أوباما… و«معارضة سورية معتدلة» فاشلة ومخيّبة للآمال
مسكين أوباما، فلم يكد ينتهي من «معركة» الانتقادات التي وُجّهت إليه مع بدء ضربات ائتلافه ضدّ «داعش» من الداخل والخارج، حتّى مُني بانتقادات أخرى طاولت استراتيجيته تلك كونها لم تلحظ أيّ معارك برّية، وكونه وضع نفسه في «فم القمقم»، إما أن يتحالف مع النظام السوري وينتهي من «لوثة داعش»، أو يبحث عن حليف آخر لن يجده بسهولة.
نذكر جيّداً الحلّ «الناجع» الذي لجأ إليه أوباما آنذاك، «معارضة سورية معتدلة»، فما عليه إلّا أن يلملم فلول ما سمّي بـ«الجيش السوريّ الحرّ»، ويدرّبها أفضل تدريب، ويسلّحها أنجح تسليح، ويطلقها في الربوع السورية لتعاونه على الأرض بينما يخوض هو ضرباته الجوّية. ولربما ـ هكذا فكّر أوباما ـ يقوى عود تلك «المعارضة المعتدلة»، فيضرب بوساطتها النظام السوريّ ويرتاح من معضلة سورية.
دول عدّة «تنطّحت» حينذاك لتدريب تلك الفلول، ومنها مملكة آل سعود الوهابية، وأيضاً تركيا، وسُمعت وشوشات عن مخيّمات في الأردن. لكن المصيبة الكبرى، حلّت بأوباما أمس.
لم تكد «المعارضة المعتدلة»، المدرّبة والمسلّحة أحسن تدريب وتسليح، أن تختبر أولى معاركها، حتّى سقطت لقمةً سائغةً في فم «جبهة النصرة»، التي تمثّل «القاعدة» في المنطقة، والمدرجة على لائحة التنظيمات الإرهابية.
هجوم واحد من «النصرة» في محافظة إدلب، جعل «المعارضة السورية المعتدلة» تبدو كالنعجة الضعيفة. قتل من قتل، وهرب من هرب، وسلّم نفسه لـ«النصرة» من استسلم، أما السلاح الأميركي… فإلى مخازن «النصرة».
مسكين أوباما، فاستراتيجيته تثبت فشلها يوماً بعد يوم، وما عليه إلا أن يتلقى الصفعات من الصحافة الغربية، لا سيما أمس من صحيفة «واشنطن بوست» الأميركية، التي عنونت أحد تقاريرها بما يلي: «استراتيجية أوباما في سورية تواجه انتكاسة بعد إخراج النصرة «الجيش الحرّ من إدلب».
وفي التقرير التالي، جولة على أهم ما ورد في بعض الصحف الأميركية والبريطانية.
«واشنطن بوست»: استراتيجية أوباما في سورية تواجه انتكاسة بعد إخراج «النصرة» «الجيش الحرّ» من إدلب
قالت صحيفة «واشنطن بوست» الأميركية إن استراتيجية إدارة أوباما الخاصة بسورية تلقت انتكاسة كبيرة أمس، بعدما أخرج مقاتلون مرتبطون بـ«القاعدة» المعارضين المدعومين من الولايات المتحدة من معاقلهم الأساسية، واستولوا على كميات كبيرة من الأسلحة، ما أثار انشقاقات واسعة النطاق، وأنهى آمال واشنطن في أن تجد بسهولة شركاء سوريين في حربها ضدّ تنظيم «داعش».
وأوضحت الصحيفة أن «المعارضة المعتدلة» التي دُرّبت وسُلّحت من قبل الولايات المتحدة، إما استسلمت أو انشقت لتنضمّ إلى المتطرّفين، مع اكتساح جماعة «جبهة النصرة» التابعة لتنظيم «القاعدة» للمدن والقرى التي يسيطر عليها «المعتدلون» في محافظة إدلب الشمالية، فيما بدا كحملة منسقة لهزيمة «الجيش السوري الحرّ المعتدل»، حسبما أفاد قادة المعارضة ونشطاء ومحللون.
وفرّ «مقاتلون معتدلون» آخرون هاربون وتوجهوا إلى الحدود التركية مع اقتراب المتشدّدين، في ما يشير إلى هزيمة كبيرة لقوات المعارضة التي كانت واشنطن تعتمد عليها كحصن ضدّ «داعش». ولا يزال «المعتدلون» يحتفظون بوجود قوى في جنوب سورية، إلا أن «داعش» ليس عاملاً أساسياً هناك.
ونقلت «واشنطن بوست» عن مسؤول رفيع المستوى في وزارة الدفاع الأميركية قوله، إن البنتاغون يراقب التطورات عن كثب بأفضل صورة ممكنة، إلا أنه لا يستطيع أن يتحقق بشكل مستقل من التقارير من الأرض.
وأوضحت الصحيفة أن «جبهة النصرة» يُنظَر إليها كجماعة أقل تطرّفاً من «داعش»، وشاركت مع «المعارضة المعتدلة» في المعارك «ضدّ داعش» في وقت مبكر هذه السنة، إلا أنها أيضاً على قائمة الولايات المتحدة للمنظمات الإرهابية وهي الجماعة الوحيدة في سورية التي أعلنت رسمياً تحالفها مع قيادة «القاعدة».
وتابعت «واشنطن بوست» قائلة: إن قاعدة «جبهة النصرة» كانت أول الأهداف التي تم ضربها في الهجمات الجوية الأميركية التي بدأت على سورية في أيلول الماضي. ويقول النشطاء، إن التوترات التي سببها الهجوم ساهمت في نجاح دفعة الجماعة ضدّ «المعارضة المعتدلة». وقال رائد فارس، الناشط البارز في إدلب إن استهداف «النصرة» بالضربات الأميركية جعل الناس تشعر بالتضامن معها، لأنها تحارب النظام، بينما تساعد الضربات النظام. والآن يعتقد الناس أن أيّاً كان في «الجيش السوري الحرّ» ويحصل على دعم أميركي هو عميل للنظام. وقال المقاتلون الفارون إنهم خافوا من أن الهزيمة قد تعني نهاية «الجيش الحرّ»، الذي سعت الولايات المتحدة إلى الترويج له كبديل لنظام الأسد و«داعش».
«إندبندنت»: الإسلاميون يستخدمون أسلحة أميركية ضدّ قوات الأسد في سورية
قال الكاتب البريطاني روبرت فيسك في مقال نشره أمس في صحيفة «إندبندنت» البريطانية: إن القوات الخاصة السورية تتركز عبر قمة التلال شمال شرقي اللاذقية في واحدة من أخطر خطوط المواجهة في البلاد، ويواجهون هجمات صاروخية يومية من قوات المعارضة التي يدعمها الآن تنظيم «داعش».
وأشار فيسك إلى أن ضباط القوات الخاصة وجميعهم من سلاح المظلة يتحدثون عن تكتيكات جديدة وأسلحة مطورة تستخدم ضدهم منذ أن استولى «داعش» على مدينة الموصل العراقية، وبعض الأصوات التي يسمعونها عبر أجهزة اللاسلكي من أعدائهم تكون بلغة جورجية أو شيشانية. وتشير تقارير الاستخبارات إلى اتحاد فصائل مختلفة من المعارضة تسمي نفسها «فيلق الساحل» في إشارة واضحة إلى تمرّد متأثر بـ«داعش»، وبينهم أنصار التنظيم الإرهابي أنفسهم، وينوون ضرب المنطقة غرب البحر المتوسط على بعد ثمانية أميال فقط.
ويتحدث فيسك عن أن معركة كبرى تتشكل في تلك الجبال المغطاة بالصنوبر، ويقول إن الجنود أنفسهم يتحدثون عن الصواريخ عالية الحرارة التي تمّ إطلاقها عليهم بمعرفة تفصيلية، ويوافقون على أن مزيداً من الجماعات الإسلامية في الشمال والشرق منهم تنفذ هجمات يومية لاختبار دفاعاتهم، واللافت أن دوريات المراقبة تعود في الفجر للإبلاغ عن صوت طائرة مجهولة حلقت ليلاً في الأجواء السورية من تركيا من الشرق متجهة نحو عمق سورية.
وأشار فيسك إلى أن تلك الأسلحة التي يتمّ إطلاقها أميركية الصنع. وعرض في مقاله أنواع تلك الأسلحة و«الكود» الخاص بها وتواريخ إنتاجها، وقال إن «الأكواد» الخاصة بها ستجعل من السهل على الأميركيين تحديد هوية من اشتراها أو تلقاها، ثمّ تقرر ما تفعل.
ويتساءل الكاتب عن كيفية حصول الإسلاميين على الأسلحة الأميركية، هل من سوق السلاح الدولية؟ أو من «المعارضة المعتدلة» التي قدّمت لها أميركا السلاح؟ فباعته لاحقاً لمن يدفع أكثر.
«نيويورك تايمز»: «ضرب على العمياني» في سورية والعراق
قال الكاتب الأميركي توماس فريدمان، إن الحرب التي تخوضها الولايات المتحدة الأميركية الآن في العراق وسورية هي الأولى في «الشرق الأوسط الجديد» التي يتعذّر على أيّ صحافي أميركي، سواء كان مراسلاً أو مصوراً أن يغطي تطوراتها الميدانية بشكل مباشر. ولفت فريدمان، في مقاله الذي نشره في صحيفة «نيويورك تايمز» الأميركية، إلى استهداف تنظيم «داعش» الصحافيين، خصوصاً الغربيين بالخطف والذبح إذا ما تجرّأ هؤلاء على تغطية تطورات الحرب ميدانياً. ورصد فريدمان تحذيرات مكتب التحقيقات الفيدرالي الأميركي «FBI» من أن «داعش» أعلن أن المراسلين والإعلاميين هدف شرعي للهجمات الانتقامية ردّاً على غارات التحالف الذي تقوده أميركا. ورأى فريدمان أن غياب المراسلين عن مسرح الأحداث يعني غياب الإجابة عن أسئلة مهمة تتعلق مثلاً بوقع الحملة الجوية على الأرض، وعما إذا كانت تقرّب بين «الدواعش» والعراقيين السُنّة أو العكس، كما يتعذر بغيابهم معرفة طريقة إدارة تنظيم «داعش» أمور الناس في البقاع التي يسيطر عليها: كيف تدتر المدارس، وبمَ يحكم بين الناس، وكيف يستقبل الناس المحكومون هذه الإدارة؟ وما الذي يدفع الكثيرين إلى الانضمام إلى صفوف «الدواعش»؟ وغير ذلك.
ولم يقلل الكاتب من أهمية شأن مواقع التواصل الاجتماعي واستطلاعات الرأي كمصادر للمعرفة في هذا الصدد، لكنه قال: «إن الأعداد لا يمكن أن تنقل تعبيرات الوجه واختلاجات النفس أو الأسى الظاهر في نبرات الصوت على غرار ما تفعل التحقيقات الصحافية الميدانية والمقابلات».
وأردف فريدمان: «في الواقع، يُطلعنا تنظيم داعش على ما يريد إطلاعنا عليه عبر موقعي التواصل الاجتماعي تويتر وفايسبوك، ويحجب عنا ما لا يريد إطلاعنا عليه، ومن هنا لزم الحذر إزاء ما يتم الكشف عنه من أخبار عن هذه الحرب». واختتم مقاله قائلاً: «في غياب صحافة ميدانية مستقلة، نحن دائماً عُرضة للمفاجآت، إذا لم تذهب، لن تعرف».
«فايننشيال تايمز»: تميم يوقّع اتفاقية أمنية مع كاميرون خلال زيارته لندن
ذكرت صحيفة «فايننشيال تايمز» البريطانية أن المملكة المتحدة وقّعت اتفاقية أمنية مع قطر لتبادل المعلومات الاستخباراتية السرّية وتعميق العلاقات بين الأجهزة الأمنية في البلدين، في مواجهة التهديد المتزايد من قبل الجهاد والحرب الإلكترونية، على مستوى العالم.
وتقول الصحيفة، إن مذكرة التعاون الأمني واحدة من الإنجازات الرئيسة للمحادثات الدبلوماسية التي عقدها الأمير تميم بن حمد آل ثاني خلال زيارته إلى لندن الأسبوع الماضي، إذ التقى رئيس الوزراء ديفيد كاميرون. وبحسب مسؤولين مطّلعين على المذكرة، فإن الاتفاق يعزّز التعاون بين البلدين على صعيد الدفاع الرقمي والعمل الوثيق مع وكالات الاستخبارات البريطانية في مجال مكافحة الإرهاب وتقديم المشورة على مستوى تحسين الإجراءات الأمنية في الحكومة، فضلاً عن بيع المنتجات الأمنية البريطانية والخبرة لقطر.
وتقول «فايننشيال تايمز» إن صعود تنظيم «داعش» أضاف إلحاحاً لضرورة التعاون بين الغرب ودول الخليج في الأشهر الأخيرة، واحتفظت قطر، خصوصاً، بعلاقات وثيقة مع الجماعات الجهادية في سورية فضلاً عن موقعها في الشرق الأوسط، الذي جعلها حليفاً مهماً لعدد من المجتمعات الاستخباراتية الغربية، على رغم القلق العام بشأن علاقاتها الغامضة ببعض الجماعات الإسلامية.
وتشير الصحيفة إلى أن الحكومة البريطانية حذّرت الأسبوع الماضي الوفد القطري بشأن علاقات قطريين بالإخوان المسلمين، على رغم أن كلا الجانبين خفّضا من نغمة أيّ خلاف في شأن المسألة. وتضيف أنّ قطر واصلت لعب دور رئيسٍ في الجهود العسكرية ضدّ «داعش»، إذ تعمل قاعدة العُديد كمقر للقيادة المركزية الأميركية تنطلق منها العمليات ضدّ «داعش»، كما تعمل كمقر لحملات بريطانيا ضد التنظيم الإرهابي.
وقال مسؤول من الحكومة البريطانية نحن سعداء بالعمل في شراكة مع الحكومة القطرية، وأضاف أن الاتفاقية الأمنية ستعمل على توسيع وتعميق العلاقات الأمنية الهامة بين البلدين. وبحسب الصحيفة البريطانية، فإن قطر ستتحمل تكاليف الترتيبات الأمنية الجديدة. وتقول إن تبادل خبرات الدفاع الإلكتروني أصبحت ورقة مساومة قيمة بالنسبة إلى القوى الغربية، مثل الولايات المتحدة وبريطانيا، الذين يأملون في توسيع عمليات جمع المعلومات الاستخباراتية الإلكترونية. وتشير إلى أن قطر، مثل غيرها من دول المنطقة، تواجه مشكلات في تطوير قدرات الدفاع الإلكتروني لديها منذ الهجوم الرقمي الخانق الذي تعرضت له شركة «آرامكو» السعودية للنفط، المملوكة من الحكومة. لذا فإنها تضخّ موارد هائلة لتعزيز دفاعاتها الإلكترونية.
«واشنطن تايمز»: السلطات الأميركية تفرض حظر طيران لمنع الصحافيين من تغطية أحداث فيرغسون
قالت صحيفة «واشنطن تايمز» الأميركية إنه بينما وافقت الحكومة الأميركية على طلب شرطة ميسوري فرض حظر طيران على نحو 37 ميلاً مربعاً من الأجواء المحيطة بمنطقة فيرغسون، لمدة 12 يوماً في آب الماضي لأغراض السلامة، فإن التسجيلات الصوتية التي أقرت بها السلطات المحلية سراً، تظهر أن الغرض كان إبعاد مروحيات وسائل الإعلام خلال الاحتجاجات وأعمال العنف التي اندلعت في أعقاب مقتل شاب أسود برصاص الشرطة. وتضيف أنه في صباح 12 آب، بعد قرار إدارة الطيران الاتحادية فرض أولى القيود على الطيران، حاول مديرو الهيئة استثناء الرحلات التجارية التي تعمل قرب المنطقة، لذا سُمح لرحلات مطار لويس الدولي ومروحيات الشرطة بالتحليق عبر المنطقة، فيما حُظرت أي مروحيات أخرى. وبحسب سلسلة من التسجيلات الصوتية لمحادثات أجريت عبر الهاتف، حصلت عليها وكالة «آسوشيتد برس» الأميركية، فإن أحد مديري إدارة الطيران الاتحادي قال: «أخيراً أقروا أنها كانت بغرض إبقاء وسائل الإعلام بعيداً»، متحدثاً عن شرطة مقاطعة سانت لويس. وفي محادثة أخرى، قال مدير من الهيئة في مركز كانساس، «إن الشرطة لا تمانع تشغيل حركة الرحلات التجارية خلال الحظر، إنهم لا يريدون فقط وسائل الإعلام أن تصل هناك».
وتقول الصحيفة إن المحادثات تتناقض مع مزاعم شرطة سانت لويس بأن القيود التي فُرضت على حركة الطيران كانت لأغراض السلامة، وأنها لم تستهدف منع وسائل الإعلام من تغطية الاحتجاجات العنيفة التي اندلعت بعد مقتل الشاب مايكل براون برصاص ضابط شرطة. وزعمت الشرطة مجدداً أنها قامت بفرض حظر الطيران بعد أن استُهدفت مروحية تابعة للشرطة بطلقات نارية خلال الاحتجاجات. وهو الادعاء الذي وصفه مسؤول إدارة الطيران الفيدرالية بأنه إشاعات غير مؤكدة.
وحصلت «آسوشيتد برس» على التسجيلات بموجب قانون حرية المعلومات، لكن التسجيلات تثير أسلئة جدّية بشأن ما إذا كانت الشرطة تحاول إخفاء الصور التي يمكن التقاطها لمشهد الاحتجاجات وطريقة ردّ الشرطة عليها، منتهكة الحقوق الدستورية للصحافيين بمساعدة من قبل المسؤولين الفيدراليين.