سورية تربح جولة القمة الرباعية
ـ كانت القمة التي شهدتها اسطنبول وضمّت رؤساء روسيا وتركيا وفرنسا والمستشارة الألمانية مناسبة بنظر فرنسا وألمانيا لمقايضة القبول الأوروبي بطيّ صفحة البحث بالرئاسة السورية مقابل تبني مطالب المبعوث الأممي ستيفان دي ميستورا في كيفية تشكيل اللجنة الدستورية ومنحه مرجعيتها.
ـ موضوعياً وبحكم المصالح كانت تركيا أقرب للموقف الأوروبي، فكلّ إضعاف لمكانة الدولة السورية في التحكم بالعملية السياسية يفتح الباب لحجم أكبر لتركيا بصفتها الدولة الأكثر تأثيراً في الأجسام المسلحة الباقية خارج نطاق الدولة السورية والتي يمكن توسيع حجم تمثيلها على حساب الدولة السورية في الثلث الثالث من أعضاء اللجنة الذين يرغب دي ميستورا الحصول على تفويض تعيينهم خلافاً لإصرار الدولة السورية على الطابع السيادي لملف الدستور.
ـ البيان الختامي للقمة حسم قضية الحلّ السياسي وسقفها حيث نطق الرئيس التركي معادلة ربط الرئاسة السورية بإرادة السوريين وإخراجها كبند تفاوضي من جداول أعمال التسويات والتفاوض وحصر السقف السياسي للحلّ بالإنتخابات على أساس الدستور الجديد بعد إقراره وهي انتخابات معلوم أنّ نتائجها ستكون بأرجحية وازنة لموقع الدولة السورية ورئيسها.
ـ في المقابل تضمّن البيان دعوة لتسريع تشكيل اللجنة الدستورية لكنه وضع مهلة لتعقد اجتماعاتها لنهاية العام وهي مهلة يكون خلالها دي ميستورا قد غادر مهمته ما يعني ضمناً قبول بقاء اللجنة معلقة في ما تبقى من عمر ولاية دي ميستورا إلا إذا أخذ بالنظرة السورية سعياً لتسهيل مهمته.
ـ ربحت سورية مع روسيا جولة القمة الرباعية.
التعليق السياسي