لافروف: واشنطن تحاول إقامة كيان غير شرعي شرق الفرات
كشف وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف بأن الولايات المتحدة تحاول إقامة «دويلة» شرق الفرات بمساعدة حلفائها في سورية.
وقال لافروف في تصريح لـ «RT فرانس» و»باري ماتش» و»لو فيغارو»: «لا أعتقد بأن إدلب هي آخر منطقة ذات مشاكل على أراضي سورية. فهناك أراض شاسعة شرق الفرات، تجري فيها أمور غير مقبولة تماماً».
وتابع أن «الولايات المتحدة، ومن خلال حلفائها السوريين، وقبل كل شيء الأكراد، تحاول استخدام هذه الأراضي لإقامة دويلة فيها»، مضيفاً أن هذا أمر غير شرعي.
وأوضح أن الأميركيين ينشئون هناك أجهزة سلطة موازية، بديلاً لأجهزة السلطة السورية الشرعية، وتعمل على عودة وإسكان اللاجئين هناك.
وكان رئيس النظام التركي، رجب طيب أردوغان، أعلن عن عزم قواته على تطهير شرق الفرات من «الإرهابيين»، على غرار ما أنجز في عمليتي «درع الفرات» و»غصن الزيتون»، بحسب تعبيره.
وقال أردوغان خلال حضوره مراسم تخرج دفعة من العسكريين في ولاية إسبارطة جنوب غرب البلاد، أمس: «قريباً إن شاء الله سنقضي على أوكار الإرهاب شرق الفرات»، مشيراً إلى إحراز الجيش التركي «الانتصارات المتتالية وتوجيهه الضربات القاسية للإرهاب».
وتسيطر وحدات حماية الشعب المدعومة من الولايات المتحدة على المنطقة الواقعة شرق الفرات، والتي تتمركز فيها أيضاً قوات أميركية ومواقع عسكرية أميركية.
إلى ذلك، وأشار مندوب روسيا الدائم لدى منظمة حظر الأسلحة الكيميائية ألكسندر شولغين في حديث له إلى محاولة الجانب البريطاني توجيه فريق التحقيق في حادث خان شيخون في إدلب السورية نحو استنتاجات مغلوطة، مؤكداً أن الضحايا المفترضين للحادث لم تظهر عليهم أعراض الإصابة بغاز السارين.
وأكد أن الجانب الروسي أثبت بطلان ادعاء الخوذ البيض حول الهجوم الكيميائي المزعوم في دوما بريف دمشق، مشيراً إلى أن الدول الغربية قصفت سورية قبل التأكد من حقيقة ما حدث في المدينة.
وفي سياق آخر، طالبت روسيا الدول الغربية بإخراج عناصر «الخوذ البيض» من إدلب وعموم سورية، لأنهم يمثلون مصدر تهديد لسورية.
وحسب مصادر، فإن مندوب روسيا قال في اجتماع مغلق لمجلس الأمن الدولي دعت إليه موسكو: «وجود «الخوذ البيض» هو مصدر تهديد، ونطالب الدول الغربية بسحبهم من سورية».
وأضاف: «الإرهابيون يجب أن يغادروا، وإبقاؤهم في المجتمع فكرة لست جيدة».
ونقل دبلوماسي آخر عن ممثل روسيا قوله: «أخرجوهم من المناطق التي يتمركزون فيها، وخاصة من إدلب».
ولا تعتبر روسيا أن عناصر «الخوذ البيض» في مناطق المعارضة يعملون بصفة مسعفين، وقد وجّهت إليهم مراراً في السابق اتهامات بالارتباط بجماعات إرهابية.
واستناداً إلى مصادر دبلوماسية عدة، فقد ردّت الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا برفض المطالبة الروسية.
وقال الممثل الأميركي حسب المصادر نفسها: «هذه الاتهامات فاضحة وخاطئة. «الخوذ البيض» جزء من منظمات إنسانية، وروسيا تواصل نشر معلومات خاطئة» عنهم.
من جهته وصف ممثل بريطانيا الاتهامات الروسية لـ»الخوذ البيضاء» بأنها «تلميحات سخيفة»، في حين اعتبرها ممثل فرنسا «تضليلاً».
وحسب المصادر نفسها، عبّر أعضاء آخرون في مجلس الأمن كذلك عن وجهة نظر مغايرة للموقف الروسي، مشدّدين على ضرورة «حماية العاملين في المجال الإنساني» في سورية.
ميدانياً، تابعت وحدات من الجيش السوري بالتعاون مع القوات الرديفة تعزيز انتشارها في عمق الجروف الصخرية على تخوم تلول الصفا في عمق بادية السويداء الشرقية وأوقعت قتلى ومصابين بين إرهابيي داعش المتحصنين فيها.
وذكر مصدر حربي في السويداء أن وحدات الجيش واصلت عملياتها على محاور تحرّك وتمركز إرهابيي التنظيم التكفيري في الجروف الصخرية ذات التضاريس البازلتية شديدة الوعورة والمليئة بالتشققات والمغاور والكهوف التي يتخذونها كمخابئ وتحصينات طبيعية للتواري والقنص عبر رمايات مدفعية وجوية مركزة أسفرت عن تدمير نقاط تحصين وأوكار وأسلحة وذخائر لهم مع القضاء على أعداد منهم.
ولفت المصدر إلى أن وحدات الجيش واصلت تشديد الطوق على الإرهابيين واشتبكت مع أعداد منهم حاولوا التسلل باتجاه إحدى نقاطها بعمق الجروف في محاولة يائسة لكسر الطوق عنهم وأوقعت بينهم قتلى ومصابين.
وبيّن المصدر أن العمليات المتواصلة لوحدات الجيش والقوات الرديفة في المنطقة أسهمت بتضييق الخناق على إرهابيي تنظيم داعش المدرج على لائحة الإرهاب الدولية بعد تدمير خطوط دفاعهم وقطع طرق ومصادر إمدادهم وإفشال محاولات تسلّلهم وفرارهم خارج المنطقة.
وكانت وحدات من الجيش السوري بالتعاون مع القوات الرديفة واصلت تقدّمها في عمق الجروف الصخرية ووسّعت من نطاق سيطرتها على اتجاه قبر الشيخ حسين على المحور الغربي لمنطقة تلول الصفا آخر معاقل إرهابيي تنظيم داعش وكبدتهم خسائر فادحة في العتاد والأفراد.