مشاركة أردنية لافتة في معرض دمشق الدولي.. ثمانون رجل أعمال من مختلف القطاعات الاقتصادية يستطلعون آفاق الاستثمار في سورية ويناشدون قيادتي الدولتين فتح معبر نصيب لتسهيل التبادل التجاري
دمشق ـ إنعام خرّوبي
في دورته الستين، وبعد سنوات الانقطاع والتوتر في العلاقات بين دمشق وعمّان، يشهد معرض دمشق الدولي مشاركة لافتة لوفد من المملكة الأردنية يزور العاصمة السورية تزامناً مع المعرض لبحث تفعيل العلاقات الاقتصادية واستطلاع آفاق الاستثمار المتوفرة في أجواء الاستعداد لإطلاق عملية إعادة الإعمار. ثمانون من رجال الأعمال الأردنيين من مختلف القطاعات التجارية والسياحية وشركات التأمين والمقاولات وغيرها جاؤوا إلى سورية، بدعوة من اتحاد غرف الصناعة والتجارة السورية، معربين عن تعطُّش الأردنيين بمختلف فئاتهم لزيارة البلد الشقيق ، وهم يتطلعون إلى إحياء العلاقات بين الكيانين على مختلف المستويات الشعبية والسياسية والاقتصادية، وخصوصاً على صعيد فتح معبر نصيب ـ جابر مناشدين قيادتي سورية والأردن الإسراع في فتح هذا المعبر الحيوي لما لذلك من فائدة كبيرة لمصلحة الأردنيين والسوريين.
وأكد رئيس الوفد الأردني غسان خرفان النائب الأول لرئيس مجلس الإدارة في غرفة تجارة عمّان، في تصريح لـ البناء : إنّ زيارتنا إلى سورية تأتي بهدف تأسيس علاقات وشراكات بين البلدين تكون بمثابة الانطلاقة الأولى لعودة العلاقات التجارية بين البلدين في ظلّ الانتصار والأمن والأمان الذي تشهده سورية .
وقال: زيارتنا تحمل طابعاً اقتصادياً بالدرجة الأولى ونأمل أن تكون مقدّمة لعودة العلاقات الرسمية بين البلدين .
أضاف: عقدنا لقاءات بين رجال الأعمال في كلا البلدين بهدف توطيد علاقات التعاون الاقتصادي وعودة العلاقات إلى طبيعتها بين سورية والأردن، ونحن نناشد الجميع بأن ينظروا إلى الأمام ولا يلتفتوا إلى الوراء لأنّ هناك فرص عمل كبيرة إذا لم نحسن استغلالها ضاعت مصلحة الأجيال القادمة .
وأشار إلى أنّ الوفد يضمّ 80 رجل أعمال من مجالات مختلفة، كالنقل والزراعة والتخليص والمقاولات وتكنولوجيا المعلومات وغيرها من القطاعات الصناعية والتجارية والتخليص والشحن والقطاعات الهندسية والمصرفية.
ولفت إلى أنّ ما شجّع الوفد الأردني على زيارة المعرض هو الأمن والأمان في سورية وأصحاب رأس المال دائماً لديهم خوف ليس لجهة المال والربح والخسارة إنما الأمن والأمان .
وناشد الحكومتين السورية والأردنية فتح معبر نصيب ـ جابر، باعتباره طوق النجاة لإنعاش الاقتصاد وإعادة الأمور إلى مسارها الصحيح، موضحاً أنّ افتتاحه سوف يوفر على البلدين الكثير من الأموال وستكون له انعكسات اقتصادية إيجابية كبيرة. وقال: المسافة بين دمشق وعمّان أقلّ من المسافة بين دمشق وحلب، وفي الاقتصاد العالمي اللوجستية هي أساس الاقتصاد، في السابق كنا نشحن البضائع من سورية وتصل خلال أربعة أيام إلى عمّان، أما اليوم فإنّ العملية تستغرق حوالي الشهر أو أكثر بالإضافة إلى التكلفة العالية ومصاريف الشحن للموانئ السورية والأردنية .
وختم رئيس الوفد الأردني: الآمال معلقة على أن تعود المصالح التجارية المتبادلة إلى سابق عهدها، بإعادة فتح معبر نصيب جابر بين سورية والأردن المغلق منذ سنوات وفي ذلك توفير في الوقت والجهد والكلفة .
وأعرب نائب أمين سر نقابة المقاولين الأردنيين فؤاد الدويري عن فخره بزيارة دمشق وزيارة هذه الفعالية المهمة على صعيد سورية والمنطقة والعالم . وقال: أتمنى من كلّ أصدقائنا وزملائنا المقاولين أن يأتوا إلى سورية ومعاينة الوضع فيها على أرض الواقع والفرص الاستثمارية الواسعة الموجودة، ولكي يلغوا كلّ ما في ذهنهم عن الوضع في سورية هذا البلد الذي صمد في مواجهة الحرب الكونية عليه .
وقال: نحن ضيوف على هذا المعرض وجئنا بهدف توطيد العلاقات بين سورية والأردن، وقد وجدنا أنّ الوضع ممتاز على الصعيد التجاري وبحثنا إمكانية تشكيل وفود من المقاولين لتبادل الزيارات ونأمل فتح معبر جابر ـ نصيب في أقرب وقت ممكن لأنّ ذلك ستكون له نتائج إيجابية للطرفين .
وتحدث رامي خياط مصرفي أردني عن الأهمية الكبيرة للزيارة بعد انقطاع دام طوال فترة الأزمة تقريباً . وقال: خلال السنوات السبع السابقة كان هناك تعطش أردني، على المستوى الشعبي وعلى مستوى الفاعليات الاقتصادية لزيارة سورية، وهذه الزيارة ذات طابع شعب واقتصادي في آنٍ معاً لكسر الجمود
في العلاقة بين الأردن وسورية رغم أنّ الباب لم يكن مغلقاً تماماً بل موارباً، ونحن جئنا إلى هنا لإعادة إحياء العلاقات بين الدولتين على المستوى الشعبي والاقتصادي .
ولفت خياط في تصريح لـ البناء إلى أنّ قرار فتح معبر نصيب هو قرار سياسي يعود إلى قيادتي البلدين، ونحن على ثقة تامة بأنهما حريصتان على عودة العلاقات وفتح المعبر لتسهيل تدفق السلع بينهما، فسورية والأردن بيت واحد بوابة الأردن الشمالية هي سورية وبوابة سورية الجنوبية هي الأردن ومشاركتنا كقطاع مصرفي هي لبحث فرص التعاون مع السوريين وكانت لنا زيارات خاصة لبعض البنوك من أجل بحث الآفاق المستقبلية للتعاون بيننا .
لقاء مع رئيس غرفة دمشق
وقد عُقد لقاء بين الوفد الأردني ورئيس وأعضاء مجلس إدارة غرفة تجارة دمشق في فندق «داماروز»، حيث أكد رئيس الغرفة غسان القلاع «أنّ سورية نفضت عنها غبار الحرب وهي تخطو نحو استعادة ألقها وعلاقاتها مع دول الجوار»، مشدّداً على «أهمية تفعيل العلاقات التاريخية بين سورية والأردن والتي تتوّج اليوم من خلال مشاركة وفد كبير في معرض دمشق الدولي».
وقال رئيس غرفة صناعة عمّان زياد الحمصي إنّ هذا اللقاء يشكل «فرصة هامة للتعاون والتكامل الاقتصادي الإقليمي»، مؤكداً «أهمية دور القطاع الخاص في عملية التكامل بين الدول العربية، خصوصاً بين الدول المجاورة إذ أنّ العلاقة المميّزة بين الأردن وسورية تعتبر نموذجاً يُحتذى، حيث ترتبط الدولتان بأواصر تاريخية متجذرة منذ بدايات القرن الماضي، الأمر الذي انعكس إيجابياً على العلاقات الاقتصادية والثقافية والسياسية بينهما، صهرتها روابط القومية والمصاهرة والنسب والدين، باعتبار أنّ كلاً من البلدين يشكل أحدهما عمقاً استراتيجياً وتكاملاً اقتصادياً للآخر، وخير دليل على ذلك هو فشل أعداء الأمة في بثّ الفرقة بين أبناء شعبها».
وأضاف: «إنّ رجال الأعمال في الأردن والغرف الصناعية والتجارية ورجال الأعمال في الدول العربية جميعها تتكاتف وتنشط وترفع صوتها في كلّ المحافل وفي كلّ المناسبات، للتضامن مع سورية وشعبها، وإننا في هذا اللقاء الأخوي ومن خلال معرض دمشق الدولي نتطلع إلى علاقات اقتصادية متنامية ومتكاملة وإلى مزيد من اللقاءات مع رجال الأعمال والصناعيين والتجار في البلدين الشقيقين، ونعمل على توفير المناخ لإقامة مزيد من المشاريع المشتركة في البلدين، وتذليل أيّ صعوبات تعترض المسيرة الاقتصادية أولاً بأول»، مؤكداً ضرورة «أن تتوالى اجتماعات الغرف لتبادل الرأي والمشورة في آليات تعزيز التبادل التجاري بين البلدين».
وتابع الحمصي: «على صعيد العلاقات التجارية والاقتصادية بين البلدين، وعلى الرغم من التراجع الشديد الذي شهدته حركة التبادل التجاري خلال الأعوام السبعة الماضية، إلا أنّ بدايات القرن الحالي شهدت تزايداً ملحوظاً في التبادل التجاري الذي وصل إلى ما يفوق الـ600 مليون دولار أميركي في الأعوام ما قبل الأزمة، في حين ارتفعت وتيرة الاستثمارات المتبادلة والمشاريع المشتركة بين رجال الأعمال في كلا البلدين بشكل لا يمكن فكّ ارتباطه بسهولة، وهذا ما يمكن جدياً البناء عليه في مرحلة إعادة الإعمار ومرحلة ما بعد الأزمة، ونحن كرجال أعمال أردنيين من مختلف القطاعات الاقتصادية، نقدّم أنفسنا للسوريين كشركاء في الخبرة والعمل ورأس المال في مرحلة إعادة الإعمار».
زوّار المعرض
يُذكر أنّ المعرض فتح أبوابه أمس أمام جميع الزوار الذين أعربوا عن سعادتهم بعودة هذه الفعالية للسنة الثانية على التوالي بعد أن حرموا منها في أولى سنوات الحرب الكونية على سورية. كما اعتبروا أنّ معرض دمشق الدولي يشكل متنفساً للسوريين الذين يقصدونه بفئاتهم العمرية كافة للتمتع بالنشاطات الترفيهية والثقافية والعروض الفنية والتسوق.
تصوير:يوسف مطر