التصعيد الأميركي بسبب الفشل
– أما وقد صار خبر زيارة الوفد الأمني الأميركي لدمشق علنياً، فقد صار ممكناً التحدث عن دوره في تفسير ما نشهده الآن من تصعيد أميركي سياسي وإعلامي ضد سورية وتلويح بتحول التصعيد لعمل عسكري بذريعة استعمال السلاح الكيميائي الذي فضحت حكايته موسكو استباقاً.
– في الرسائل غير المباشرة التي كان ينقلها الوسطاء إلى القيادة السورية كان الأميركيون سواء عبر ما قاله السعوديون في رسائل بواسطة بلد عربي خليجي أو عبر رؤساء أجهزة مخابرات أوروبية يبدون الاستعداد لثلاثة التزامات: الأول الاعتراف العلني بانتصار سورية ورئيسها وجيشها وتشكيلهم مستقبل سورية التي يبدون استعداداً للتعامل معها وفك العقوبات عنها، والثاني الاستعداد لتوفير تمويل عملية إعادة الإعمار بمعزل عن الحل السياسي الذي يرفعونه دائماً مبرراً لتعطيل وعرقلة كل تقدم في خروج سورية من الحرب وتعقيداتها، أما الثالث فهو الاستعداد لسحب القوات الأميركية من سورية بصورة نهائية ورعاية تطبيع علاقة سورية من موقع قوة سورية بكل حكام الخليج والحكومات الأوروبية.
– بالمقابل كان للأميركيين دائماً طلبات تكتيكية لا مشكلة لدى سورية بتلبيتها لو تمّ التفاهم السياسي، كالتعاون في مواجهة خطر الجماعات الإرهابية على الغرب، خصوصاً على الداخل الأميركي وتبادل المعلومات والخبرات في هذا المجال أو السعي للحصول على دور قطاعات الاقتصاد السوري في مرحلة ما بعد نهاية الحرب، لكن الخلاف كان محوره دائما في الحوار المباشر الأخير وفي ما سبقه من رسائل يحملها الوسطاء السعي الواضح للأميركيين لتحييد سورية من موقعها في محور المقاومة. وهو ما تعتقد القيادة السورية أنه كان في أساس القرار الأميركي بشن الحرب، بعدما رفضت سورية عروضاً مشابهة سبقت الحرب.
– تسعى واشنطن بغباء لتحقيق أهداف حرب خسرتها بإغراءات وعود لا تغري مَن خاض الحرب وفاز بها، لكنها تكشف أن حملتها اليوم هي بسبب رفض سورية عروضها وأنها لم تكن يوماً صادقة بما تقول عن تمسكها بالحل السياسي أو برفضها إعادة الإعمار قبله، أو بموقف من الرئاسة السورية والقيادة السورية وشكل الحكم في سورية إلا بمقدار ما تشكل سورية برئيسها وقيادتها وحكومتها عقبة أمام السياسات الأميركية.
التعليق السياسي