كلّ التكنولوجيا لا تضمن لـ «الإسرائيلي» البقاء في أرضنا
سعيد معلاوي
أعلنت وسائل إعلام العدو «الإسرائيلي» أنّ جيش الأخير أجرى خلال الأيام القليلة الماضية مناورات وتدريبات عسكرية بالذخيرة الحية في عدد من القرى الاصطناعية في مرتفعات الجولان السورية المحتلة، تشبه إلى حدّ بعيد القرى في جنوب لبنان، بشوارعها ومبانيها وجوامعها ومدارسها وذلك في محاولة من القيادة العسكرية «الإسرائيلية» رفع معنويات جنودها الذين ما زالوا يعيشون حالة الصدمة والإحباط التي يعانون منها جرّاء حرب تموز في العام 2006 مع المقاومة ولم يتمكنوا بعد من الخروج من هذه الحالة .
لكن حتى بعد هذه التدريبات لن يتمكن جنود العدو من الخروج من هذه الحالة النفسية التي فتكت بهم منذ ذلك الحين، فيما تحاول القيادة «الإسرائيلية» الإيحاء بأنّ جيشها على أتمّ الاستعداد لخوض مواجهة عسكرية على امتداد الجبهة الشمالية، إنْ مع لبنان أو مع سورية، وهذه الجبهة أصبحت تمتدّ من الناقورة حتى الحدود الأردنية مع سورية مروراً بمرتفعات الجولان المحتل منها والمحرّر.
فكلّ هذه البروفات «الإسرائيلية» تبدو باهتة ولا تمتلك الحدّ الأدنى من الحيوية والحماس. فـ «الإسرائيليون» يدركون قبل غيرهم، أن لا الطائرة ولا الدبابة ولا أيّ سلاح متطوّر، يؤمّن الانتصار في ساحة المعركة بل هو الإنسان المؤمن بقضيته، القضية التي تساوي وجوده والتي يدافع عنها حتى الانتصار أو الشهادة، وهذا ما يؤمن به رجال المقاومة على امتداد ساحة الأمة التي تشمل كلّ كيانات الهلال الخصيب من العراق الى سورية ولبنان ومروراً بفلسطين.
و»الإسرائيلي» يدرك أنّ كلّ التكنولوجيا التي يمتلكها لا تشكل له ضمانة البقاء في أرضنا القومية التي سيرحل عنها عاجلاً أم آجلاً، وهو يحاول إطالة مدة بقائه في منطقتنا قدر المستطاع. فلا الجدار الفاصل ولا غيره من الإجراءات العسكرية الوقائية تكسب جيش العدو أية نسبة من الثقة بالنفس لأنّ الجدار النفسي عندما يتهاوى ويتحطم لا يمكن استرداده أو إعادته الى الحياة.
وما حصل على أرض بلاد الشام خلال السنوات السبع الماضية، هو أكبر دليل على أنّ قوى الممانعة في هذه الأمة أقوى بكثير مما يظنه القريب والبعيد. فإذا كنا مررنا بأزمنة مليئة بالصعاب والمحن فخلاصنا سيكون بالبطولة المؤمنة المؤيدة بصحة العقيدة.