نواب بعلبك وفاعلياتها يناقشون حاجات المدينة في حضور وزيري الصناعة والزراعة
نظمت بلدية بعلبك، «اللقاء التنموي الخاص»، في حضور وزيري الزراعة والصناعة في حكومة تصريف الأعمال غازي زعيتر وحسين الحاج حسن، النواب: علي المقداد، إبراهيم الموسوي والوليد سكرية، مسؤول مكتب الشؤون البلدية في حركة «أمل» في البقاع عباس مرتضى، مسؤول العمل البلدي في «حزب الله» في البقاع حسين النمر، أعضاء المجلس البلدي، رئيس رابطة مخاتير بعلبك علي عثمان ومخاتير المدينة، وفاعليات اجتماعية واقتصادية وأصحاب اختصاص.
استهل اللقاء بكلمة لرئيس بلدية بعلبك العميد حسين اللقيس، قال فيها: «أردنا هذا اللقاء لنناقش معا الأفكار والرؤى والتصورات التي تساهم في دفع مسيرة الإنماء والتنمية والخدمات في مدينتنا بعلبك، مرتكزين على خطة استراتيجية وضعناها معا بعد جهود شارك فيها أهل الخبرة والاختصاص، والتي أطلقت عام 2016، وقد تمكنا من تحقيق جزء لا بأس به منها».
أضاف: «وفيما نحن نخطط استراتيجياً لمدينة بعلبك على المدى الطويل، فإننا نعمل لمعالجة المشاكل اليومية والمتطلبات الآنية الملحة لأهلنا، ففي موضوع المياه هناك شح للكثير من الآبار، ونقص في المصادر، وسوء في التوزيع، ومياه الري فقدتها البساتين نتيجة شح نبع ونهر رأس العين. لذا قامت البلدية بحفر بئر بالتعاون مع إدارة الريجي، قدرته الانتاجية ما بين 5 و6 إنشاءات، سيبدأ تجهيزه يوم الأربعاء المقبل لتسليمه إلى مؤسسة مياه البقاع التي بدورها ستؤمن له ما يلزم لوضعه في خدمة المشتركين الذين ينبغي التزامهم بدفع اشتراكاتهم. وسيبدأ حفر بئر ثانية من قبل المتعهد من أموال التشغيل، إضافة إلى حفر بئر ثالث بعد حوالي 3 أو 4 أشهر ممول من الهبة الكويتية، وثمة سعي لحفر آبار أخرى عبر مجلس الإنماء و الإعمار خارج حوض البياضة».
وطالب اللقيس مؤسسة كهرباء لبنان «بإنصافنا بزيادة ساعات التغذية بالتيار الكهربائي، لأن قطع الكهرباء في محافظة بعلبك الهرمل يبلغ 338 ساعة شهريا، مقابل 200 ساعة قطع في باقي المناطق، وقد طلبت مؤسسة الكهرباء منا بناء غرف في المدينة لترانسات الكهرباء، ونفذناها تباعا، إلا أنها حتى الآن لم يتم تجهيزها».
وأشار إلى أن «مخططاً توجيهياً جديداً للمدينة يتم إعداده، وبعلبك مدينة سياحية عالمية علينا الاستفادة من معالمها ومواقعها الأثرية والسياحية، ولكي تكون عالمية المفروض أن تواكب بمواصلات وخدمات لائقة، وإنشاء مكتب سياحة ودعاية للتسويق لهذه المدينة العظيمة».
ثم تحدث الوزير الحاج حسن فقال: «مدينة بعلبك هي عاصمة المحافظة الإدارية والاقتصادية، وهي مدينة ناريخية، ولكنها بواقعها الحالي بعيدة عن الطموح الذي نريده لها، لذلك نحتاج إلى رؤية استراتيجية تكون محصلة نقاش سواء في اللقاءات السابقة، أم في هذا اللقاء الذي سيستكمل بلقاء موسع مع حوالي 200 شخصية من أبناء المدينة وفاعلياتها وقواها السياسية، لنضع معاً رؤية استراتيجية لبعلبك كيف ينبغي أن تكون بعد 20 أو 30 سنة، وكيف يمكن أن نصل إلى هذه المدينة كما نراها وكما نحب رؤيتها، لنعمل على تحقيقها».
أضاف: «محطة التحويل الرئيسية للكهرباء في بعلبك أصبحت منجزة، كما تم إنجاز الجزء الأكبر من خطوط النقل المتوسط، وعلى مستوى البنى التحتية الجزء الأكبر أصبح منجزا، ونعمل على استكمال ما تبقى، ونعقد كل شهرين اجتماعاً مع مؤسسة الكهرباء ومع KVA للمتابعة».
وقال: «لتصبح بعلبك مدينة سياحية ينبغي تغيير المشهدية في محيط القلعة، ولكن ذلك لا يتم بالظلم والقهر والقمع، بل بالمحفزات، ويجب تشجيع بناء الفنادق واستكمال البنية السياحية، وإنشاء مسار سياحي لمنطقة بعلبك الهرمل».
وأشار إلى أن «معظم دوائر محافظة بعلبك الهرمل قد استكملت، وما تبقى منها تعيين رئيس دائرة نفوس في بعلبك، ومصلحة تسجيل السيارات، والمديرية الإقليمية للأشغال، أما المعاينة الميكانيكية فقد قدمت البلدية الأرض، ولكن حصل نزاع بين الشركات على دفتر الشروط، وألغيت المناقصة، وبانتظار تشكيل الحكومة لاتخاذ القرار بإعادة المناقصة ليتم تلزيم 15 مركز معاينة ميكانيكية في لبنان».
وأكد أن «النفق الذي يربط الجبل بالبقاع يشكل أحد الخيارات الكبرى لتسهيل المواصلات، وسيتم التقدم باقتراح قانون بشأنه، ويمكن تنفيذ هذا النفق على طريقة BOT وقد نتقدم باقتراح لإنشاء نفقين لهذه الغاية».
زعيتر
بدوره قال الوزير زعيتر: «نؤكد باستمرار في المجلس النيابي والحكومة على تحقيق الإنماء المتوازن عملا بمقدمة الدستور اللبناني، وبرأيي عندما تكون بعلبك بخير اقتصاديا وإنمائيا، فإن البلدات والقرى الأخرى في المنطقة تكون بخير، وهذا لسان حالنا مع زملائنا ومع القوى السياسية التي ننتمي إليها».
وأضاف: «هذا اللقاء هو الحجر الأساس لإنماء كل محافظة بعلبك الهرمل، وعلينا التعاون جميعا، وزراء ونواب وبلديات واتحادات بلدية ومخاتير وعمل بلدي وقوى سياسية، على أمل أن يتم قريبا تشكيل الحكومة لنتابع مع الوزارات المعنية كل القضايا والملفات والمطالب، وبناء على توجيهات دولة الرئيس الأستاذ نبيه بري تقرر تقديم اقتراح لإنشاء مجلس إنماء بعلبك الهرمل ومجلس إنماء عكار».
المقداد
وقال النائب المقداد: «كلفت من قبل تكتل نواب بعلبك الهرمل بمتابعة مواضيع المياه والكهرباء والصحة، ولا بد من الإشارة إلى أن بعلبك والمنطقة تعيش أزمة مياه حقيقية، وأغلب الآبار على وشك الجفاف، ونعاني من إدارة سيئة للمياه، وأستغرب كيف يمكن أن تصل إلى قسم من الحي مياه صافية ولقسم آخر مياه ملوثة أو موحلة؟، وكيف تصل المياه لقسم من الحي ويحرم قسم آخر من نعمة المياه في الحي نفسه؟. المسؤولية مشتركة تتحملها المؤسسة والإدارة والموظف والمواطن، وإننا نحمل الدولة مسؤولية إعطاء ما يقارب ال 200 استثناء لحفر آبار مياه بغير وجه حق خلال الأشهر القليلة الماضية».
الموسوي
من جهته، كشف النائب الموسوي عن «حماس الرئيس العماد ميشال عون لفكرة إحياء مشروع السكك الحديدية بين بيروت والبقاع، وصولا إلى سوريا، لمساهمته في حل موضوع المواصلات والنقل، وهناك العديد من المسائل يتم متابعتها مع نائب رئيس مجلس النواب الأستاذ إيلي الفرزلي ونواب بعلبك الهرمل والبقاع. أما طريق الرينغ في بعلبك فسوف يؤدي إلى نقلة نوعية للمدينة كلها».
سكرية
وشدد النائب سكرية على أهمية «أن نفكر استراتيجيا على المدى البعيد، وألا تكون مشاريعنا آنية ومؤقتة، فأمام التصحر والتوسع السكاني قد يمتد العمران من مدينة بعلبك إلى بريتال ومقنة لتصبح مدينة واحدة، في ظل أزمة شح المياه، لذا الحل بالاستفادة من مياه نهر العاصي، وإذا بدأنا بهذا المشروع اليوم سيستغرق سنوات طويلة، لذا علينا التقدم باقتراح قانون بهذا الشأن لنبدأ بملاحقته. والتفكير الاستراتيجي لا يعني ترقيع حفر طريق، بل يعني أن نفكر لبعلبك الجديدة كيف ستكون بعد عشرات السنوات وكيف سنؤمن لها النمو السياحي، فبعلبك بوضعها الحالي قرية عشوائية، إنني أحلم لها ببرنامج مثل سوليدير يمتد من محيط القلعة إلى رأس العين، وإعادة بنائها تراثيا لتكون جاذبة للسياح».
النمر
ورأى النمر «إننا بحاجة إلى تأمين إمكانيات لتنفيذ المشاريع التي ستلحظها الخطة الاستراتيجية وترجمتها عمليا، وعندما نرسم المشاريع يجب أن نلتفت إلى المواءمة ما بين التفكير الاستراتيجي والواقع لكي ننجح، ولكي لا تبقى خططنا مجرد أحلام ورؤى».
مرتضى
وأكد مرتضى أنّ «ثمة تنسيقا مشتركا بين مكتب الشؤون البلدية لحركة أمل والعمل البلدي لحزب الله، مع الوزراء والنواب والبلديات والاتحادات البلدية والمخاتير، للعمل معا في سبيل تحقيق التنمية والإنماء في بعلبك الهرمل على المستويات كافة».
الرفاعي
وتحدث المهندس ماهر الرفاعي المكلف بإعداد المخطط التوجيهي لمدينة بعلبك، فقال: «نحن بصدد دراسة تفصيلية لإعداد المخطط التوجيهي، آخذين بعين الاعتبار تأمين امتدادات عمرانيه واسعة النطاق بكثافات مقبوله بعيدا عن الوسط القديم للمدينة وعن المواقع الأثرية، الحفاظ على منطقة الارث الثقافي وحماية المواقع الأثرية ومحيطها لما تشكل من ثروة أساسية لاقتصاد المدينة، توسيع نطاق المنطقة السياحية مقابل المعالم الأثرية، الحفاظ قدر الإمكان على المناطق الزراعيه لما تشكل من أهمية بيئية للمدينة، توسيع المنطقة الصناعية بهدف امتصاص الضغط الحاصل وسط المدينة، الحفاظ على مواقع الأملاك العامة خاصة عند التلال الشرقية».
ولفت إلى أن «المخطط على شكل خطة شاملة تنظيمية مستقبلية ترفع شأن المدينة على جميع الصعد، وتفعل دورها، وتنمي قدراتها، وتحد من عشوائية انتشار عمرانها».