اليمين المتطرّف يواصل ضغوطه على ميركل بسبب سياستها في ملف الهجرة
يواصل اليمين المتطرف في ألمانيا الضغط على المستشارة أنغيلا ميركل بسبب سياستها المتعلقة بالهجرة عبر تنظيم تظاهرة جديدة مساء أمس في كيمنتس، المدينة التي كانت محور حركة الاحتجاج المناهضة للأجانب، وتجمع آخر السبت.
وبعد تظاهرتين نُظمتا الأحد والإثنين الماضيين، اعتزم اليمين المتطرف هذه المرة «عرقلة لقاء مرتقب بين السلطات المحلية وسكان كيمنتس، حيث بدأت أعمال العنف».
وتظاهر الأحد حوالي 800 شخص في شوارع هذه المدينة، حيث حضور كبير لناشطي اليمين المتطرف والنازية الجديدة مع «مطاردات جماعية» للأجانب في الشوارع.
فيما وصف المفوض السامي لحقوق الإنسان في الأمم المتحدة زيد رعد الحسين أول أمس، التظاهرات بأنها «صادمة». وصرّح «أعتقد أن من المهمّ جداً أن يندد المسؤولون السياسيون في كل أنحاء أوروبا بهذا الأمر».
والإثنين الماضي، أدت أعمال عنف في المدينة نفسها إلى «إصابة عشرين شخصاً بجروح أثناء صدامات بين ستة آلاف من أنصار اليمين المتطرف ومئات المتظاهرين من اليسار المتطرف».
وشكلت تظاهرة أمس، اختباراً حقيقياً لقوات النظام التي تتعرّض لانتقادات شديدة لاستخفافها خصوصاً بحجم الحشد في الشارع.
وبدأت هذه التظاهرات مع مقتل ألماني يبلغ 35 عاماً خلال نهاية الأسبوع بطعنات سكين أثناء شجار وقع لسبب غير معروف على هامش احتفال محلي. وأوقفت الشرطة شخصين مشتبهاً بهما هما سوري 23 عاماً وعراقي 22 عاماً متهمين بالتحرك بعد «مشادة كلامية».
والعراقي، المشتبه الرئيس في الجريمة، هو بمثابة فرصة بالنسبة إلى اليمين المتطرف، إذ إنه طالب لجوء وصل في العام 2015 إلى ألمانيا من كردستان العراق وأدين مرات عديدة بأعمال عنف وحيازة مخدرات.
وكان من المفترض أن يُرحّل إلا أنه استأنف القرار وربح القضية عام 2016، بحسب ما أفادت صحيفة «بيلد» الألمانية. وينظم اليمين المتطرف في كيمنتس مسيرة تكريماً للضحية الذي سقط طعناً.
ومنذ أشهر عدة، يهاجم حزب «البديل لألمانيا» اليميني المتطرف الذي حقق نتيجة ملحوظة في الانتخابات التشريعية في الخريف الماضي، المستشارة أنغيلا ميركل بسبب سياستها المتعلقة بالهجرة.
ويتهمها بأنها «المسؤولة عن ارتفاع معدل الجرائم في البلاد بعد دخول أكثر من مليون طالب لجوء إلى ألمانيا في 2015 و2016، رغم أن الاحصاءات لا تؤكد ذلك. ويستغل البديل لألمانيا» بشكل منهجي اعتداءات طعن يرتكبها خصوصاً أجانب لإبراز خطابه.
وأبدى أحد قادته الكسندر غولند تأييده لفكرة أن سكان كيمنتس «يدافعون عن أنفسهم» فقال لصحيفة «دي فيلت» الألمانية «من الطبيعي أن يكون الناس قد سئموا الوضع الحالي»، لأن «الهجرة تدمّر الشعور بالثقة تجاه جارنا».
وتلتقي هذه التصريحات مع كلام السياسي الألماني تيلو سارازين الذي يحتلّ كتابه «كيف يكبح الإسلام التقدم ويهدد المجتمع» الذي صدر أمس، المرتبة الأولى في المبيعات على موقع «أمازون» رغم أنه ليس متوافراً بعد في المكتبات.
وفي الأشهر الأخيرة، استخدم حزب «البديل لألمانيا» قضية عراقي يبلغ 20 عاماً يُشتبه بأنه قتل مراهقة، لتبرير خطابه المناهض للمهاجرين ولميركل، وقد نظم الحزب العديد من التظاهرات في هذا السياق.
ويبدو أن هذه الاستراتيجية أثمرت في الانتخابات، إذ إن «البديل لألمانيا» بات قريباً جداً من الحزب الاشتراكي الديموقراطي كثاني قوة سياسية في البلاد بعد محافظي ميركل في استطلاعات الرأي، فيما تستعد البلاد لانتخابات إقليمية في بافاريا وهيسه في تشرين الأول.