عودة طوعية لـ 776 نازحاً سورياً إلى ديارهم بإشراف الأمن العام
دفعة جديدة من النازحين السوريين غادرت لبنان أمس إلى سورية، بإشراف الأمن العام اللبناني ومؤازرة الجيش وحضور ممثلين عن المفوضية العليا لشؤون اللاجئين.
وأعلنت المديرية العامة للأمن العام في بيان، أنه في إطار متابعة موضوع النازحين السوريين الراغبين بالعودة الطوعية إلى بلداتهم، قامت المديرية العامة للأمن العام اعتباراً من صباح أمس وبالتنسيق مع المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين UNHCR وحضور مندوبيها، بتأمين العودة الطوعية لـ 776 نازحاً سورياً من مناطق مختلفة في لبنان إلى الأراضي السورية عبر مركزي المصنع والعبودية الحدوديين ومن عرسال نحو معبر الزمراني على الحدود السورية.
وقد انطلق النازحون بواسطة حافلات أمّنتها السلطات السورية لهذه الغاية من نقاط التجمّع المحدّدة في النبطية، شبعا، المصنع، برج حمود، العبودية، طرابلس وعرسال بمواكبة دوريات من المديرية العامة للأمن العام حتى الحدود اللبنانية – السورية.
فقد انطلقت حافلتان تقلان 22 نازحاً، من محلة نادي شبعا في خراج بلدة شبعا في قضاء حاصبيا، بمواكبة أمنية من الجيش والقوى الأمنية والأمن العام اللبناني الذي أشرف على تنظيم عملية العودة باتجاه المصنع عبر راشيا الوادي، وهذه هي الدفعة السابعة من هذه المنطقة منذ بدء عملية العودة.
وقد توافد منذ الصباح الباكر عدد قليل من النازحين الى محلة نادي شبعا، المكان المعدّ للتجمّع من قبل الأمن العام، للانطلاق الى بيت جن وريف دمشق عبر المصنع. وقد حمل النازحون أمتعتهم الخاصة والفرش والأواني المنزلية وسط إجراءات أمنية من الجيش والدرك في محيط مكان التجمع، في وقت انهمك ضباط وعناصر الامن العام بالعمل على ترتيب وتسهيل أمور النازحين المغادرين.
وقد حضر فريق من طبابة قضاء حاصبيا عمل على إعطاء اللقاح ضدّ الشلل للأطفال والأولاد تحت سن 18، في وقت حضر فريق من المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين وفريق من لجنة الإنقاذ الدولية لمراقبة عملية الترحيل.
وقد أعرب معظم المغادرين عن شعور بالسعادة بعودتهم إلى الديار السورية، مشيرين إلى أنّ عودتهم طوعية وبارادتهم ولا وطن من دون شعب، وشاكرين اللبنانيين على استضافتهم خلال مدة النزوح القسرية.
ومن النبطية، عادت دفعة جديدة من النازحين السوريين بحافلتين من النبطية مرجعيون – المصنع، وهي الدفعة الخامسة من منطقة النبطية، قوامها 45 شخصاً، سالكة طريق مرجعيون – راشيا الوادي المصنع، في ظلّ مواكبة من الجيش والقوى الأمنية والأمن العام اللبناني الذي أشرف على تنظيم عملية العودة بالتنسيق مع الدولة السورية.
وقد تجمع هؤلاء منذ الساعة السادسة صباحا في باحة مركز جابر في مدينة النبطية لإتمام الاجراءات القانونية التي يقوم بها ضبّاط وعناصر من الأمن العام في النبطية، وسط إجراءات أمنية حول المكان لوحدات من الجيش اللبناني.
وقام ضباط وعناصر الأمن العام بالتدقيق بالأسماء المغادرة، كما حضر فريق من طبابة قضاء النبطية لإعطاء لقاح للأطفال ضدّ الشلل، كما حضر أيضا فريق من المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين لمراقبة عملية الترحيل وفريق من عناصر الصليب الاحمر للحالات الطارئة.
وأوضح مسؤول رابطة العمال السوريين في الجنوب محمد كراف لـ «البناء»، أنّ «الرابطة تتعاون مع السفارة السورية في لبنان، وبالتالي التنسيق مع الأمن العام اللبناني، من أجل عودة كريمة لهؤلاء النازحين الراغبين بالعودة الطوعية الى سورية»، شاكراً «الجهود الجبارة التي يقوم بها الجيش اللبناني والأمن العام لتسهيل هذه الحملات وعودتهم الآمنة الى ديارهم»، مناشداً السوريين العودة الطوعية إلى الديار من أجل بيوتهم والتحاق أولادهم بالمدارس، ولا سيما أنّ 95 من الأراضي السورية اصبحت آمنة.
وفي عرسال، غادرت دفعة من النازحين من منطقة وادي حميد قرب حاجز الجيش باتجاه معبر الزمراني نحو قرى قارا، الجراجير، يبرود، فليطا، المعرة ورأس المعرة. وتحركت السيارات الرباعية الدفع والآليات والشاحنات والجرارات الزراعية اعتبارا من السادسة والنصف صباحاً. وأشرف الامن العام اللبناني على عودة ثلاثمئة وخمسين نازحاً من الراغبين بالعودة من اصل أربعمئة مسجلين وفق قوائم العودة، بمؤازرة الجيش اللبناني وبمواكبة من الصليب الأحمر اللبناني، فيما تجمع النازحون أمام نقطة الأمن العام عند معبر المصنع الحدودي من أجل مغادرة الأراضي اللبنانية إلى ريف دمشق.
ومن معرض رشيد كرامي في طرابلس، انطلقت دفعة جديدة من السوريين، وكان لافتاً الحضور الكثيف للعائلات التي مضى على وجودها في لبنان زهاء 7 سنوات، فاستقلوا باصات حكومية تابعة لوزارة النقل والمواصلات السورية، أرسلتها الحكومة السورية، خصيصاً لنقلهم الى بلدات حمص عن طريق معبر العبودية.
وشدّد عناصر الأمن العام الإجراءات الأمنية حول نقطة الانطلاق من طرابلس، ومنعوا أياً كان من الاقتراب من النازحين.
وقال رئيس شعبة المعلومات في الأمن العام في الشمال العقيد خطّار نصر الدين إنّ «عدد النازحين المسجلين لدى دوائر الأمن العام تمهيداً للعودة إلى سورية يزداد بشكل ملحوظ وهذا يعود بالخير على الجميع لبنانيين وسوريين».
وأضاف «التسهيلات التي تقدّمها عناصرنا للنازحين تشجعهم لاتخاذ هذه الخطوة وتذلل العوائق أمامهم»، مشيراً الى أنّ «الدفعة الخامسة للعائدين اختلفت عن غيرها لجهة الجموع الكبيرة العائدة مع حاجياتهم الخاصة التي استقدموها بواسطة الشاحنات الصغيرة. ومن العوامل الأساسية التي شجعت النازحين على العودة قضية العفو العام الذي صدر عن القيادة السورية والتي دفعت بأعداد كبيرة من الشبّان للعودة مع عائلاتهم».