موسكو: نحترم إرادة شعب شرق أوكرانيا

أكدت موسكو أنها تحترم إرادة شعب جنوب شرقي أوكرانيا وذلك في أول تعليق روسي على الانتخابات التي أجريت في جمهوريتي دونيتسك ولوغانسك الشعبيتين.

وشدد بيان صادر عن وزارة الخارجية الروسية على أهمية اتخاذ خطوات نشطة لإقامة حوار مستدام بين سلطات كييف وممثلي دونباس في إطار اتفاقات مينسك، مؤكداً استعداد موسكو للعمل مع شركائها الدوليين لمواصلة الإسهام في تسوية الأزمة الأوكرانية.

وأضاف البيان قوله: «الممثلون المنتخبون حصلوا على تفويض لمعالجة المهمات العملية المتعلقة باستعادة الحياة العادية في المنطقتين».

وفي السياق، نقلت وكالة «انترفاكس» الروسية للأنباء عن غريغوري كاراسين نائب وزير الخارجية الروسي قوله أمس إن رؤساء لوغانسك ودونيتسك في شرق أوكرانيا المنتخبين حديثاً مفوضون بإجراء محادثات مع كييف. وأضاف: «ممثلو دونيتسك ولوغانسك المنتخبون حصلوا على تفويض بإجراء محادثات مع السلطات الأوكرانية المركزية لحل المشاكل… عبر حوار سياسي»، مؤكداً أن روسيا ستحترم رغبة شعب جنوب شرقي أوكرانيا.

وقال الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون إن الانتخابات التي أجريت في دونباس لن تساهم في تسوية الصراع شرق أوكرانيا بشكل سلمي، معتبراً أنها تشكل انتهاكاً خطيراً لاتفاقات مينسك.

ونددت واشنطن بانتخابات الدونباس، مشيرة إلى تناقضها مع الدستور الأوكراني واتفاقات مينسك للتسوية، في حين رفض الاتحاد الأوروبي الاعتراف بهذه الانتخابات، معتبراً أنها ستعرقل خطط التسوية السلمية في المنطقة.

في المقابل، أشاد المراقبون الدوليون بالإطار التنظيمي لهذه الانتخابات وبنزاهتها وتوافقها مع المعايير الدولية.

وكان المركز الانتخابي في جمهورية دونيتسك الشعبية قد أعلن فوز رئيس الوزراء الكسندر زاخارتشينكو بالانتخابات الرئاسية، إذ قال رومان لاغين رئيس اللجنة الانتخابية المركزية: «بعد فرز 100 في المئة من الأصوات، حصل زاخارتشينكو على 765340 صوتاً»، مشيراً إلى أن مراسم تنصيب الرئيس الجديد ستجرى قريباً.

وأعلنت لجنة الانتخابات المركزية في جمهورية لوغانسك الشعبية رسمياً فوز الرئيس الحالي إيغور بلوتنيتسكي بـ63.04 في المئة من الأصوات.

وكانت مراكز الاقتراع قد أغلقت أبوابها في جمهورية دونيتسك الشعبية في الانتخابات البرلمانية والرئاسية، بينما مُدّدت فترة التصويت في بعض مناطق جمهورية لوغانسك بسبب المشاركة الكثيفة.

وقالت مصادر في الجمهورية إن عملية الاقتراع أجريت في أجواء هادئة تقريباً، مؤكدة عدم وقوع حوادث أو محاولات استفزازية خلال سير الانتخابات، مشيرة إلى أن نسبة المشاركة كانت كبيرة نتيجة تنظيم محكم.

وكان رومان لاغين، أشار إلى إمكان تقليص وقت الاقتراع في بعض المراكز نتيجة الظروف الأمنية وخشية تجدد المعارك مع القوات الأوكرانية في بعض المناطق.

وشارك بالتصويت كل من يملك إقامة في الجمهوريتين، كما سمحت دونيتسك للمواطنين الأوكرانيين الحاصلين على تصريح إقامة في الجمهورية بالتصويت في هذا الاقتراع، وبلغ عدد من يحق لهم التصويت في جمهورية دونيتسك 3.2 مليون ناخب، في حين بلغ عددهم في لوغانسك مليوناً.

ونتيجة للمعارك الدائرة شرق أوكرانيا، فقد نزح نحو 800 ألف شخص من المنطقتين، وذلك بحسب أرقام المنظمات الدولية إلى مخيمات اللجوء داخل الأراضي الروسية، ما دفع لجنة الانتخابات إلى فتح مراكز اقتراع في تلك المخيمات.

و قامت سلطات دونيتسك بتفعيل التصويت الالكتروني عبر الإنترنت للمواطنين القانطين خارج الجمهورية، إذ قام نحو 30 ألف ناخب بالتصويت الكترونيا.

من جهة أخرى، ندد الرئيس الأوكراني بيوتر بوروشينكو بالتصويت الذي أجري يوم الأحد بوصفه «مهزلة أجريت أمام فوهات الدبابات والأسلحة الآلية»، مضيفاً أن التصويت انتهك أيضا اتفاقاً جرى التوصل إليه في الخامس من شهر أيلول في مينسك عاصمة روسيا البيضاء وكانت روسيا من الموقعين عليه.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى