أعتذر منك
منذ الصِّغرِ وأنا أحبُّ اللّيلَ الذي يملؤني بهجةً لأنّ يوماً آخرَ من رصيدي قد مضى
أمّا الصّباحُ فما هو إلّا نقطةُ انطلاقِ السّباق الذي أهرول لاهثةً
في مضماره إلى أنْ أتعثّرَ فأقعَ على ركبتيّ اللّتَين تبقيانِ سليمتَينِ
فيما الرّوحُ تنزفُ !
ولهذا…
كلّ صباحٍ أفتحُ عينيّ فأشعرُ بانقباضٍ وترقّبٍ…
أعتذرُ منكَ
فَلَكَمْ نسيتُ وجودكَ عند استيقاظي
هي لحظةٌ واحدةٌ فقط ويجتاحني طيفكَ ويلملمُ الضّيقَ عن صدري
وقبل أنْ أنهضَ من فراشي ألتقط هاتفي الجّوال
لأفتّشَ عمّا يدلّني على أنّكَ قد استيقظتَ وأنّكَ بخيرٍ
عندها فقط تتبدّدُ وحشتي وأشعر بأنّ العالمَ مزدحمٌ… مزدحمٌ بكَ
أنتَ !
بعدها
أنهضُ من فراشي فإذ بي أتعثّرُ بظلِّكَ الذي لطالما بثّ الدفء بقبلةٍ
على جبيني، أبادلكَ الابتسامةَ ثمّ نفترقُ على أملِ اللّقاءِ في صباحٍ جديد
يحصل هذا طوال أيّامِ الأسبوعِ إلى أن تأتي أيّامُ العُطَلِ فتتأخّرُ
عن الاستيقاظ ويزداد ألمُ الصّباحِ فهو لا يتبدّدُ إلّا بحضوركَ
أشعر بوحشةٍ في هذا العالم
فأنتَ وطيفُكَ… نائمَانِ !
لطالما نسيتُ وجودَكَ في أوّلِ لحظةٍ من استيقاظي
لذا
أعتذرُ منكَ طوال أيّامِ الأسبوعِ
ولكن عليكَ بالمقابلِ أن تعتذرَ منّي عن كلّ يومٍ تتأخّرَ عن الاستيقاظ وتتركني غريبةً وحيدةً
وسطَ هذا الزّحام
ريم رباط
سورية حلب