نصرالله: تقدّم مهمّ في تشكيل الحكومة وعلى الجميع التعاون والتواضع لإنهاء الأمور العالقة
أكد الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله أنّ هناك تقدماً مهماً حصل على مستوى تشكيل الحكومة، لكنه نصح بعدم وضع مهل زمنية، لافتاً إلى أنّ هناك أموراً ما زالت عالقة، واعتبر أنه لا يجوز أن يكون تشكيل الحكومة معركة «تكسير رأس» وتصفية حسابات وفرض أحجام على حساب البلد، طالباً من الجميع التعاون والتواضع.
كلام السيد نصرالله جاء خلال الحفل السنوي العام لـ «المؤسسة الإسلامية للتربية والتعليم – مدارس المهدي» في عيدها الفضي، في «مجمع سيد الشهداء» – الرويس، وأكد في مستهله أنّ «الصراع السياسي في البلد يجب ألا يؤدّي إلى انقسامات حادة على المستوى الاجتماعي». وقال «الأولوية يجب أن تكون للتربية ثم للتعليم. إنّ العلم لوحده هو سلاح ذو حدين، فيمكن أن يأخذ عنوان الخير وعنوان الشر حسب نية الاستخدام. العلم اليوم قد يستخدم في خدمة الإنسانية أو القضاء عليها، أميركا وإسرائيل تستخدمان العلم والتطور التكنولوجي لذلّ الشعوب».
أضاف: «إنّ صورة التوحش والتقطيع التي ظهرت خلال السنوات الماضية لا تشبه الإسلام، وهذا الأمر لا دخل له بالإسلام وحتى لو كان المجرم يقول إنّ محمد هو رسول الله، إنما المسؤول هو دفع المليارات من أجل إرضاء أميركا وإسرائيل».
يمكن للفلسطينيين كسر الحصار
وفي الشأن الفلسطيني، قال السيد نصر الله: «الموقف الحاسم الذي أعلنته الفصائل الفلسطينية في غزة هو عدم التراجع والاستعداد للمواجهة والتحدي، الفلسطينيون في غزة ليس لديهم أي خيار آخر سوى الوقوف والصمود، وإسرائيل تضعهم أمام خيارين: إما القتال وإما الموت جوعاً والفلسطينيون يرفضون الموت جوعاً، ويمكنهم كسر الحصار عليهم وفرض شروطهم. وما سيجري في الأيام المقبلة مهم جداً بالنسبة إلى قطاع غزة والمنطقة».
لموقف سعودي جريء
وعن اختفاء الإعلامي السعودي جمال خاشقجي، قال «بات شبه محسوم أنه خُطف وعُذّب وقتل وقُطّع بالمنشار في القنصلية السعودية في اسطنبول ، ومنذ بداية هذا الحدث ورغم الصراع في المنطقة الذي يقوده المحور الأميركي السعودي، ورغم ألمنا الكبير جداً، حاولنا أن نبقى في موقع المراقب رغم أنها حادثة يمكن الاستفادة منها»، موضحاً أنّ هذا الحدث يكبر وإدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب محشورة جداً والحكام السعوديون في وضع لا يحسدون عليه، وهناك مناخ باتجاه عقوبات ومقاطعة دبلوماسية. والأهم هو تداعيات هذا الملف، والكلام عن عناصر مارقة لا يمكن أن يمرّ».
وتوجه إلى حكام السعودية بالقول: «اليوم هو الوقت المناسب لاتخاذ موقف جريء وشجاع لوقف الحرب على اليمن، ووقف إطلاق النار على كلّ الجبهات والإذن لليمنيين بالذهاب إلى الحلّ السياسي والمصالحة الوطنية»، لافتاً إلى أنّ «الغطاء الدولي والعالمي لحربهم على اليمن بدأ ينهار خصوصاَ بعد هذه الحادثة، وصورة المملكة في العالم في وضع لم يسبق له مثيل من السوء منذ مئة سنة».
إيران لا تتدخل في الشأن الحكومي
وتطرق السيد نصرالله الى الشأن الحكومي، فقال: «بالنسبة إلى الحكومة هناك شقان: شق له علاقة بالشكل وآخر له علاقة بالمضمون. بالشكل الذي يتم التكلم عنه، هناك مغالطات عن تشكيل الحكومة والاندفاع الإيجابي، على سبيل المثال الربط بين لبنان والعراق وأنّ هناك تفاهماً أميركياً إيرانياً».
وأضاف: «ما حصل في العراق لم يكن تفاهماً أميركياً إيرانياً، بل هو إرادة العراقيين الوطنيين الحقيقيين وفشل للسياسية الأميركية. ثانياً، إيران لا تتدخل في الشأن الحكومي اللبناني لا من قريب ولا من بعيد. وما قيل أيضاً، إنّ الوصاية الإيرانية أذنت بتشكيل الحكومة بدليل أنني جلست مع رئيس التيّار الوطني الحرّ وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل وبلغت بضرورة تشكيل الحكومة وتقديم تنازلات، قبل بدء العقوبات الأميركية على إيران. هذا اللقاء لم يحصل ولا هذا الكلام ولا ونحن من نملي على التيّار ولا على رئيس الحكومة المكلّف سعد الحريري ولا على القوى السياسية، تشكيل الحكومة شأن لبناني».
وتابع: «نحن لا نتدخل في تشكيل وتوزيع الحقائب والحصص، هذا النقاش بشكل أساسي بين رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة المكلف، ونحن نعبّر عن رأينا ولكنّ الملف ليس لدينا».
وقال: «في ما خص المضمون، إذا افترضنا أنّ هناك إذناً خارجياً بتشكيل الحكومة، فلا معلومات لدي لأنّ هناك معلومات متناقضة. طبعاً بالنسبة لفريقنا لا أحد يقول لنا لا تشكلوا الحكومة، من يقول لا للتشكيل إما الأميركي أو السعودي والمعلومات متناقضة. لذلك لا أستطيع أن أجزم بأنّ المانع من تشكيل الحكومة خارجي أو ليس خارجياً، ولكنّ الواضح هو التعقيد الداخلي. وعن الكلام عن الأحجام والحقوق، أكيد أنّ هناك مشكلة داخلية وكثير مما جرى والكلام الذي قيل قابل للتعليق، ولكن نحن تجنبنا الكلام».
ولفت إلى أنّ «من الواضح أنّ هناك تفاؤلاً كبيراً وإيجابيات مهمة وتقدماً مهماً حصل على مستوى تشكيل الحكومة، ولكن لا ننصح أحداً بأن يضع مهلاً زمنية، وهناك أمور ما زالت عالقة»، معلناً أننا «لن ننجر إلى سجالات لأنني لا أريد أن أحرج أحداً، ونريد أن نأكل العنب لا أن نقتل الناطور، ولا يجوز أن يكون تشكيل الحكومة معركة «تكسير رأس» وتصفية حسابات وفرض أحجام على حساب البلد. نعم اليوم الأمور ذهبت إلى جدية عالية وجميعنا يواكب، المطلوب من الجميع أن يتعاون ويتواضع».