حزب الله: واهم مَن يعتقد أن موقعه داخل الحكومة يهيئ له أن يكون رئيساً للجمهورية
أكد حزب الله أنه إذا كان البعض يربط تشكيل الحكومة برئاسة الجمهورية ويعتقد أن موقعه في داخل الحكومة يهيئ له أن يكون رئيساً للجمهورية بعد انتهاء ولاية الرئيس الحالي فهو واهم». وشدد على أنه لم يعُد من مصلحة البلد التأخر في تشكيل الحكومة، وما تعيشه المنطقة من أجواء يوجب الإسراع في هذا التشكيل. فهناك مشروع خطير جداً إذا نجحت الإدارة الأميركية المتغطرسة بتصفية القضية الفلسطينية.
وفي السياق، رأى نائب الأمين العام لـ«حزب الله» الشيخ نعيم قاسم «أن كل الشروط التي تطرحها أميركا من أجل الحلّ في سورية لا معنى لها، لأن من يطرح الشروط هو المنتصر وأميركا منهزمة في سورية ولا يحق لها أن تطرح شروطاً، ولا أن تقول على إيران وحزب الله أن يخرجوا من سورية ولا تستطيع أن تفرض معادلات لا في الأمن مع سورية ولا في أي شيء لأن أميركا خاسرة ومن معها خسروا»، مشيراً إلى «أن الأمر يحتاج إلى صبر وإن شاء الله في يوم من الأيام سيتغير هذا الواقع طالما أننا انتقلنا من مرحلة إعدام وجود سورية المقاومة إلى مرحلة الانتصارات المتتالية لسورية ومحورها، وأزحنا هذه الغيمة السوداء المقبلة وسيستمر النصر ونحقق المزيد».
وفي الشأن اللبناني، رأى قاسم خلال حفل تخريج طلاب معاهد الآفاق في لبنان حيث أقيم الاحتفال في النبطية، «أن الحكومة هي ضرورة ملحّة في هذه المرحلة سياسياً واقتصادياً واجتماعياً، وقد ضاق الوقت، ويجب أن ننتهي وننجزها لمصلحة الناس»، وقال: «إذا كان البعض يظن أن ربط تأخير تشكيل الحكومة بالخارج أو بأزمات الخارج يؤدي إلى حلّ، فنقول له لا إنما ذلك يؤدي إلى مزيد من التعطيل، وإذا كان البعض يربط تشكيل الحكومة برئاسة الجمهورية ويعتقد أن موقعه في داخل الحكومة يهيئ له أن يكون رئيساً للجمهورية بعد انتهاء ولاية الرئيس الحالي فهو واهم»، مؤكداً «أن رئاسة الجمهورية لم تكن يوماً في لبنان مرتبطة بتشكيل الحكومة، فقبل انتخاب رئيس الجمهورية كانت دائماً تحصل تداخلات محلية وإقليمية ودولية وأحيانا يكون الحل غير متوقع قبل 5 أشهر من موعدها، وبالتالي رئاسة الجمهورية لها مسار آخر عندما يحين وقتها. فلا تضيعوا الوقت على أحلام لا يمكن أن تتحقق من خلال الحكومة».
وقال رئيس المجلس التنفيذي في حزب الله السيد هاشم صفي الدين خلال حفل تربوي في البقاع الغربي تكريماً للناجحين في الشهادة المتوسطة في مدرستي المهدي مشغرة والأحمدية: «سوف نبقى نتفاءل بتسريع تشكيل الحكومة للوصول إلى مطالب الناس، هؤلاء الناس الذين ملوا كثيراً من الكلام بلا طائل وبلا فائدة وبلا جدوى، وهذا مع الأيام سوف يجعل الناس يميّزون تماماً بين من يُخلص لوطنه وبين من يتوسّل المنصب من أجل مكاسب خاصة أو فئوية أو طائفية أو ما شاكل، المطلوب العمل فكما نقرأ وتقرأون في كل يوم هناك مؤشرات خطيرة جداً على مستوى الوضع الاقتصادي. مؤسسات دولية معتبرة تتحدث عن وضع اقتصادي كارثي مقبل عليه لبنان فماذا تنتظرون؟ ولماذا هذا التباطؤ».
وشدّد عضو المجلس المركزي في حزب الله الشيخ نبيل قاووق على أن «الحزب يستعجل تشكيل الحكومة في ظل تزايد العقد التي توضع في طريقها، من أجل إنقاذ البلد من شبح الانهيار الاقتصادي والمالي، وإنقاذ اللبنانيين من أزمات الكهرباء والمياه والنفايات غيرها».
وقال خلال احتفال في بلدة مجدل زون في ساحة البلدة: «قدر إسرائيل بوجود معادلة المقاومة، الاستمرار في الانحدار إلى قعر الهزائم، بينما قدر لبنان مزيد من الانتصارات، وقدر «حزب الله» أن يكمل في مسار تصاعدي نحو قمم الانتصارات. فبهذه الروح قاتلنا في الجرود والقلمون والبادية حتى أسقطنا المشروع الإسرائيلي التكفيري الذي لا تزال له قواعد واحدة لـ «النصرة» في إدلب، والثانية لـ «داعش» في البادية شرق الفرات. أميركا تحمي وتغطي وتدعم علناً قاعدتي «داعش» شرق الفرات وجبهة «النصرة» في إدلب، وتهدّد بالتدخل العسكري بهدف حمايتهما، ولكن الذي انتصر على إرادة 84 دولة منذ العام 2011 في سورية، لن يعجزه أن ينتصر على إرادة أميركا في معركة إدلب أو شرق البادية».
ودعا وزير الشباب والرياضة في حكومة تصريف الأعمال محمد فنيش إلى «اعتماد معيار واحد في مسألة تشكيل الحكومة من دون تضخيم أحجام القوى السياسية، وإلى تطبيق هذا المعيار على كل الكتل النيابية من أجل أن تتشكل حكومة شراكة وطنية من دون إقصاء أحد حتى يتحمل الجميع مسؤولية إدارة البلد».
وقال خلال رعايته احتفال تكريم الناجحين في الشهادات الرسمية في بلدة معروب: «لم يعُد من مصلحة البلد التأخر في تشكيل الحكومة، وما تعيشه المنطقة من أجواء يوجب الإسراع في هذا التشكيل. فهناك مشروع خطير جداً إذا نجحت الإدارة الأميركية المتغطرسة بتصفية القضية الفلسطينية، إذ إنها أولاً اعترفت بيهودية القدس وأسقطتها من أي تفاوض، وهذا برسم الذين راهنوا على نهج التفاوض. وهو النهج الذي أدى إلى تضييع القدس وتهويد فلسطين، ومكّن الإدارة الأميركية من استغلال التخاذل العربي لطرح مثل هذه المشاريع. والأخطر من ذلك اليوم أن هناك مشروعاً أميركياً بعدم الاعتراف بوجود اللاجئين الفلسطينيين وإيقاف الدعم عن منظمة «أونروا»، ما يعني تذويب الشخصية الفلسطينية وجعل الفلسطينيين أينما وجدوا جزءاً من المجتمعات المقيمين فيها. وهذا خطر على الحق الفلسطيني وخطر على لبنان، وبالتالي من مصلحة لبنان أن تكون هناك مؤسسات منتظمة تعي ما يجري حولها لتواجه مثل هذه الأخطار على المستوى السياسي».
وتابع: «على المقلب الآخر، نحن أيضاً في حاجة لأن نواكب المستجدات تجاه الأزمة في سورية، وبالتالي لا بد من أن نتعامل مع هذه المستجدات من خلال حكومة تتحمّل مسؤوليتها، وأيضاً تواكب ملف النازحين وتداعياته على معيشة اللبنانيين أو على معيشة النازحين السوريين. وهذا ما يتطلب قدرة على اتخاذ قرار ورسم خطة بعيداً من حسابات خاصة ورهانات وإصغاء لإملاءات خارجية».
وأكد النائب حسن فضل الله «أن الطاغي في لبنان على التوظيف في القطاع العام هو الواسطة والمحسوبيات. ورأى خلال رعايته حفل تكريم الناجحين في الشهادات الرسمية في بلدة قانا الجنوبية، «أن اعتماد المباراة والكفاءة والنزاهة بعيداً من المحسوبيات والطائفيات والمذهبيات والوقوف على أبواب أي فريق سياسي، هو المعبر الضروري للوظيفة العامة، وبالتالي علينا أن نعمل جميعاً لنصل لهذه اللحظة. ونحن على أبواب تقديم اقتراحات قوانين تقفل أبواب الفساد في الدولة اللبنانية، والتي يكمن أولها في التوظيف».
وتساءل: «لماذا لا يقوم مجلس الخدمة المدنية والتفتيش المركزي والإدارات الرقابية بعملهم، بالرغم من أننا طالبناهم في اللجان بأن يقوموا بالتفتيش، ليتبين مَن الذي يأتي إلى دوامه ومن لا، وبالطبع سوف يكتشفون الآلاف من المحميين الذين يأكلون مالاً حراماً».
واعتبر فضل الله «أن المعرقل لتشكيل الحكومة هي الحسابات الفئوية والحزبية والصراع على الحصص والمقاعد. فكل من يريد حصة معينة يعطل تشكيل الحكومة وبالتالي يعطّل البلد، وهذا ينعكس سلباً على جميع المواطنين».
وتساءل النائب أنور جمعة عن «الغاية من احتكار التمثيل في الحكومة، رغم ان البعض أعلن مراراً أنه ضد الغاء الآخر، ولكن ألا تمارس اليوم أنت إلغاء الآخر، وما هي المشكلة اذا تمثلت أنت بالحكومة والطرف الآخر الذي نال في الانتخابات النيابية عدداً وازناً من النواب، أيضاً يكون ممثلاً بالحكومة، لماذا الاحتكار للتمثيل الطائفي، ولماذا حصرها بجهة واحدة وبحزب وبتيار واحد».
وقال خلال رعايته احتفالاً تربوياً في بلدة الشرقية النبطية : «يجب أن تكون مصلحة الوطن أكبر من المصلحة الحزبية الضيقة، ومن هنا دعوة الجميع الى ضرورة تشكيل الحكومة بأسرع وقت ممكن، كي ننهض بهذا الوطن الذي يحتاج فيه المواطن إلى كثير من الخدمات والمشاريع والاستقرار».