مسؤولون ووزراء ونوّاب وشخصيات استذكروا مواقف الصدر: قامة وطنية وصوت الضمير الصارخ دفاعاً عن لبنان المقاوم والثائر على الظلم والحرمان
استذكر مسؤولون ووزراء ونوّاب وشخصيات سياسية وروحية مواقف وشعارات الإمام السيد موسى الصدر داعيةً إلى الاقتداء بنهجه في الاعتدال والانفتاح على الآخر.
وفي هذا السياق، وصف رئيس الجمهورية العماد ميشال عون الإمام الصدر «بالقامة الوطنية التي ناضلت في سبيل وحدة لبنان ورسالة التعايش فيه».
وأكد أن «الإمام المغيّب جمع في شخصه رحابة رجل الدين، وعمق الفيلسوف، واندفاع السياسي في خدمة شعبه ووطنه، وعنفوان المدافع عن أرضه، لينحاز إلى خدمة الفقراء وحقهم في التعليم والحياة الكريمة. وما أحوجنا اليوم إلى وجوده على الساحة الوطنية، ليشكل مصدر إلهام في الحياة السياسية، وعنواناً للتلاقي والانفتاح والغيرة على مصالح الشعب».
بدوره استذكر رئيس الحكومة المكلّف سعد الحريري في الصدر «قامة روحية وإنسانية كرّست نفسها للدفاع عن لبنان والعيش المشترك بين ابنائه»، معتبراً أن «تغيبه قضية كل اللبنانيين».
وقال رئيس «التيار الوطني الحر» وزير الخارجية والمغتربين في حكومة تصريف الأعمال جبران باسيل «في الذكرى الأربعين لتغييب الحقيقة، يبقى الإمام موسى الصدر ورفيقاه صوت الضمير الصارخ دفاعاً عن لبنان المقاوم القوي، لبنان الثائر على الظلم والحرمان، لبنان رسالة العيش الواحد المتساوي بين جميع أبنائه».
وقال وزير العدل في حكومة تصريف الأعمال سليم جريصاتي، في تغريدة عبر حسابه على «تويتر» إن «الإمام المغيّب هو إمام كل لبنان، لأنه إمام السلام ولن أنسى يوماً ما حييت كيف مكثنا معه نحن بعض حقوقيي اليسوعية في ليل استعرت فيه المعارك في وسط بيروت في كنيسة الكبوشية ضد الحرب العبثية التي كانت قد بدأت تعصف بلبنان».
ووصف عضو «كتلة التنمية والتحرير» النائب ميشال موسى، الصدر بـ «القامة الوطنية الشامخة التي نفتقدها على الدوام، خصوصاً في الأيام العصيبة من عمر الوطن. الإمام الذي عرف باكراً مكامن الخلل في التركيبة الوطنية، فذهب في اتجاه الإنسان المهمش في وطنه من أجل مساعدته في استعادة كرامته كمواطن، للمطالبة بحقوقه الطبيعية، فأصاب مرتين، مرة بفتح طريق الوصول إلى الحقوق، ومرة أخرى بتعزيز ثقة المواطن بدولته. فالالتزام يمر بالحقوق وبالعدالة الاجتماعية وبالمساواة. أما مسلكه الآخر بالوصول الى المواطنة الفعلية، فكان عمله على الاعتدال وقبول الآخر وفهمه، في بلد متعدد الطائفة».
وختم موسى في كلمة له حلال احتفال في بلدة عنقون الجنوبية «مارس الإمام الصدر هذه المبادئ بالقول والفعل حتى في أحلك ظروف الوطن، فغدا رمزاً وطنياً لم يستطع جبروت الطغاة أو مرور الزمن تغييبه من عقول المواطنين كل المواطنين وقلوبهم».
وغرّد النائب فؤاد مخزومي، عبر حسابه على «تويتر»، بالقول «في ذكرى تغييب الإمام موسى الصدر نستذكر مقولته الشهيرة «إن تجار السياسة هم الذين يغذون النعرات الطائفية للمحافظة على وجودهم بحجة المحافظة على الدين». ونستذكر جميع القامات التي لطالما دعت إلى التعايش ووحدة الصف وكانت ضمانة العيش المشترك».
وقال النائب شامل روكز عبر حسابه على «تويتر» «بينما نقف على عتبة تاريخ جديد يُكتب في منطقتنا، نعود في ذكرى تغييب الإمام موسى الصدر إلى ما قاله إن «ليس في العالم شعب صغير وشعب كبير، بل شعب يريد الحياة وشعب لا يريدها». فلنرد الحياة ونعمل بوصيته «فنحفظ وطننا قبل أن نجده في مزابل التاريخ».
واستذكر رئيس «اللقاء الديموقراطي» النائب تيمور جنيلاط عبر حسابه على موقع «تويتر» «نبل وإنسانية الإمام موسى الصدر».
وقال النائب سمير الجسر عبر حسابه على موقع تويتر «في ذكرى تغييب الإمام موسى الصدر وبالذات في هذه الظروف التي تحيط بلبنان وبالأمة، نقول كم نحن بحاجة إلى تلك الهامة الوطنية وإلى حكمتها وهمتها في تهدئة النفوس وتوحيد الصفوف».
كذلك استحضر رئيس حزب التوحيد العربي وئام وهّاب قول الصدر مخاطباً السياسيين «أنتم أيها السياسيون آفة لبنان وبلاؤه وانحرافه ومرضه وكل مصيبة، إنكم الأزمة، ارحلوا عن لبنان».
وكتبت رئيسة «الكتلة الشعبية» ميريام سكاف عبر حساباتها على مواقع التواصل الاجتماعي، في ذكرى تغييب الصدر، قائلة «من 40 سنة، كان الامام السيد موسى الصدر ينبهنا من قلوبنا المجروحة بأشواك الطائفية، وكانت أمنيته تحويل النظام الطائفي في لبنان إلى نظام ديمقراطي يعتمد على الكفاءات، لكنه لمس من زمنه أن تجار السياسة هم الذين يغذون النعرات الطائفية للمحافظة على وجودهم بحجة المحافظة على الدين. اليوم يا سيد التسامح في ذكرى تغييبك نقول لك: بعدنا محلنا وبعدو النفاق والجشع والمتاجرة يلي حذرت منن… هني يلي عم بيتحكموا… ويحكموا. ومن عهدك بعدها الطوائف نقمة مش نعمة».
ورأى رئيس «الاتحاد العالمي لعلماء المقاومة» الشيخ ماهر حمّود «أن ذكرى اختطاف الامام موسى الصدر الذي «أثبت عملياً أنه أبعد من أن يصنّف مذهبياً، خصوصاً في اعتصام العاملية الشهير وفي سعيه الى توحيد الأذان بين السنة والشيعة، فضلاً عن كثير من الأمور التي يصعب إحصاؤها». وقال «عندما نقارب المواضيع الحساسة بعيداً عن التعصب وضيق الأفق نستطيع ان نجد المساحات المشتركة التي نعمل بها، ونوحد الأهداف المشتركة التي تجمع ولا تفرق».
من جهته، دعا نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الشيخ علي الخطيب اللبنانيين ألى أن يسيروا على نهج الصدر «في الحفاظ على لبنان من خلال التمسك بالثوابت والمسلمات والشعارات التي أطلقها». وقال «نخشى أن تقودنا الأنانيات والخلافات والمحاصصات والرشوات إلى الفشل، إلى ما حذر منه الإمام الصدر حين قال «اعدلوا قبل أن تبحثوا عن وطنكم في مزابل التاريخ».
بدوره، أكد رئيس «لقاء الفكر العاملي» السيد علي عبد اللطيف فضل الله «حاجتنا الملحة إلى مشروع الإمام المغيب السيد موسى الصدر لمعالجة الواقع الذي ينزف اجتماعياً وسياسياً وأخلاقياً وثقافياً وحياتياً».
ودعا إلى العودة لطروحات الإمام الصدر «من أجل لبنان العيش المشترك والنموذج الحضاري في تحكيم لغة الحوار والانفتاح ونبذ العصبيات الطائفية والمذهبية. وكذلك رعايته للإنسان ومقاومة الفساد والحرمان وكل وجوه الاحتلال والعدوان الصهيوني».
واعتبر رئيس جمعية «قولنا والعمل» الشيخ أحمد القطان
أن الصدر «كان إماماً لكل اللبنانيين بمعنى لم يكن مذهبياً ولا طائفياً إنما كان قامة وطنية كبيرة وعلى مسافة واحدة من كل الطوائف والمذاهب، يجمع كل اللبنانيين على اختلاف انتماءاتهم الطائفية والمذهبية. ونحن على يقين أن مبادئه وكل ما أرساه ما زال حياً في كل اللبنانيين».
أضاف «طبعاً لدينا ملء الثقة بحامل الامانة الرئيس نبيه بري الذي نثق أيضاً به وبدوره الوطني الجامع لكل اللبنانيين»، وطالب «كل القيادات السياسية وأحرار العالم بالسعي لكشف اللثام عن قضية ومصير الإمام المغيب الذي يجب أن يعلم الجميع أنه لكل اللبنانيين وليس لحزب أو طائفة في لبنان، لذلك كشف مصيره ورفيقيه مطلب وطني بامتياز».