يازجي عاد من صربيا والتقى زاسيبكين

نادى بطريرك انطاكية وسائر المشرق للروم الأرثوذكس يوحنا العاشر يازجي بـ «ضرورة العمل على إحلال السلام في منطقة الشرق الأوسط»، شاجباً «ما يحصل في الشرق من أعمال عنفية إرهابية». وحيا «الشعب الصربي الصامد والمتجذّر بإيمانه، رغم كل معاناته التي توازي معاناة أبناء الكنيسة الأنطاكية الأرثوذكسية».

وكان يازجي اختتم زيارته الرسمية إلى صربيا بعد زيارة دامت 9 أيام، جال فيها على كنائس وأديرة الكنيسة الصربية الأرثوذكسية في بلغراد – مونتينيغرو – كوسوفو ومقاطعة نيش التاريخية، وشدّد على «عمق العلاقة التاريخية التي تربط بين الكنيستين الأنطاكية والصربية»، مؤكداً أن زيارته لصربيا هي «زيارة سلام ومحبة في ظل التحديات التي تواجه العالم الأرثوذكسي اليوم».

وناشد يازجي من القصر الرئاسي الصربي كل مَن هم في موقع القرار بـ «العمل على إطلاق سراح مطراني حلب بولس يازجي ويوحنا ابراهيم، بالإضافة إلى العمل على إنهاء طبول الحرب واستبدالها بعزف أناشيد السلام»، موضحاً أن «نور المسيح لن ينطفئ من الشرق».

وكانت المحطة الختامية في المقر البطريركي للكنيسة الصربية الأرثوذكسية، حيث أقيمت الجلسة الحوارية الأخيرة بين البطريركين يوحنا وإيريناوس.

وتباحث البطريركان في الجلسة الأخيرة في العديد من الشؤون الكنسية التي تخص كنيسة أنطاكية وصربيا، بحيث انتهت خيوط الجلسة بالتوقيع على بيان ختامي مشترك صدر عن الطرفين تضمّن العديد من النقاط الكنسية.

وبعد المباحثات الأخيرة، غادر البطريرك يازجي مطار بلغراد الدولي، ولدى وصوله إلى مطار بيروت الدولي، كان في استقبال يازجي بصالون الشرف وزير الدولة لشؤون مكافحة الفساد في حكومة تصريف الأعمال نقولا تويني ممثلاً رئيس الجمهورية العماد ميشال عون وكهنة وشمامسة.

ومن صالون الشرف، نوّه يازجي بكنيسة صربيا الأرثوذكسية وشعبها الطيب «الذي يكنّ محبة كبيرة لأبناء الكنيسة الأنطاكية الأرثوذكسية. الى ذلك، وصفت بطريركية صربيا الأرثوذكسية وبطريركية أنطاكية وسائر المشرق للروم الأرثوذكس في بيان مشترك زيارة يازجي للكنيسة الأرثوذكسية الصربية، بـ»الزيارة التاريخية». وأكدتا أن المسيحيين «مستمرّون في البقاء وبالتشبث بأرضهم وشهادتهم في هذه المنطقة المحورية من العالم»، معتبرتين أن «الحل الوحيد الممكن لوضع حد لمآسي كل دول هذه المنطقة هو احترام الآخر واعتماد الحوار المنفتح والتعايش السلمي بين المكوّنات كلها ومساواة كل المواطنين بالحقوق والواجبات». وإذ أسفتا «للصمت المطبق والمستمر حول قضية خطف مطراني حلب»، ناشدتا «كل المحافل المحلية والإقليمية والدولية متابعة هذه القضية بشكل حثيث والكشف عن مصير المطرانين والسعي للإفراج عنهما»، وعبرتا عن قلقهما «الكبير أمام خطر التباعد والانقسام والانشقاق الذي يتهدد اليوم الكنائس الأرثوذكسية المستقلة، بفعل قرارات أحادية الطابع»، معتبرتين أن «المرحلة التاريخية الحالية حساسة ودقيقة وصعبة جداً، وتتطلّب أكثر من أي يوم مضى، الكثير من الحكمة والتروي والدراية واليقظة الروحية من أجل الحفاظ على سلام الكنيسة الأرثوذكسية ووحدتها». وأكدتا أن الكنيسة الأرثوذكسية «هي كنيسة واحدة جامعة مقدسة رسولية، وليست اتحاد أو كونفدرالية كنائس، منفصلة عن بعضها البعض، تتعامل مع بعضها البعض من منطلقات مصلحية، وتظهر للعالم كمجموعة كنائس تتنازع وتتخاصم وتتباعد»، محذّرتين من أنه «لا يمكن للوضع الخطير الحالي في العالم الأرثوذكسي الناشئ في أوكرانيا، أن يستمرّ من دون أن يؤسس لحالة انقسام دائمة بين كل أعضاء العائلة الأرثوذكسية الواحدة».

وفور وصوله لبنان استقبل البطريرك يازجي، السفير الروسي ألكساندر زاسيبكين، في المقر البطريركي في البلمند.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى