بروين ابراهيم: الرئيس الأسد هو ضمان للمرحلة المقبلة والمجتمع الدولي أيقن أنّ سورية أكبر من أيّ مخطط
حاورها سعد الله خليل
أكدت الأمين العام لحزب الشباب الوطني للعدالة والتنمية وعضو أمناء التجمع الأهلي الديمقراطي للأكراد السوريين بروين ابراهيم أنّ أكراد سورية يرفضون تدخل رئيس اقليم كردستان العراق مسعود البرزاني في شؤونهم، وأنهم لا يبحثون عن أية مرجعية كردية خارج سورية. وأشارت ابراهيم إلى «أنّ الهدف من إسقاط عين العرب هو إنشاء منطقة عازلة»، لافتة إلى «أنّ حكومة أردوغان لم تدرك أنّ عين العرب ستصمد كلّ هذا الصمود الأسطوري».
وأكدت أنّ الحلّ للأزمة السورية «يجب أن يكون سياسياً»، لافتة إلى «أنّ محور سورية محور قوي»، وقالت: «سنتمكن كشعب سوري من إرغام المجتمع الدولي على حلّ الأزمة السورية، لأنهم أيقنوا جميعاً أنّ سورية أكبر من أي مخطط».
من رحم الأزمة السورية
وفي حديث مشترك لصحيفة «البناء» وقناة «توب نيوز»، أكدت إبراهيم «أنّ التجمّع تأسّس من رحم الأزمة السورية نتيجة اعتراضات على سلوك المكوّن الكردي تجاه ما يحصل على الساحة السورية». وقالت: «كان هدفنا الحفاظ على شبابنا الكردي كي لا يذهب إلى الطرف الآخر، وقد انتهجنا الخط المعتدل بهدف المطالبة بحقوق الأكراد كمكوّن من مكوّنات الدولة، ونحن كتجمّع للأكراد السوريين هدفنا أيضاً الدفاع عن الدولة السورية، ونحن ضدّ تقسيمها وأخذنا، في هذا الصدد، موقفاً ضدّ المجلس القومي الكردي وقياداتنا الذين جرّوا الشباب إلى الشارع وتركوهم خلفهم، وذهبوا إلى خارج سورية وانضموا إلى الائتلاف الذي حارب المكون الكردي قبل أي مكون آخر في سورية».
وأضافت ابراهيم: «هدفنا واضح وصريح وهو تسليط الضوء على كل الشباب الأكراد وقد استطعنا فعلاً خلال فترة وجيزة أن نضم إلى صفوفنا الآلاف من الأكراد والقوى الوطنية الذين آمنوا بأهدافنا وبفكرنا».
وردّاً على سؤال عن الدور الذي يلعبه التجمّع على صعيد مساعدة الأكراد خلال الأزمة التي تمر بها سورية، أجابت إبراهيم: «منذ تأسيس التجمع وعلى رغم إمكاناتنا البسيطة، دعمنا اللاجئين الأكراد في محافظة الحسكة الذين أتوا من سنجار بالمواد الإغاثية والطبية وحتى خلال فترة الأعياد زرنا الأطفال الأكراد والعرب في منازلهم وقدمنا ما يلزم، وعلى الأرض لدينا فصيلة مسلحة من شباب حزب الشباب الوطني للعدالة والتنمية وشبابنا جاهز للانخراط مع مقاتلي كوباني في الجبهة للدفاع عنها».
ورأت ابراهيم «أنّ الهدف من إسقاط عين العرب هو إنشاء منطقة عازلة»، لافتة إلى «أنّ حكومة أردوغان لم تدرك أنّ عين العرب ستصمد كل هذا الصمود الأسطوري، بل كان في ذهنها أنها منطقة حدودية ستُهزم وسيدخل تنظيم داعش بسهولة إليها ومن ثم إلى مناطق أخرى إما ريف حلب أو غيرها من المناطق السورية».
وعن رفض التجمع لمؤتمر هولير، أوضحت إبراهيم أنّ رفض التجمع لهذا المؤتمر الذي عقد في كردستان العراق «لم يكن رفضاً للمؤتمر بحيثيته». وقالت: «نحن نشكر جهود الرئيس مسعود البرزاني لأنه سعى إلى توحيد الصفّ الكردي، وفي رأينا يجب أن يكون هذا التوحيد على الأراضي السورية، خصوصاً أنّ كل من جلسوا على طاولة المؤتمر ليسوا مطلوبين من الحكومة السورية، وقد انتقدنا النسب التي وزعت وهي 40 في المئة للمجلس الوطني الكردي و40 في المئة للاتحاد الديمقراطي و20 في المئة للمستقلين، وأنا أعتبر أنّ هذه النسب خاطئة جداً، وبالنسبة إلينا، فقد الائتلاف صدقيته حتى لدى مؤسّسيه وداعميه لأنه أوهمهم بأنه يمثل شريحة من المجتمع السوري، لكنه في الواقع لا يمثل حتى نسبة عشرة في المئة من الشارع السوري».
وحول ما أعلن بأنّ أحد أهداف المؤتمر الأساسية هو تشكيل مرجعية موحّدة لأكراد سورية، قالت ابراهيم: «نحن لسنا ضدّ أن تكون هناك مرجعية لأكراد سورية ونشكر إقليم كردستان على دعمه، لكننا نرفض أن يتدخل في شؤون أكراد سورية، لأننا ضدّ الإملاءات الخارجية».
مطالبنا ضمن الدستور السوري
وعن حلم إقامة الدولة الكردية، أكدت إبراهيم «أنّ أكراد سورية يحلمون بنيل مطالبهم الثقافية ضمن الدستور السوري»، لافتة إلى «أنّ وحدات حماية الشعب منذ بداية الأزمة تحمي الشريط الحدودي بين سورية وتركيا وسورية والعراق حيث لا يوجد الجيش، ولو كانت هناك نية للانفصال لأعلن الأكراد ذلك ضمن حدود تبدأ من محافظة الحسكة، وقد رفض أكراد سورية المجلس الوطني الكردي لأنّ هناك أحزاباً ضمن المجلس انحازت إلى السياسات الخارجية وبدأت تنادي بالانفصال».
وتطرقت إبراهيم إلى المشاركة الكردية في الانتخابات الرئاسية السورية، وقالت: «نحن كتجمع أهلي منذ بداية الأزمة تواجدنا في الشارع وخصوصاً في الانتخابات الرئاسية التي كان كثيرون يعوّلون على عدم مشاركة الأكراد فيها، وعلى رغم أنّ حزب الاتحاد الديمقراطي قام بإغلاق بعض المدارس وألغى الصناديق فيها إلا أنّ الأكراد توجهوا إلى مراكز أخرى وصوّتوا بكثافة فاقت ما كان متوقعاً، وهذا ما يعطي انطباعاً بأنّ الأكراد موجودون وأنّ السيد الرئيس بشار الأسد هو ضمان للمرحلة المقبلة، ولكننا في المقابل لا نتنازل عن مطالبنا كأكراد وتلك المطالب تؤخذ من دمشق وليس من تركيا أو من الخارج».
الإدارة الذاتية
وعن مدى نجاح تجربة الإدارة الذاتية، أشارت إبراهيم إلى «أننا فوجئنا بموضوع الإدارة الذاتية خصوصاً أنها لم تمثل المكونات المجتمعية، وقد أصبحت لهذه الإدارة الذاتية مؤسسات عدة كـ»الأسايش» ووحدة حماية الشعب ومحاكم بدأت تخطئ على الأرض وقد وجهنا لها انتقادات عدة، لذلك أرى أنّ هذه التجربة تحتاج إلى فترة أطول لكي يكون عملها مؤسّساتياً».
وفي السياق نفسه، نفت إبراهيم أن تكون عين العرب تدفع ثمن الإدارة الذاتية، مشدّدة على «أنّ عين العرب هي كأية مدينة سورية حاول «داعش» وتركيا دخولها، في محاولة لاستهداف سورية ككل وليس فقط عين العرب، لكنّ الإعلام الغربي، أوحى بأنّ عين العرب مقصودة والدفاع المستميت لوحدات حماية الشعب عنها سلط الأضواء أكثر عليها».
واعتبرت إبراهيم «أنّ دخول قوات البشمركة عين العرب لن يغير في الوضع الميداني ولن يحقق شيئاً، إنما هو رسالة سياسية»، مضيفة: «كتجمع أهلي نقول إنّ من حق الدولة السورية أن تصدر بياناً تؤكد فيه أنه لا يجوز لأحد دخول الأراضي السورية إلا بعد التشاور معها، ومنذ البداية ناشدنا أكراد العالم الوقوف معنا لضرب المصالح التركية، وجاء دخول البيشمركة كحقّ طبيعي للمكون الكردي بعد الاستهداف المباشر الذي تعرّض له، وعليه فإنّ دخول البيشمركة هو رسالة من الرئيس مسعود البرزاني بوقوفه بعد الاتفاقيات التي حصلت إلى جانب الأكراد في سورية». وفي المقابل رأت إبراهيم «أنّ دخول البيشمركة من تركيا صفقة أو تجميل لصورة أردوغان أمام حكومة إقليم كردستان بعد التوتر الذي ساد العلاقات بين البرزاني وأردوغان حيث أخفق الأخير في الدفاع عن الإقليم أمام هجمات داعش، بينما سارع المحور الآخر والدولة الإيرانية إلى الدفاع عن إقليم كردستان، ما تسبب بفجوة في العلاقات، وتصحيحاً للموقف التركي سُمح بإدخال البيشمركة وفصيل من الجيش الحر، وهو ما سارعنا وندّدنا به لأننا لا ننسى أنهم من أوائل من أكل قلوب السوريين».
ورداً على سؤال عن اختلاف الموقف الأميركي، حيث استنفرت أميركا حين اقترب «داعش» من أربيل معلنة أنّها خط أحمر، في حين امتنعت عن تقديم الدعم لعين العرب، أجابت ابراهيم: «أميركا لا تهتم نهائياً بالأكراد ولا بالقضية الكردية، بل بمصالحها فقط، وحين أعلنت أنّ أربيل خط أحمر، كانت تسعى إلى الدفاع عن محمياتها وشركاتها، بينما هنا سورية ليست لديها أية محميات» .
أميركا وزعامة البرزاني
وأشارت إبراهيم إلى أنّ ما يحصل يؤكد أنّ أميركا تسعى إلى ترسيخ زعامة البرزاني على الساحة الكردية، وقالت: «لا نتوقع أن تساعد أميركا الأكراد في أي شكل من الأشكال للحصول على حقوقهم أو أن يتخلصوا من «داعش»، إنما هي صفقة لدعم مسعود البرزاني لأننا نعلم أنّ علاقاته جيدة مع أميركا ونحن أكراد سورية ننادي دائماً بأن تكون لنا مرجعية كردية من داخل سورية، تكون معنية تماماً بأكراد سورية وقضيتهم ومطالبهم، ولكن حتى الآن ليس أي شخصية كردية سورية لها تاريخ نضالي أو عمل ميداني على الأرض تستحق أن تكون هذه المرجعية، ولا أعتقد أنّ هناك حل للقضية الكردية في المدى المنظور لأنّ قياداتنا الكردية تعيش صراعات كصراعات الائتلاف على المناصب وهذا ما يمنع أي تقدم في القضية».
وعن الأزمة السورية، أكدت ابراهيم «أنّ الحلّ يجب أن يكون سياسياً فمحور سورية محور قوي وخصوصاً بعد المصالحات على الأرض، وفي قناعتي فإننا سنتمكن كشعب سوري من إرغام المجتمع الدولي على حلّ الأزمة السورية، لأنه أيقن أنّ سورية أكبر من أي مخطط «.
يبث هذا الحوار كاملاً اليوم الساعة الخامسة عصراً ويعاد بثه الساعة الحادية عشرة مساء على قناة «توب نيوز» على تردد 12036