بسام أحمد حمودة في «القوقعة» حكايات واقعية بطلها مواطن سوري
يأخذنا الشاعر والروائي بسام أحمد حمودة في روايته القوقعة عود على بدء إلى فترة الاحتلال الفرنسي زماناً وإلى الساحل السوري مكاناً وإلى الظروف القاسية والفقر الذي عاشه الناس هناك في فترة الحرب العالمية الثانية.
ويؤكد الروائي أن الأحداث جرت بالفعل وأسماء الأشخاص والأماكن حقيقية لم يطرأ عليها أي تغيير في روايته الصادرة عن الهيئة العامة السورية للكتاب.
البطل ونّوس تتكالب عليه الظروف من إقطاع ورجال دين واحتلال إضافة إلى القدر الذي يودي بحياة والده ثم زوج أمه ومعيل الأسرة فيفكر بالهجرة، ولكن من أين تكاليف السفر وهو لم ير المال إلا في أيدي الآخرين لذلك تجبره الظروف على التطوع في جيش الاحتلال الفرنسي ويقرّر منذ تطوّعه أن يكون عوناً للوطن لا عليه وألا يطلق رصاصة في وجه الثوار ولو كلفه ذلك حياته وأن تطوّعه مؤقت لتأمين تكاليف السفر.
ويتنازع البطل هاجسان يسيطران على شخصه الأول إحساسه بالخيانة والثاني حسه الوطني. وينتصر الحس الوطني ليقوم بقتل ثلاثة ضباط فرنسيين أثناء محاولتهم الاعتداء على امرأة سورية استنجدت بمن يجيرها ثم يهرب من قريته في الشيخ بدر إلى قرى جبلة بيت ريحان وجرماتي والبودي ليقضي أربع سنوات لاجئاً باسم مستعار عند صديق كان متطوعاً معه في جيش الاحتلال.
ويبقى البطل مختفياً سنوات خوفاً من حكم الإعدام الذي أصدرته سلطات الاحتلال بحقه، ولكنه يجد ملاذاً له عندما تطرد القوات الفرنسية الموالية للألمان من منطقة الساحل السوري على يد الحلفاء عبر التطوّع في صفوفهم فيحتاج إلى هوية شخصية باسم آخر لئلا يكشف أمره ليتنازل له مضيفه أحمد حسن حمودة عن بطاقته، رغم أن ذلك سيجعله يعيش في الظل دون هوية لإنقاذ هذا البطل الوطني.
ونكتشف في نهاية الرواية أن صاحب الهوية ليس إلا والد مؤلف الرواية فيجد القارئ نفسه مضطراً للعودة إلى الإهداء لقراءته من جديد إلى صاحب الهوية والموقف والتضحية أبي أحمد حسن حمودة.
ويُذكر أن الكاتب والشاعر بسام أحمد حمودة موسيقي وعضو جمعية الشعر في اتحاد الكتاب العرب له أربع مجموعات شعرية منها في الباب وجه السنديانة وأناشيد لا كالغناء.