تنظيمي «داعش» و«جبهة النصرة» في المخيم ويقومون باستخدام المهجرين دروعاً بشرية لافتة إلى أن واشنطن لم تسمح حتى الآن للأمم المتحدة بالوصول إلى المخيم لتقديم المساعدات إلى محتاجيها.
وحذرت زاخاروفا من ارتفاع وتيرة استفزازات الإرهابيين ضد الجيش السوري والمدنيين في المناطق المحاذية لمنطقة تخفيف التوتر في محافظة إدلب، مشيرة إلى أن منظومات الدفاع الجوي الروسية أسقطت في الآونة الأخيرة 45 طائرة مسيرة أطلقها إرهابيون من إدلب باتجاه قاعدة حميميم في اللاذقية.
وبيّنت زاخاروفا أن المجموعات الإرهابية في إدلب شنّت مؤخراً حملات اعتقالات جماعية طالت أكثر من 500 شخص دعوا للتوصل إلى مصالحات محلية.
وأفادت تقارير اعلامية أمس، بأن محافظة ادلب شهدت خلال الأيام الأخيرة نشاطاً لافتاً لعناصر منظمة «الخوذ البيضاء» الإرهابية بالتزامن مع ورود معلومات حول تحضير الجماعات الارهابية لهجوم كيميائي جديد في المناطق الممتدة بين جسر الشغور وريف اللاذقية الشمالي الشرقي لاتهام الجيش العربي السوري.
ولفتت زاخاروفا الى استمرار الحكومة السورية في العمل على تهيئة الظروف المناسبة لعودة المهجرين إلى ديارهم، حيث عاد الآلاف منهم مؤخراً من لبنان.
ميدانياً، واصلت وحدات من الجيش السوري والقوات الرديفة عملياتها ضد ما تبقى من إرهابيي «داعش» في تلول الصفا بعمق بادية السويداء الشرقية وبسطت سيطرتها على خربة الحاوي موقعة في صفوف الإرهابيين قتلى ومصابين.
وأفادت مصادر بأن وحدات الجيش تابعت تعزيز انتشارها وتقدمها وتثبيت نقاطها في المواقع التي تسيطر عليها في محاور تقدمها والتي تجري بتكتيك مدروس يتوافق وطبيعة المنطقة ذات التضاريس الوعرة والمعقدة والمليئة بالجروف الصخرية والمغاور بهدف إطباق الطوق على الإرهابيين وتضييق الخناق عليهم أكثر في مساحة صغيرة.
وسيطرت وحدات الجيش خلال تقدّمها على محور تل غانم من الجهة الشمالية للتلول على خربة الحاوي بعد اشتباكات عنيفة مع إرهابيي «داعش» أسفرت عن تدمير تحصيناتهم وسيارتي «بيك اب» لهم مزوّدة برشاشين ثقيلين وإيقاع قتلى ومصابين في صفوفهم.
إلى ذلك واصل سلاح الجو والمدفعية استهداف تحركات وتحصينات إرهابيي التنظيم التكفيري في التلول وكبدهم خسائر فادحة.
وكانت وحدات من الجيش السوري مدعومة بالقوات الرديفة تمكنت بالفترة الأخيرة من إحكام الطوق على تلول الصفا وقطع طرق الإمداد إليها وتضييق الخناق على إرهابيي «داعش» المتحصنين فيها وإحباط أي محاولة لهم لكسر الطوق والفرار منها.