«عشق الصباح»

«بوح من أنين الروح».. يا بحر هدّئ موجك لقد ترمّد الملح على جرحي.. وهذه الريح المجنونة تريد اقتلاع كل شيء من الوجود وهي تعصف بالأمكنة والبشر وتدوي كصهيل خيل محمومة في ميدان الحرب، كان وحيداً يتكوّم في الشرفة الشمالية يرقب موج البحر المتدافع على كتف صخر الشاطئ، الليل مرفأ الذاكرة، ملجأ الحائرين كهذا الوجع المسكون فينا.. جواه مُشتعل كلهيب النار، وحبيبته ليلى، غافلها الفرح في فجر غارق بالمطر والانتظار، تتذكر كلمات آدم، وهو يطوف على وجهها الندي وعلى عنقها بقبلاته الممزوجة بالدموع، قال: هيّأت زادي للرحيل يا حبيبتي، انتظريني، لقد هبّت على البلاد رياح عاتية تريد اقتلاعنا من جذورنا!!! ثقي بي.. لن تطول وداعاتنا. لم يكن ذلك الفجر كأي فجر ولا الصباح كأي صباحات تسبقهُ؟ أولئك المسكونون بحكايا العشق وجوههم تشع كالبسملة أول الضوء، آدم ورفاقه تعاهدوا أن يمنحوا حياتهم لسورية وأن يكرسوا جهودهم ووقتهم وأفكارهم ورؤاهم لأجل حمايتها من أي عدوان.. يملأ قلوبهم الحب والتسامح.. يدافعون عن الوطن بأرواحهم الشغوفة كقلوب المتعبّدين الذين يطوفون من حول «كعبة العشق سورية.. ألف.. ألف.. آلاف من الطواف ولا يتعبون… أشعل لفافة تبغ.. وراح يرتل: باقون.. سنسترجع حكايانا «أليس الصبح بقريب».. ؟

حسن ابراهيم الناصر

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى