لافروف: القضاء على مَن تبقى من التنظيمات الإرهابية في سورية مستمرة
أكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن عملية القضاء على من تبقى من التنظيمات الإرهابية في سورية مستمرة بالتوازي مع مواصلة الجهود لإيجاد حل سياسي للأزمة وعودة المهجرين إلى مناطقهم .
وأوضح لافروف خلال مؤتمر صحافي مع وزير خارجية مدغشقر ايلوا دوفو عقب مباحثاتهما في موسكو أمس، أن بلاده مستعدّة للتنسيق مع جميع الدول بهدف التسوية السياسية للأزمة في سورية بشكل أكثر فعالية غير أن الولايات المتحدة لا تبدي الجاهزية المطلوبة للتعاون الشامل مع موسكو في هذا الموضوع رغم استعدادنا لتعزيز هذا التعاون.
وكان لافروف أكد مؤخراً أن القضاء على التهديدات الإرهابية في سورية يشكل أولوية، مشيراً إلى أن اتفاق سوتشي حول إدلب الذي تم التوصل إليه في السابع عشر من الشهر الماضي يجري تطبيقه وأن المسؤولية الأكبر في ذلك يتحملها الجانب التركي.
من جهته، كشف نائب وزير الخارجية الروسي، ميخائيل بوغدانوف، أن الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، ينسّق مع الحكومة السورية، في موضوع تعيين مبعوث أممي جديد خاص بسورية.
وقال بوغدانوف للصحافيين أمس: «هذا الأمر يقرّره الأمين العام للأمم المتحدة بالاتفاق مع الحكومة السورية بالطبع».
ورداً على سؤال عما إذا كان هناك قيد النظر بالفعل أي مرشحين لخلافة المبعوث المستقيل ستيفان دي ميستورا، قال بوغدانوف: «إنهم يستعرضون أسماء مختلفة».
من جانبه اعتبر المستشرق الروسي، فيتالي نعومكين، الذي عمل مستشاراً سياسياً للمبعوث الأممي إلى سورية دي ميستورا، أنه يصدق الأخير عندما يقول إنه قرّر الاستقالة لأسباب شخصية، وأضاف: «أعتقد أن دي ميستورا يشعر بالتعب فعلاً، ويواجه مشاكل شخصية. سبق أن قال لي إنه لا يرى عملياً أفراد أسرته، لكونه يقضي معظم أوقاته في جولات عمل. ربما حان وقت الاختيار، فلقد بلغ عمراً كبيراً جداً».
إلى ذلك، كشفت ممثلة المفوضية العليا لشؤون اللاجئين UNHCR في لبنان ميراي جيرار، «أن 88 من اللاجئين السوريين في لبنان يريدون العودة إلى بلدهم»، موضحة «أن الأسباب التي تجعلهم يتريثون في ذلك لا تتعلق بصورة أساسية بمسألة الحل السياسي ولا بمسائل إعادة الإعمار، بل بإزالة عدد من «العوائق العملية»، ومنها مخاوف تتعلق بالممتلكات والأوراق الثبوتية ووثائق الأحوال الشخصية ووضعهم القانوني في بلدهم».
وحملت الحلقة النقاشية، خلال حلقة نقاشية نظمتها جمعية «إدراك» مركز البحوث وتطوير العلاج التطبيقي في إطار المؤتمر السنوي لمستشفى القديس جاورجيوس الجامعي – الأشرفية، عنوان «توفير بيئة جيدة للنازحين: بين التمكين والتوطين»، وشارك فيها، إلى جيرار، مدير برنامج هارفرد لصدمات اللاجئين HPRT في مستشفى ماساتشوستس وكلية الطب في جامعة هارفرد البروفيسور ريتشارد موليكا، أحد أهم الباحثين في مجال رعاية الصحة النفسية للناجين من العنف والصدمة في العالم. وتولّى إدارة النقاش رئيس «إدراك» الدكتور إيلي كرم. وتناولت وضع النازحين في لبنان من مختلف الزوايا ومن ضمنها الصحة النفسية، وسبل تحسين نوعية حياتهم، وتأثير هذا التحسين على المجتمع اللبناني وعلى نية النازحين في العودة إلى وطنهم، وهل يفضلون البقاء في لبنان، وسواها من المواضيع.
وسأل كرم في مداخلته كمدير للنقاش: «إلى أي مدى يجب أن يشعر اللاجئون داخل البلد الذي لجأوا إليه بأنهم مرتاحون؟ والأسوأ إذا كان عدد كبير منهم يمثل أعداء سابقين، أو إذا كانوا مضطرين للبقاء إلى ما لا نهاية ومن دون فرصة للعودة إلى بلدهم الأم، أو إذا كانوا يأتون من دولة مجاورة باتوا يرون في سلطتها الحالية عدواً لهم».
وأضاف: «لسنا متأكدين من أن ثمة أجوبة ترضينا … وخصوصاً أن النازحين ينتقلون إلى أوروبا أو الولايات المتحدة ويرون في الدول التي يقصدونها مقرّ استيطان دائم لهم، حيث يخططون للاندماج والنمو والازدهار على الرغم من الاختلافات الثقافية الضخمة».
ومن جهته أكدت جيرار أن: «88 في المئة من اللاجئين السوريين يقولون لنا إنهم يريدون العودة إلى بلدهم، ولكون مسؤوليتنا أن نحاول إنهاء مشكلة اللجوء، سألناهم عن العوائق التي تحول دون العودة، فتبين أنها بمعظمها عملية. فالعائق لا يتعلق بالحل السياسي أو إعادة الإعمار، إنما يسألون: هل سيكون علي القتال في حال عدت، أين أضع عائلتي، هل منزلي لا يزال ملكي، هل سأعاقب لكوني لاجئاً، وهل سأستعيد أوراقي الثبوتية وبطاقة هويتي، وهذه هي تماماً المواضيع التي نعمل عليها مع السلطات السورية وفي لبنان للحصول على وثائق الأحوال الشخصية كوثائق الزواج والوفاة».
وختمت جيرار: «النقطة المحورية الآن هي المصالحة، إذ ثمة حاجة إلى شفاء الجراح … وللمساهمة في إعادة بناء النسيج الاجتماعي الذي تأثر».
ميدانياً، في إطار استكمال المصالحات المحلية بدأت أمس تسوية أوضاع عشرات المسلحين من قرى ريف دمشق والقنيطرة بعد أن سلموا أسلحتهم للجهات المختصة.
وأوضح رئيس لجنة المصالحة في القنيطرة مأمون جريدة في تصريح أن عمليات التسوية مستمرة في قرى القنيطرة والقرى المتاخمة التابعة لمحافظة ريف دمشق حتى الانتهاء من تسوية أوضاع جميع المسلحين الذين سلّموا أسلحتهم وذلك بهدف ضمان عودة الجميع إلى ممارسة حياتهم الطبيعية.
ولفت جريدة إلى أن المصالحات المحلية وتسوية أوضاع المسلحين هي ثمرة بطولات وتضحيات الجيش والقوات المسلحة التي أجبرت المسلحين على الاستسلام وتسليم أسلحتهم.
وأكد عدد من الذين قاموا بتسوية أوضاعهم التزامهم بعدم حمل السلاح والعودة لممارسة حياتهم الطبيعية والالتزام بالقانون والعودة إلى حضن الوطن والعمل على تعزيز حالة الأمن والاستقرار في المحافظة.