الزلازل تخلّص غلافنا الجوي من كميات الكربون الهائلة
وجدت دراسة جديدة أن الزلازل الكبيرة يمكن أن تخلّص الغلاف الجوي من كميات كبيرة من ثاني أكسيد الكربون.
وتوصّل العلماء إلى هذا الاكتشاف بينما راقبوا زلازل ضخمة حدثت على طول صدع جبال الألب النيوزيلندية، الذي يمتدّ على طول الجزيرة الجنوبية.
وتمتصّ النباتات المورقة الموجودة على جوانب الجبال على طول خط الصدع، ثاني أكسيد الكربون من الغلاف الجوي. وأثناء حدوث زلزال، يختفي الغطاء النباتي في الانهيارات الأرضية، وغالباً ما يتمّ دفنه بسرعة في أعماق البحيرات وأحواض المحيطات، محملاً بملايين الأطنان من الكربون.
وتقول الدراسة التي أشرفت عليها جامعات: فيكتوريا في ويلينغتون ودورهام وأوتاغو وGNS Science، إن هذا الحدث يساهم في تجريد الغلاف الجوي من الغاز بشكل دائم.
وأوضح علماء الدراسة أن تشكل الجبال من خلال النشاط التكتوني، كان له تأثير كبير على دورة الكربون عبر ملايين السنين، من خلال إطلاق هذا العنصر الحيوي ودفنه.
وقال الدكتور جيمي هوارث، من قسم الجغرافيا والبيئة وعلوم الأرض في جامعة فيكتوريا: «وفقاً لنتائجنا، فإن الزلازل الكبيرة على طول جبال الألب النيوزيلندية تقوم بتعبئة ودفن كميات كبيرة من الكربون، وقد يؤدي ذلك إلى إزالة ثاني أكسيد الكربون من الغلاف الجوي».
ولتحديد الصلة بين الزلازل الكبيرة ومستويات ثاني أكسيد الكربون، درس العلماء الرواسب المتراكمة على مدى آلاف السنين في قاع بحيرة Paringa، في جبال الألب الجنوبية.
كما قاموا بقياس مستويات نظائر الكربون الموجودة في الرواسب، خلال الزلازل وبعدها، لإظهار أن الزلازل الناتجة عن الصدع قد أنتجت أكثر من 43 من الكربون في المحيط الحيوي المنطلق من جبال الألب.
وتشير محاكاة الانهيارات الأرضية التي تسبّب الزلازل، إلى إمكانية إطلاق 14 مليون طن من الكربون في الغلاف الجوي، خلال كل زلزال في جبال الألب.
ومع ذلك، تظهر النتائج أن هذه الزلازل نفسها قد تمتص الكربون من الغلاف الجوي، عندما يتمّ نقله إلى أحواض البحيرات والمحيطات.
وأوضح هوارث: «عند حدوث زلزال، يختفي الغطاء النباتي في الانهيارات الأرضية، التي ترسله إلى الأنهار محملاً بالكربون، ومن ثم إلى البحيرات وأحواض المحيطات».
وتعتبر هذه الدراسة مهمة، لأنها تظهر وجود علاقة واضحة بين النشاط التكتوني والمناخ المتغيّر على الأرض.
ديلي ميل