موسكو تحذّر من «كيماوي مفبرك» لضرب سورية… ومحور المقاومة للمواجهة نصرالله يحذّر من حريق كبير من بوابة المحكمة: لا تلعبوا بالنار… نقطة ع السطر
كتب المحرّر السياسيّ
تبدو الشهور الأربعة الأخيرة من هذا العام مشحونة بالمناخات التصعيدية التي توحي بأحداث كبرى بعدما شارفت حرب سورية التي مثلت حرباً عالمية كاملة تواجه فيها حلفان كبيران على مساحة العالم على النهاية، ودخلت في الربع الأخير من الساعة الأخيرة، وصارت ساعة الحقيقة ماثلة، حيث لا تجدي مكابرة ولا ينفع الإنكار. فالمحور الذي وصفه الرئيس السوري بشار الأسد بمحور مكافحة الإرهاب والذي يضمّ دول وقوى محور المقاومة ومعها روسيا ودول البريكس والحكومات الساعية للاستقلال ومواجهة الهيمنة، ثبتت صحة مقارباته للأحداث، كما قال الرئيس الأسد، في حواره مع وزير الدفاع الإيراني الذي وصل دمشق في رسالة تتضمن جهوزية محور المقاومة لمساندة سورية أمام التهديدات الأميركية. وهذا المحور يقترب من إعلان نصره النهائي الكبير كما قال الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله، الذي كان يحيي الذكرى السنوية الأولى للتحرير الثاني الذي يرمز لمعركة تحرير شرق لبنان من قوى الإرهاب التكفيري بعدما كان التحرير الأول للجنوب من الإحتلال الإسرائيلي.
مع دخول سورية المرحلة الحاسمة من معركتها ما قبل الأخيرة التي يمثلها تحرير إدلب، في ظل حشود متواصلة للجيش السوري وحلفائه باتجاهها، وإحاطة روسية إيرانية لموقف تركي بدا متفهماً الحاجة للعملية العسكرية بعدما سلّم بالعجز عن حسمه لوضع جبهة النصرة، خرج الأميركيون يلوّحون بمخاطر استخدام للسلاح الكيميائي من طرف الجيش السوري، أسوة بكل مرة يمهدون فيها للدخول على خط المواجهة بين سورية وقوى الإرهاب، بهدف تحسين وضع الجماعات الإرهابية وشدّ عصبها ورفع معنوياتها ومحاولة التأثير على التوازنات التي تحيط بالحرب معها، فيما أخذت موسكو الكلام الأميركي على درجة عالية من الجدية والخطورة وحذّرت من عمل متهوّر تقدم عليه واشنطن بدعم النصرة عبر مسرحية مفبركة للسلاح الكيميائي لتبرير عمل عسكري يستهدف الجيش السوري، ووصل وزير الدفاع الإيراني إلى دمشق في رسالة عملية تظهر جهوزية محور المقاومة للتحرك.
المكابرة والإنكار في معسكر واشنطن تل أبيب والرياض في أعلى الدرجات مع اقتراب ساعة الحقيقة ودنو النصر النهائي لسورية، والفشل كان من نصيب محاولة إغراء إيران برفع العقوبات للتخلي عن هدف النصر الحاسم في سورية، كما كان من نصيب محاولة إغراء روسيا بقطف النصر منفردة وضم إيران للائحة الخاسرين، فصار التهور سمة الرهانات التي تتم تحت عنوان محاولات عزل إيران وتضييق الخناق عليها، والرهان على تجريم المقاومة والنيل من مهابتها ومكانتها في بيئتها ووصولاً للرهان على المحكمة الدولية لتجريمها، والسعي لمحاصرتها سياسياً وحكومياً، وجسّ نبض الفرص التي يتيحها الحصار والعقوبات والتجريم لخوض حرب ضدها.
في قلب هذه الحسابات والوقائع كانت إطلالة الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله من الهرمل في ذكرى التحرير الثاني مفصلية، في مخاطبة الفريق اللبناني الآخر، ومَن يقف وراءه في الخارج بتأكيد عدم جدوى الرهانات على العقوبات وعلى الإيقاع بين المقاومة وبيئتها الحاضنة، وصولاً للتحذير من خطورة اللعبة التي يبشر بها البعض من بوابة المحكمة الدولية، ويربط بها عرقلة وتعطيل تشكيل الحكومة، ليرفع سقف التحذير إلى المستوى الأعلى بقوله بحزم واختصار، بثلاث كلمات «لا تلعبوا بالنار» ويكرّرها، ويختم بالقول، «نقطة على السطر»، ما وصفته مصادر متابعة بقراءة مشروع حريق كبير سيشعل لبنان والمنطقة إذا لاقت لعبة المحكمة والتعطيل الحكومي بالتوازي معها آذاناً لبنانية صاغية وتورط فيها أطراف لبنانيون.
كثر تحذير المعنيين بتشكيل الحكومة أن التأخير في التأليف سيضع لبنان أمام تحديات اقتصادية واجتماعية، ورغم ذلك بات مؤكداً أن شهر آب سينتهي من دون أن تُبصر الحكومة النور. الأمر الذي يدفع رئيس الجمهورية العماد ميشال عون إلى تنفيذ ما لوّح به من خيارات بعيداً عن أي تجاوز لموقع الرئيس المكلّف. وتشير مصادر بعبدا لـ»البناء» إلى أن الرئيس عون سيفرض الحلول التي يراها مناسبة وفقاً للدستور، بما فيها الطلب من الرئيس سعد الحريري العمل على تذليل العقبات من أجل التأليف لا سيما أن المصلحة العليا لم تعد تحتمل المماطلة، وفي حال لم يستطع الرئيس المكلف إنهاء العقد وتأليف الحكومة، فإن الرئيس عون قد يلجأ إلى التمني عليه، وفق دراسة الوزير سليم جريصاتي، الاعتذار من دون أن يعني ذلك قطع الطريق على إعادة تكليف الحريري مرة أخرى لتأليف الحكومة. وتشير المصادر إلى أن الرئيس عون قد يوجه رسالة الى مجلس النواب بهذا الشأن عملاً بأحكام المادة 53 فقرة 10 تمهيداً لانعقاده من أجل مناقشة مضمون الرسالة الرئاسية واتخاذ الموقف المناسب بالأكثرية العادية.
استبعدت مصادر تيار المستقبل في حديث لـ» البناء» ان يُقدم الرئيس عون على خطوة سحب التكليف، لأن من شأن ذلك ان يفتح على أزمة دستورية لن تعود بالمصلحة على أي موقع. وقالت المصادر إذا كان الرئيس عون يريد الإسراع في التأليف فليتبرّع من حصته. فالحقيبة السيادية التي تطالب بها القوات من الطبيعي أن تكون من الحقيبتين المسيحيتين، لا سيما أن الحقائب السيادية موزعة على الشيعة 1 السنة 1 والمسيحيين 2 . وشدّدت المصادر على ان الرئيس المكلف متمسك بتشكيل حكومة وحدة وطنية ومتمسك بما أعطاه إياه الدستور من صلاحيات»، قائلة: ما يجري لا يتعدّى الخلاف بين التيار الوطني الحر وحزب القوات. وبالتالي على الوزير جبران باسيل أن يحلّ مشكلته مع القوات التي تقول إن ما تطالب به يستند الى نتائج الانتخابات وإلى اتفاق معراب.
وفي السياق، لفت الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله في مهرجان ذكرى تحرير الجرود، «ما زلنا نراهن على المفاوضات، ولكن الوقت يضيق». وأضاف: لا أحد يضع عقدة جديدة كمثل موضوع العلاقات مع سورية. فهذا الأمر يناقش بعد تشكيل الحكومة وكذلك البيان الوزاري، اما ان نعطل الأمور بسبب عقدة العلاقات مع سورية. فهذا لا يجوز».
ولفت إلى أن «هناك بعض إشارات صدرت عن أشخاص، بعض أوساط 14 آذار تقول إن السبب الحقيقي لتأخير تشكيل الحكومة، ليس الأحجام، إنما لأنه في أيلول ستصدر المحكمة الدولية قرارها، وسيكون لها تأثير دراماتيكي على البلد. إذا كان هناك من رهان، فالكل يعرف موقفنا وأن المحكمة الدولية لا تعني لنا شيئاً على الإطلاق، ولا أي شيء سيصدر عنها سواء إدانة أو تبرئة. فلا تلعبوا بالنار، لا تلعبوا بالنار».
وأكد أن «المصلحة الوطنية اللبنانية، تقتضي فتح المعابر لنقل البضائع اللبنانية في حال تمّ فتح معبر نصيب في الأردن»، كاشفاً عن «طلب أجهزة أمنية أوروبية لتوسّط الأجهزة الأمنية اللبنانية، لربطها مع الأجهزة الأمنية السورية»، سائلاً: «ألا نحتاج للتنسيق الأمني مع سورية لحماية لبنان». ولفت إلى أنه «بعد الانتخابات النيابية أشيع جو وما زال أنّ لبنان بات يحكمه حزب الله وهو يسيطر على الدولة ولا يُتخذ قرار من دون موافقة الحزب في المال والتعيينات وتركيبة الدولة. فهذا ليس له أي أساس من الصحة». وتابع: «يُكتب ويقال إن رئيس الجمهورية والتيار الوطني الحر ينفذّان سياسية حزب الله التي تملى عليهما. وهذا لا أساس له من الصحة بل هدفه استهداف الرئيس والتيار».
وتابع: «أعداؤنا مقتنعون أن الحرب مع حزب الله غير مجدية وصعبة. فقرّروا أن الحل يكون بإسقاطه في بيئته وظنّوا أنهم بالضغط ماليًّا على حزب الله وتحميله مسؤولية ما لا علاقة له به سيخسر جمهوره».
وأكد السيد نصرالله أن «الإنماء في البقاع يحتاج الى تعاون وحزب الله مصمّم على التعاون مع حركة امل لتعزيز الإنماء». وتوجّه إلى اهالي البقاع قائلاً: «أحمّلكم يا أهل البقاع مسؤولية حفظ «حزب الله» بحفظ الظن والمؤازرة والاحتضان، كما عليه مسؤولية حمايتكم في مواجهة الخطر والحرمان». وقال: «لمَن يربطون مصيرهم بأميركا عليهم أن يتعظوا من التاريخ». مؤكداً أن: «الولايات المتحدة تدخلت لمنع الجيش اللبناني من المشاركة في المعركة ضد داعش في الجرود».
الى ذلك، يجري رئيس الاتحاد السويسري ألان بيرسي اليوم مع رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، محادثات رسمية تتناول سبل تطوير العلاقات اللبنانية – السويسرية وتفعيلها في المجالات كافة. كما تتناول المحادثات الأوضاع الإقليمية والدولية الراهنة. كما يلتقي أيضاً رئيسي المجلس النيابي نبيه بري والمكلف تشكيل الحكومة سعد الحريري.
مطلبياً، يشهد هذا الأسبوع تحركين مطلبيين، حيث تنفذ لجنة المستعان بهم في التعليم الرسمي الأساسي بدوام صباحي، اعتصاماً يوم الخميس، أمام المجلس النيابي، بالتزامن مع انعقاد جلسة اللجان المشتركة عند الحادية عشرة صباحاً، كما ينفذ حراك المتعاقدين يوم الخميس عند العاشرة صباحاً اعتصاماً في ساحة رياض الصلح بمشاركة رئيس الاتحاد العمالي العام بشارة الأسمر من أجل المطالبة «بالتثبيت العادل والمنصف لسنوات عمل ونضال المتعاقدين في الثانوي والاساسي».